841 62 117
                                    


"من المتصل؟ "
نطقت بتعابير متسائلة لذاك القابع امامها ، بعد سماعها لِاُعزوفة هاتفهه .

لِيُلقي كلمته وهو يرد بلا مبالاة "إحداهُن!"

صمتت مُستمعة لِمُحادثته مع صديقته الحميمة ..
تنظر له بعينان تُطلقان وابل من رِصاص الغيرة مخلوط مع الحسرة على وضعها !
فتتحول بوهلة لتلمع حُزناً وشجن عند نطقه لكلمة "حبيبتي" لملعونته التي على الهاتف .

تتذكر يوم لِقائِهما ، كيف كانت بِداخل فقاعتها الخاصة ..
مُكتفية بذاتها كانت ، بِكتابها وموسيقاها~
ليأتي هو ، في احدى جلسات الشاي مع نفسها ، حينما كانت السماءُ الليلية تروي أبنائها في الأرض ..

يستأذنها للمشاركة ، مشاركة جلستها البسيطة ..بداخل فقاعتها .
تتذكر ، أول صورة التقطتها عيناها .،
ليُحمضها عقلها وترسخ في البوم جديد ، البوم خاص .. له وحده!
لكي لا تنفك تحملق به ، دون أي مُشتِتات أخرى .
لكي لا تنفك تغرق ببحر تفاصيله ، وهي التي لم تهُمها التفاصيل يوماً !
لِتغرق ، وهي التي أجادت السباحة وفي أعمق وأحلك البقع !

مُتنقلة بين بؤبؤتيه ، بطريقة ما ، ترى النور من سوداهما .
ترى الكرم والعذوبة من البحيرة المحيطة بهما ! ~
ترى الهم يُزاح عند كل أبتسامة منه !
يهتز نبضها عند لمحها لبقع الاكياس السوداء تحت معشوقتيها ، لتفهم كم هو مُجدّ بعمله ، فيزيد احترامها له !
صغيرتان عيناه ، ولكنهما يحويان مجرة بأكملها !
.
بنظرة سريعة تمر على وجنتيه المنتفختان اللتان تزينهما وردية طفيفة ، لتأخذ اول انطباع عنه "اللُطف" ، ففي اعتقادها ان هذه الصفة فقط حق لِأصحاب وجنتا المارشيملو الملونة !

نزولاً لشفتاه ..، كبيرتا الحجم ،حمراوتان رغم التشقق الخفيف ..مناسبتان لقبلة ..!؟
فكرت بهذا لكن قبل ان تنجرف افكارها للأبعد ، اغلقت عيناها تعدّ للثلاث .، لتسترجع رابطة جأشها ، وتعيد نظرها للقابع امامها ،
والذي كان يتحدث بموضوع ما لم تفهمه بداية ، لكن مؤخراً استوعبت انه كان جالس منذ مدة يشرح لها عن ان الجو ماطر بشده وهذا ما جعله ينتهي معها ، وهي المُحلقة ~!.

وهكذا يوماً بعد يوم من لقآءات الصُدف الى اللقاءات المُدبرة
لتغدو سبعة أعوام !
سبعة اعوام من كبت المشاعر ، سبعة اعوام مُقطتعة من كل يوم ثلاث ثوانِ .!
سبعة اعوام ، دون لحظات جميلة سوى بداية اللقاء ، وما يحدث خلف كواليس ال"ثلاث ثوان" !
سبعة أعوام مُعلقة بِحبه ، بِمظهرِه ، بِإبتسامته ! ..

فقط نظرة ، تزامناً مع سمفونية داخلية ، وبضع لحظات
اكتفلوا بجعلها خارجة عن الجنس البشري بميزة العقل !

كانت خائفة .، خائفة من فقدانه لو رفعت صوت سمفونية قلبها . لذا اكتفت بإغلاق عيناها والعد لثلاث لِتكتم الصوت !

"جبانة" هي ! ، لكن أوليس رؤيته مع احدى الفتيات ، أهون من عدم رؤيته مُطلقاً ؟
أقلها تعلم اخباره ، وتعلم انه سعيد .. لذا هنيئاً عليه ، ورحمةً عليها ! .

ثلاث ثوانٍ ||three second's ||one Shot حيث تعيش القصص. اكتشف الآن