Jan 13th 2010
" الرسالة التاسعة „ :
[ أتعلم إلى أي حدٍ قد سأتْ الأوضاع ...
أشعر كما لو أن الشمس لن تشرق غداً و لن يصبح القمر بدراً قطاً ..
و أن الكابوس الذي ما وددتْ قطاً أن ألتمسه بات واقعاً ملموس لبالغِ الأسف ..
نعم !! ...
تَقُر لك أصابِعي القاحِلة...
و أظافريّ المتصدعَة بحوافِها الداميّه ذات القشور المتصلبة ..
التي لا تُطيق لها صبراً حتى تنتزعهَا أسنانك بكلِ تجشعٍ ..
تُقِر لك تلك الأصابع المتهالكة .. أنيّ لا زلت ذلك اللّيل الأسود !
تستغرب أني أقر بذلك حتماً يا قارئي ..
تتسائل أين تلك الفتاة التي أقسمتْ لكَ أن تغدو ذلك الصباح المبهِج ..
التائبة عن أستحقَار نفسِها ، المندفعَة نَحْو غدٍ أفضل ، تلك الكاتبة التي تسرد لكَ كل ما على مَتن عقلهَا ..
التي تتسائل هل لا زلت تقراء ما حبَّرته و خطتَّه يداي على الورق، رسائليّ إليك هل تلتمِسَها يداكَ و تنكشها عيناكَ ؟! ..
تسؤلات شتى تحوم كالبراكين فيّ ، أنا متلاججةً كيونغسو ! أعجز أن أسكُنْ ..
لا تنظر لعتمة اللّيل ارجوك ، أنظر لأنفلاق الصُبحْ و تمعَن متذكرنِي أنا ..
قُل : " أهلاً يا أيها الصُبحْ المبجَل ، تذكِرنِي بكاتِبةُ المستقبل -أنا- " ..
و إياك أن تتذمر على اللّيل الأسود ، ذلك الليل الأسود حمل النّجوم بأطنانِها ..
فسح الطّريق لشهابٍ متهور ، وعد الارض بأعطاءه مليارات النجوم المستنيرة وقت العتمةِ ..
كان جواداً ذلك الليل و لكن قاطنِي الارض متمردين طامعون ! ..
ما زلتُ أجهل السبب الوجيه الذي يَجْعَل أبي يذمنِي بذلكَ النعت السوداويِ ..
أو حتى شقيقتِي التي حذتْ بحذو والدِي و باتتْ تنسخ منه ذلك النعت حين تسخَط مني..
كم أمقتهَ ذلك النعتْ ، أمقته كثيراً .
لا أود أن أُقحم الكثير من التذمرات هُنا ، اريدك فقط أن تتماسك في قلبِ هذَا الزحام و الخراب أبق حيًا فحسب لتعود إلي ، حيث تنتمِي ..
لأنني موطنك و صُبحكَ المُبجَل .
قُبلاتِي .. نارَا ] .
نكَش نسِيج الكلمات بمُقْلتَاه التي تنمُ عَن حزنٍ ينبثق فيها ، أخذ يزفُر الصُعداءَ رويدًا رُويدًا فيمَا يُمزق الورق ، كمَا تُمزَقَ أطراف الجزيرَة الكوريّة الجنوبية أرضًا أرضًا .
طوىَ ورقة الرسَالة بلا روحٍ ثم تركَها تسقُط حُرةً طليقة بلا أغلالٍ في قلبِ الحاوية، ثم سعَى .
لم تبدوا له الحَيَاة حيَّة ، و لا رسائل نارَا مُسعفَة لإحياء حياتِه الجدباء ، مُنذَ أن تطايرت جرائد اليوم الرابع من يوليو في أحياء العاصمَة سيوولبمقالة تصرُخ بضرورة التنجيد الإجباري لأبناء الوطن ، لأنه و بِكُل بساطةً تامة ..
الجزيرة الكورية تنهَار و تنْزف الدمَاء .