...تركت قهوتها على النار، و ركضت مسرعة لترد على هاتفها، كانت قلقة لغيابه، رقم غريب! ترددت في الرد، لكنها حزمت أمرها أخيرا.
دهشة ارتسمت على ملامحها، و غضب جامح ثار من كل خلية في وجهها، صرخت:إخرس أيها الكاذب الوضيع..
باغتتها دموع كادت تحرق عينيها، كادت عروق رقبتها تتفجر، و تسارع خفقان قلبها حتى أخذ بجسمها إلى الارتجاف، مع ذلك ما زالت متسمرة مكانها! أخذ شريط ذكرياتهما يدور حولها، و ضجت حروفه تطرق سمعها، ثار جنونها، حتى صارت تضرب بيديها الحائط، فما عادت أناملها حضناً لأنامله، أيقظها شذى القهوة على النار، كان يحبها سادة، و يقول أني حبة الشوكولا الخاصة به..و أنه لا يحب القهوة بدوني، شعرت بالبرد يجتاح قلبهافتذكرت أنه كان معطفها الدافئ و ملجأها الحنون في كل حين، حاصرتها الذكريات، و اجتاح البرد عبراتها فتجمدت في عينيها، و بيديها المرتجفتين، أمسكت هاتفه، اتصلت به، عاودت ذلك مراراً و تكراراً، دون أ تمل من سماعها 'مغلق حالياً' مع ذلك انهالت عليه بالرسائل:
أين أنت؟ أجبني.. أقول لك أجبني.. تعال و انفض تلك الأكذوبة عنك! لم لا ترد؟ متأكدة أنك هنا! لا تفعل ذلك بي أرجوك. مرت مدة لم أخبرك فيها أني أحبك.. تعال اسمعها ثم اذهب حيث شئت.. أرجوك.
مرت ساعتان على حالها هذا دون أن تمل أو تهدأ، أيقنت أخيراً أن ما سمعته هو اليقين، ذهبت إلى خزانتها، ارتدت ذلك الفستان الوردي الذي طالما تغزل بها حين كانت ترتديه، نظرت في المرآة، 'كان يحب هذه الجديلة الحمقاء و يغازلها أكثر مني!' أمسكت جديلتها و اجتثتها، 'ستكونين هديته فهو يحبك..'، حملت جديلتهابين كفيها، ذهبت حيث قيل لها، فوجدته حقاً هناك، دفنت جديلتها بجواره، وأكملت تلك الليلة...
بجوار قبره.
....
بتبع..
W.A.B