العوالم الاربعة

الفصل الثاني (القلادة)

القلادة

خرج صاحب الكوخ على صوت بكاء الامير "ادم" فوجده طفلا جميلا يبكي بباب كوخه فنادى زوجته فرحا "تعالي يا سارة انظري ماذا ارسل الله لنا اننا لانستطيع انجاب الاطفال فارسل الله لنا هذا الطفل لكي يكون ولدنا" فادخلا الزوجين الامير الى الكوخ وهما في قمة السعادة والفرح. سأل الزوج الامير عن اسمه فقال الامير له لا اعلم ثم قام الزوج بسوال الامير اكثر من سوال فكانت الاجابة في كل مرة لا اعلم. قرر الزوج تسمية الطفل فتحاور الزوجان على اسم جميل لكي يختاروه لطفلهم وبالنهاية اسموه "يوزف".

يقيم الزوجان "سارة" و "اصباح" في كوخ صغير بالقرب من بيت عمدة المدينة وهما يعملان لدى عمدة المدينة فالزوجة سارة تقوم بتنظيف بيت العمدة والزوج اصباح يعمل كفلاح في حديقة منزل العمدة. وكانا يعملان بكد وجهد لكي يوفرو لابنهم "يوزف" كل مايحتاج. بعد ان مضت شهور على هذه الحالة وبدا الامير "ادم" يعتاد وينسج مع حياته الجديدة بعد ان فقد ذاكرته, تعرف على بنت العمدة "ريام" فكانوا يلعبون سويا, كان الامير ادم يسمع الى همس غريب بين الحين والاخر يخاطبه لا يعلم ماهو, يقول له كلاما غريبا يفهم بعضه ولا يفهم البعض الاخر.
كان العمدة يكره "يوزف" ولايسمح لابنته اللعب معه الا ان ابنته كانت لاتستمع الى كلام ابوها وتلعب دائما مع "يوزف" لانه ولد لطيف وشجاع, فكان العمدة كلما رائهم سويا اخذ ابنته وتهجم بكلامه وتهديده على "يوزف".

كبر يوزف واصبح عمره 10 سنين وفي ذات يوم بينما هو يلعب ويمرح مع ابنة العمدة "ريام" جاء العمدة فراءاهما معا فغضب غضبا شديدا وقام بضرب "يوزف" وبينما هو يضربه سمع يوزف الاصوات الغريبة مرة اخرة تهمس له فبدا يردد ماتقوله له الاصوات وبينما هو يردد الاصوات واذا بصاعقة تخرج من بين يديه وتضرب العمدة الذي كان يضربه وقع العمدة على بعد عدة امتار من يوزف تفاجئ يوزف بما حصل ولم يكن يعلم ان الكلام الذي ردده تعويذة سحرية. ثم قام مسرعا ليرى ماحدث للعمدة فانه لايريد ايذاءه لكونه اب لصديقته ولان يوزف لايحب اذية الناس, فوجد يوزف العمدة مغما عليه حاول ايقاضه ببخ الماء عليه بعد بضعة دقائق استفاق العمدة من غيبوبته ولم يعلم ماحدث له هل كان معجزة اما كان حلما ام ماذا وبعد تلك الحادثة اصبح يوزف يفكر بيها طوال الوقت ولايجد لها تفسيرا لكنه استنتج ان الاصوات التي يسمعها تخرج من القلادة التي يلبسها, مرت الايام ويوزف يعيش في عالم البشر ولايعلم انه الامير "ادم" ابن ملك السحرة.

مصاصي الدماء والمستذئبين دائما مايهجمون على بلدات عالم البشر لكي يتغذوا عليهم ولا يوجد لهم رادع فاسلحة البشر غير كافية لردعهم. وفي يوم من الايام هاجم مصاصي الدماء والمستذئبين البلدة التي يسكن بيها "يوزف" فاصاب اهل البلده هلع وخوف شديد وكان قد بلغ "يوزف" من العمر 14 سنة, وعندما وصلو الى بيت يوزف وحاولو قتل والدي يوزف واكلهم ومص دمائهم اهتزت القلادة وسمع يوزف الاصوات وقام يكررها فاذا بالصواعق تخرج من بين يديه وتحرق مصاصي الدماء والمستذئبين, قام يوزف بحماية ابويه وحماية "ريام" وعائلتها. انسحب مصاصي الدماء والمستذئبين بعد ان قتلوا ماقتلوا ودمروا مادمروا. تعجب والدا يوسف بما فعله وقررا ان لا يخبرا احدا بذلك لخوفهما عليه من ان يصيبه اي مكروه.

اعتاد يوزف على هذه الحالة واصبح يتحكم بها لكنه لم يعرف لماذا يحدث هذا معه هو فقط ولا يحدث مع الاخرين, بقي يوزف على هذه الحالة لمدة طويلة الى ان اصبح عمره سبعة عشر سنة وذات يوم من الايام اتته الاصوات ولكن بصورة مختلفة عن السابق فقد اخبرته الاصوات بانه ملك عالم السحرة وان اسمه "ادم" وبينما تخبره الاصوات بهذه تريه الروئ ماحدث لوالده الملك "كونر" وكيف هجم عليهم مصاصي الدماء والمستذئبين وكيف قتل والده وسيطر الملك "خونفاس" على عالم السحرة وفي هذه الاثناء عادت للامير "ادم" ذكرياته التي فقدها بسبب تعويذة والدته, وبعد ذلك اخبرته القلادة انه الشخص الوحيد القادر على تحرير عالم السحرة وانقاذهم من بطش الملك "خونفاس" واتبعاه, واخبرته انه ماتبقى من الكتيبة الملكية مختبؤن في كهف نائي في اقصى شمال عالم السحرة وقالت له يجب ان تذهب اليهم وارشدته الى باب عالم السحرة واخبرته بانها ستبقى دائما معه لتحميه وترشده.

اخذ الامير يفكر بالرحيل الى عالم السحرة لكي ينقذهم وهو محتار كيف يخبر والديه وصديقته "ريام" بامر رحيله ثم قرر ان يخبرهم بالحقيقة فلا يوجد له طريق اخر لكي يقنعهم, قام فذهب الى صديقته "ريام" وذهبا سويا وجلسا تحت ظل شجرة في اطراف منزلها وبدءو بالحديث ثم جمع الامير قواه واخبرها بحقيقة امره وانه يجب ان يرحل لكي يخلص عالم السحرة وقال لها "اوعديني بانك لن تخبري احدا بذلك وانا اوعدكي باني سارجع لاجلكي في اسرع مايمكن" فوعدته بذلك ثم ودعها لاخر مرة وذهب ليخبر والديه ويرحل ثم اخبر والديه بذلك وواعداه بانهما سيحفظان سره وانهما سيشتاقان له وسيكونان بانتظاره.