لا شكّ بأنّ التّعامل مع النّاس يتّسم بالصّعوبة في بعض الأحيان، فقد خلق الله سبحانه وتعالى النّاس مختلفين في الطّبائع، فلكلّ إنسانٍ على وجه الأرض شخصيّته التي تختلف عن شخصيّة الآخر، ولا بدّ من أجل أن يسير مركب الحياة الدّنيا أن يتعاون كلّ من على هذا المركب من أجل استمرار هذه الحياة، وبالتّالي على الإنسان أن يبقى دائمًا مستعدًّا لأن يتعامل مع أصناف مختلفة من النّاس، ويؤكّد علماء النّفس دائمًا على هذه المسألة ويبيّنون أن كلّ إنسان يمتلك شخصيّة لها مفتاح وطريقة للتّعامل معها.
طرق التعلّم مع الشخصيات المختلفة الشّخصيّة العنيدة: التّعامل مع الشّخصيّة العنيدة صعب بلا شكّ، ولكن هناك أساليب ينصح بها للتّعامل مع هذا الشّخصية منها أن يحرص الإنسان على اجتناب مواضع الخلاف مع هذه الشّخصيّة مع التّركيز على مواضع الاتفاق في الحياة، لأنّ الخلاف مع هذه الشّخصيّة هي مظنّة التّمسك بالرّأي والعناد، كما ينصح لمن يتعاملون مع الشّخصيّة العنيدة أن يحاولوا إقناعها بالمنطق والدّليل حينما يشعرون بعنادها وتمسّكها بالرّأي أو الاعتقاد الخطأ .
الشّخصيّة العدوانيّة، وهذه النّوعيّة من الشّخصيّات يصعب التّعامل معها بسبب امتلاكها نزعات عدوانيّة، ولكن قد تنجح أساليب في التّعامل معها منها أسلوب الحذر والاستعداد الدّائم، لأنّ الشّخصيّة العدوانيّة لا يؤمن شرّها وأذاها، وعمومًا على الإنسان أن يتجنّب هذه الشّخصيّة ويتجنّب التّعامل معها إلا للضّرورة القصوى .
الشّخصيّة الهزليّة كثيرة المزاح، فنحن نرى في حياتنا كثير من النّاس يتمتّعون بروح هزليّة ومرحة تضفي إلى حياة النّاس البهجة والسّرور، ولكن المشكلة تكمن عندما يتحول هذا المزاح إلى عادة أصيلة قد تؤذي مشاعر النّاس وتجرح أحاسيسهم، وعلى الإنسان الذي يشعر أنّه سوف يصطدم مع هذه النوعيّة من النّاس أن يتجنّبها قدر الإمكان أو يتعامل معها في أمور معيّنة، وفي حالة التعامل معها أن يضع ضوابط وحدود في العلاقة حتّى لا تنقلب إلى عداوة أو خلاف .
الشّخصيّة المتكسّبة، فكم يتعامل الإنسان في حياتنا المعاصرة مع شخصيّات متكسّبة من النّاس تراهم يقيسون كلّ شيءٍ بمنظار المنفعة والكسب، وعلى الإنسان في تعامله مع هذه الشّخصيّة أن يحرص على بقاء العلاقة سطحيّة مع صاحبها لأنّ المتكسّب ليس له صديق إلا الدّينار والدرهم، وأن يحرص على التّمسك بمبادئه؛ حيث لا يقدّم رشوة لأحدٍ تغضب ربّه عزّ وجل .
الشخصية ذات الوجهين: شرّ النّاس عند الله الشّخصيّة المتقلّبة المنافقة التي تتغيّر بتغيّر الأحوال والمصالح، وعلى الإنسان أن يعرف هذه الشّخصيّة فيقوم بإحراجها في مواقف الحياة بقوله ألست تتبنّى هذا الرّأي ؟ لماذا غيّرته ؟ وقد يكون هذا الأسلوب ناجحاً في ردع مثل تلك الشّخصيّات وتقويمها .