في يومٍ مشرقْ..صبحٌ أزرق..صبحٌ بزغت فيه النور..بنتٌ تعشقْ..بنتٌ تغرقْ تخفقُ أجنحتها كالعصفور ..قد قالت يوماً أتمنى..فرشت أمنيتها في جنة..نامت وجدت صبحاً آخر..مثل الأمسِ كأن لم يفنى..سارت في طرقات الغير..سارت إلى غيرِ مصير..أوقفها ما حزَّ برؤيتها..رجلٌ طاعنَ سنِ كبير..أسموهُ "شيخُ الأساطير" ..بزغت بين شظى لحيته نوره..توظفُ صمتها وتمعن صورة..فتجلت أحرفُهُ بشفاهٍ..أعياها الزمان بجورة...رن بأذنيها أسطوره........عادت بطريقٍ ماسلكته..ماضاقت حتى بحلكته..تخطو خطوة ..تعيد الصورة..تتفكر تلك الأسطورة...
أسطورة!!
عن بنتٍ زارعةٍ عذرا..أعطاها "طه" ذي البذرة ..و"عطية"ٌ أعطاها بذرة..زرعت كلتا البذرتين ...مالعطيةَ نبتت تين وبذرة طه بقيَت طين..ثم عقِبَ بضعَ سنين..مالِعطيَة نمت واخضرت..كبُرَت نضجت وبها اغترت..وبذرةُ طه بقيت بذره..تجبرُ ناظرها أن يكرَه..طهت العذرا مرقةَ فِكرة..نشرت في السوقْ مائتي واش..ذوي حزمٍ ورباطة جاش..تخْبِرُهُم أن الحشاش ..طه محتالٌ غشاش..والسوقُ الأخبارُ تطوقه..عن طه قد نُفِختْ بوقَه..حتى هوت وانزاحت سوقه..قدِمَ عطيةَ فتزوجها..وبعرش تهكمهْ..(توّجها)..لم يرحم عوجةِ أضلعها..أعوجَها حتى أوجَعها..واليوم الفاتنة العذرا..بدت طاعنةً شمطا..جامدة ًكبقايا صورة..قد فرَض عليها دستوره..عينيها أبداً لم تكبر..حنطها الزمن البعيد..لكن حُفـ ّت بالتجاعيد..قد رُسمت ذكرى أبدية..مابين الطيةِ والطية..تُطوى سنة..تترك طية..سنةٌ أخرى تترك طية..حتى غطتها التجاْعيد
حجبت خديها الوردية..سألتَها ابنتها نورة..تسألُ هامدةً جامدةً..مُعلِنَةً إحياءَ الصورة..تسألها عن حزنِ دهاها..تسألها عم وطاها؟ ردت شفتيها بخدور..أشبهُ بالموجِ المجزور..طه..ويحَ أبي من طهَ..نهَرتها..ماعلةُ طه؟ قالت بجوابٍ شافي..طه ذا القلبِ الصافي ..عينيه سحرٌ دافي..عشقْتُهُ حتى احتظرت..في عينيه أطيافي..أرسلَ لي غلاماً شادي..لأُلاقيهِ في الوادي..سابقتُ خطواتي إليه..أرجفُ من لهَفي عليه..وجدتُ عينيه الشغوف..بين عيني تطوف..وددتُ لو أني سبيه..بين عرضِ منكبيه..لاحت بعينيهِ نظرة..وأودعَ بين يدي بذرة..ثم لاحَ في الأُفقْ..وقلبي ظل يصطفق..وجُبْتُ كلَ الطرقْ..وطهَ ملِكُ الصورة..أذكرُ نظرتَهُ بِخجَلْ..أُحكِمُ قبْضَ يدي بوَجل..أتذكرُ تلك النظرة..أُحكمَ قبضتي عالبذرة..خجلاً لم أشعرُ لم أدري..عشقاً..لم أُخفي ما أُبدي..هشمتُ البذرةَ لم أقصدْ..حتى ماتت بين يدي..ماتت حالَ عليها الحول..لم تزهرُ عرضاً أو طول...قد ظنتْ طه محتال..ظَنت أنه لم يعشقها..سلته بلسانٍ بتال..عشقت طه..أخطت طه..طه مخلص ما أخطاها
"وشاية طه وبذوره" ..أسموها تلك الأسطورة..أخبرها شيخُ الأساطير ..ألا تعشق!!
فالمرأه إن عشقت يوماً..تُغرقُ عاشقها وتَغرق..والمرأه إن عشِقَتْ يوماً..بسمةُ عاشقِها قد تسرق..المرأة إن عشقت ظلمت..تمسي خاطئةً مخطية..رسم الحزن بخدها طية ..تحزنُ مره ..تُرسمُ طية..حتى تصبح يوماٍ شمطا..
عشقت طه....وسخرها القدرُ لِعَطيةْ
