.

194 2 0
                                    


أفاقت لتجد نفسها وحيدة بينهم
لم تستوعب بعد ما الذي حصل معها
وكأن سيل دموعها قد جرف عنها ذاكرتها
وفي غضون لحظات
عاودها ذلك الألم القاتل في قلبها
رفعت رأسها
لتجد نفسها قد نامت على حافة قبره
دون وعي منها
ودون أن يستفقدها أي أحد
-"هه .. من سيأبه بي بعده .. هل كان لي غيره أصلاً!!"
استجمعت ما بقي في جسمها الهزيل من قوة
نهضت بتخاذل
هي لا تريد مفارقته
وهو لا يمكنه الخروج اليها
مضت في طريقها
في الوجود هي لكنها غير موجوده
لا تدري أين هي أو إلى أين تجرها قدماها
إلى أن تنبهت لرائحة الياسمين تعبق المكان
تلفتت حولها
وبخطى مثقلة تقدمت الى الياسمينة
-"كنتي شاهداً على ما كنا عليه .. أحببتك لأنكِ كنتِ رسولاً بيننا .. ولم يبقى هنا الآن الا أنا و أنتِ .. اعذريني .. و سامحيه .. حين كنا نستظل بك .. و في كل مرة كان يقطف ياسمينة منك ليغرسها بين خصيلات شعري .. سامحيه .. فلم يعد ها هنا .. و سامحيني .. فإني أشتاقه و أريد لقائه.."
...
لم تستطع التماسك و البقاء أمام بيته
و بذات التثاقل .. بل أكثر منه..
أكملت طريقها..

..
-"إلى ذلك البيت البارد .. سأعود ثانية .. وحدي .."
ضلت تتمتم مع نفسها في مسيرها
وعيناها لا تريان الطريق
ولا تنفكان عن غزير الدمع والنحيب
وصلت أعتاب بيتها
ليس لها خاطر بالدخول
وليس لها ملجأ الا ذاك
ليستوقفها ذلك الصوت ثانية
-"ما زلتي كما عهدتك .. بلهاء ساذجة !"
...
يتبع..
W.A.B

أحلام مؤجلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن