فى أحدى الحارات الضيقة بأحد أحياء مصر الشعبية القديمة،استيقظت تلك الفتاة ذات الشعر الأسود الحريري تفرك عيناها البنية الواسعة ذات الرموش الكثيفة الطويلة بسبب أشعة الشمس التى تسللت عبر كسور النافذة الصغيرة،نهضت من فراشها المتهالك و اتجهت لدورة المياه لغسل وجهها بالماء الفاتر ،و ارتدت ملابسها المعتادة لتستعد للنزول للعمل،لكن فاجئها شخص ما عندما فتحت الباب
قمر بفزع/يقطعك يا منيل خضتنى.
الشخص/ماعاش ال يخضك يا جميل.
قمر بتملل/بقولك ايه يا صمولة، ماتنجز كدة و تقول ال عندك من غير لف و دوران عشان أنت معطلنى عن أكل عيشى.
صمولة/مانتى عارفة ال فيها يا قمر،قولتلك 100 مرة إنى شاريكى يابنت الحلال!
قمر بنفاذ صبر/و أنا قولتلك 100 مرة لأ يابني آدم،لو أخر راجل فى الدنيا بردو مش هتجوزك.
صمولة/ليه بس،دة أنا جيبى مليان و عندى مكروباص و 3 تكاتك و الموقف كله بيعملى ألف حساب و شقتى جاهزة من مجاميعه و مستنياكى تنوريها يا حلوة، دة أنا حتى جايبلك غسالة توماتيكى!
قمر بعصبية/بص يالا،أبعد عن طريقى أحسنلك،يا حشاش يا نسوانجى،أحترم نفسك و أبعد عنى أحسن و دينى هفضحك و أقول دة بيتهجم عليا.
صمولة بصوت عالى/طب شوفى بقى يا حلوة،أنا صبرت عليكى كتير و جبت أخرى معاكى لكن للصبر حدود،و عايزك تحطى ف بالك إن أى حاجة صمولة عايزها هايخدها،و هاخدك يعنى هاخدك ،بمزاجك ولا غصب عنك هاخدك، ياريت بقى يكون بمزاجك أحسن.
رحل ثم قالت قمر بصوت عالى:
قمر/خدتك عقربة يا بعيد!فى هذا الوقت جاءت سما جارة قمر و صديقتها الوحيدة @samaAyman8
سما/مالك يابت صوتك جايب أخر الشارع!
قمر بعصبية/زفت الطين ال اسمه صمولة دة مش سايبنى فى حالى!
سما/ياختى سيبك منه،المهم ركزى معايا،
جبتلك عنوان الفيلا ال قولتلك عليها، ناس مرتاحين ع الآخر و عيدميلاد بنتهم النهاردة بليل و عايزين حد ينضفلهم و يوضب معاهم الفيلا عشان الشغالين واخدين إجازة،أنا لولا شغلى عند الست سميرة كنت روحت دى فيها لقمة حلوة،بس أنا ياختى مالقتش أعز منك يعمل الشغلانة دى مطرحى.قمر/كتر خيرك ياختى، هروح امتى و ازاى بقى؟
سما/روحى بس دلوقتى افطرى و ساعة كدة و انزلى خدى تاكسى من على أول الشارع و اديلو العنوان و لما تروحى خلى الست تحاسبك ع التاكسى.
قمر/ماشى ياختى توشكرى.
.................................................................
فى نفس الوقت، فى مكان آخر...فى أحد الأحياء الراقية التى لا تعرف فقر أو جوع أو كل ماهو محزن فى هذه الدنيا،اجتمع توفيق بيه رجل الأعمال المعروف مع زوجته مدام ليلى و أبنائه على طاولة الطعام لتناول الإفطار .
توفيق/بصوا يا ولاد،و أنتى كمان يا ليلى...النهاردة ذكرى مرور 17 سنة على وفاة اخويا محسن الله يرحمه.
ترحم الجميع عليه ثم استكمل توفيق حديثه قائلا:
توفيق/هو الله يرحمه كان سايبلى جواب مع الوصية و حلفنى مافتحوش غير لما يمر 17 سنة على وفاته و أنا سمعت كلامه و النهاردة جيه الوقت ال افتح فيه الجواب دة و لازم افتحه معاكم.أحضر توفيق الجواب و شرع فى القراءة و جلس الجميع ينصت فى ترقب و فضول.
"أخويا توفيق،فى الوقت ال هتفتح فيه الجواب دة هيكون مر على وفاتى 17 سنة،من 17 سنة كنت خلاص تعبت من أميرة و من عدم خلفتها،أنا بردو زى اى راجل و نفسى أكون أب، اتجوزت عليها،ست جميلة و غلبانة اسمها نورا،نورا حملت منى و للأسف مش هلحق أشوف بنتى بسبب المرض ال بياكل فيا دة ، أنا غلط غلطة كبيرة بإنى خبيت عليك و على أميرة بس أنا ماكنتش عايز أجرحها و ربنا يسامحنى لو كنت ظلمت واحدة فيهم،وصيتى ليك بنتى يا توفيق،و حياة أغلى حاجة عندك دور عليها و ربيها و سط ولادك ،أنا استنيت كل دة و منعتك تفتح الجواب كل دة عشان البنت ماكنتش هتفهم كل ال بيحصل دة قبل دلوقتى،زمانها دلوقتي كبرت و بقيت عروسة جميلة، أكيد ورثت جمالها من أمها...
خليها تعيش فى وسطكوا ملهاش حد غيركوا و يا عالم أمها لسة عايشة ولا لأ، انا سايبلك ورقة مع الجواب فيها عنوان البيت بتاع أمها عشان تروح تجيبها، كل أملاكى و فلوسى أصرفها عليها و ماتخليهاش محتاجة حاجة، سامحنى ياتوفيق و خليها تسامحنى، و ماتنساش دى أمانة ياتوفيق، أدعيلى بالرحمة..."
أغلق توفيق الجواب و الجميع مصدوم مما قرأه عليهم
أكرم/يعنى يا بابا إحنا لينا بنت عم و مانعرفش عنها حاجة كل دة!
فرح/أنا مش قادرة أصدق يا papy!ليلى/و هتعمل ايه يا توفيق؟
توفيق/أكيد هنفذ وصية أخويا.
ليلى بعصبية/يعنى هتجبلنا واحدة من الشارع مانعرفش حاجة عنها تعيش وسطنا!
.................................................................
توقعاتكوا 😎
نورتى القصة اسما 😂😂👋
احنا بعد كدة هنكتب فى ال weekends عشان الدراسة و كدة
فلتسحقكم السلامة😂😂😂👋