خرجت من غرفتي نحو المطبخ أبلُ رمقي بشربة ماء، كان المكان خاليا تماما ..
"إنهم نيام "قلتها لنفسي بعد أن تأكدت من ذلك، كانت الساعة العاشرة والنصف...الأمطار كانت قد بدأت تهدأ رويداً رويدا ..صعدت الى غرفتي ورميت بثقلي على السرير
"تبا.. هل من الطبيعي أن يكره الشخص عائلته في أربعة أشهر فقط بينما كان قد عاش معهم سبعة عشر سنة!! "سمعت صوت ارتطام حجر بزجاج غرفتي، هرعت نحو النافذة أفتحها .....هي قد عادت
-هذه أنت مرة أخرى!ابتسمت برقة وسارت نحو رصيف الشارع لتجلس عليه هناك، حدقت بي وأشارت إلي بأن أنظم إليها. كان المطر قد توقف تماما...ترددت في تلبية دعوتها لكني في النهاية قررت الإنضمام إليها لأسمع مالديها.
-مرحبا بك ايتها الفتاة ...أنا زاك
نظرت الي باستغراب بعد أن ذكرت اسمي بدا كما لو أنها تسأل عن سبب هذا الاسم الذكوري
-إن كنت تسألينني عن سبب تسميتي بهذا الاسم فإن هذا يرجع الى أن والدي أراد صبياً عوضاً عني.. هو يمقتني منذ ولادتي ..لا اعلم ان كان قد سماني لينتقم مني أم ليعزز نفسه فحسب
نظرتُ إليها لكنها لم تنبس ببنت شفة وبعد دقائق قليلة نطقت مبتسمة
-لا عليكِ زاك... أنا أحب الجميع... أستطيع تحمل حبهم جميعاً.حب ..حب..بحق الله.. هل هي مصابة بلعنة الحب! على أي حال أنا أنسجم معها.. هي تبدو قريبة مني وتفهمني أيضاً.. حاولت التقرب منها بطلب اسمها ورقم هاتفها لكنها اعتذرت عن الرقم بحجة أنها لاتملك هاتفًا ..طلبت مني تسميتها ب "آي"
- عزيزتي زاك يمكنني أن أحتضن كل آلامك داخلي هنا (وأشارت بكلتا يديها نحو نفسها متحدثة بلكنتها اللطيفة المرتعشة ) من أجلك سأفعل هذا دون تردد
لم أكن أسمع على شاكلة هذا الكلام كثير.. كنت أختنق فيما مضى.. أخيراً هناك من يأبه لي ولو قليلاً
بدأت أوسع دائرة نشاطاتي مع آي شيئاً فشيء.. تأتي الي مساءًا وتجالسني في الأيام الماطرة.. أشكي لها وتفتح لي قلبها واذنيها بكل إمعان
مضى اسبوع على مصاحبتي اياها ...أصبحت أكثر تفتحاً وابتهاجاً..أنتظر الأيام الماطرة بفارغ الصبر كي أحادثها ..*******************
كانت السماء مكللة بالغيوم السوداء ومع اشتداد عتمة الليل ازدازت سوداويتها ،نظرت زاك نحوها بقلقٍ عارم محدثة نفسها :
"هذه اول مرةٍ أغادر المنزل دون رجعة... أجل لاحاجة لي للبقاء معهم، لدي آي وهي سترحب بي.. لكن أتسآئل هل العنوان الذي كتبته لي صحيح.. بدأت أشك في هذا فهذه المنطقة خاليةٌ من السكان "أنطلقت متتبعةً العنوان أسفل الورقة، تسير بتثاقلٍ بسبب أمتعتها الكثيرة، عبرت الى خارج القرية لتصل الى طريقٍ تحفه الأشجار عارية الهيكل من الجنبين تصدر فحيحاً قويا مع تمايل أغصانها على نغم الريح القوية ..إقتربت من نهاية الطريق حتى لمحت مزرعةً كبيرة في نهايته.. بدأت برسم تعابير السعادة بعد رؤية أضواء تلك المزرعة واشتمام رائحة شواء منبعثة منها .
أنت تقرأ
مطية
Horrorعندما يغور الفكر في غياهيب الظلمات.. وتغدو صديق للفراغ أجوفٌ قلبكَ .. بلا هدف تمضي تستسلم.. وتغور في الضلال ليمتطوك هم وتمتطيك نفسك الآثمة #القصه الفائزة بمسابقة مؤلفون عن تصنيف الرعب #مؤلفون مسابقة مؤلفون /الرعب