فتاة الصفر أصدقاء

269 30 4
                                    

نظر اليه ماثيو بتفاجأ وقال وهو ممسك بيداه: ما الذي تعنيه بكلامك هذا؟؟ ولمن ستركع اه؟؟...
ضحك ماني بسخافه وربت على رأس ماثيو وقال: لا تقلق لقد كنت اقول ذلك مجازاً ولم اعنيه فعليا فهمت... اما الان فيجب ان تجهز نفسك يا ماثيو الى ان اشرح لآنا ما حصل وبعدها سنبحث عن الحل المناسب اتفقنا...
اجاب ماثيو بهدوء، يعتريه شئ من الغضب: حسنا...
خرج ماثيو من الكوخ، واقتربت آنا من ماني وسألت: هل لك ان تشرح لي ما يحصل، كيف نجوت من الموت بعد تلك الضربه لا اتذكر شيئا!...
نظر ماني اليها وهو متعجب ويتسائل بما يجيب ثم قال بعد انتظار: حسنا بعد ان كنت تهذين وانت على الاريكه بكلامك ذاك حول كيف تريديني ان اقول لوالدك بأنك تحبينه لم اتحمل ذلك، لذا .... لذا اممم...
امسكته آنا وقالت: هيا اكمل ماذا حصل؟؟ لذا ..ماذا؟؟
زاد توتر ماني وتابع بتلعثم: لذا قمت بإعطاءك ماده التجدد، بمعنى آخر أصبحت واحده منا كما كنت ترغبين...
دهشت آنا مما سمعت وجلست على الكرسي ووجها يعلوه شحوب كبير وملامحها لا تفسر وقالت: تعني أنني الان آكله عيون بشر صحيح...
نظر اليها ماني وقال: اجل لقد حولتك بيداي لانني لم استطع ان انكث بوعدي لولدك مارتن لا اكثر، انت لا تذكرين كيف اعطيتك الماده صحيح؟؟
لم تجب آنا بأي كلمه وبقت صامته، وبعدها لملمت نفسها وقالت: شكرا لك ماني... لانقاذك لي، وآسفه...
تعجب ماني من اسفها وقال: فهمت لما شكرتني ولكن لما تعتذرين؟؟
اجابته آنا وقطرات الدمع تنبثق من عيناها بهدوء: بصراحة اعتذر لكوني حملتك عبئ تحويلي رغم انني اعلم كم كنت رافضا للفكره، لقد دفعتك لفعل الكثير من الاشياء والتي لم توافق على فعلها، لذا اشعر بأنني شئ مؤذي بحياتك فقط، ازيد من عذابك ومن العبئ عليك، حتى ولو كان من اجل أبي لا يجب عليك تحملي الى هذا الحد لذا انا اسفه... اسفه بحق على كل ما سببته لك... ومن دون سابق انذار عانق ماني آنا بشده... سكنت آنا بين ذراعيه بتفاجئ...
وقال لها وهو يهمس بإذنها: لا تقولي مثل هذا الكلام مجددا مفهوم، فمنذ اللحظه التي وافقت بأن اقبل بك معنا كنت اعلم بأنك ستصبحين من مسؤليتي وهذا امر لن يتغير...
وبعد ابتعاد ماني عنها نظر الى عينها المتفاجأتان وقال بخجل: اسف تحرك جسدي من تلقاء نفسه...
فقالت آنا له: ماني هناك خطب ما فيّ...
فسألها بتعجب: ولكن ماذا تقصدين؟؟
وما ان امسك ماني اطراف اصابعاها حتى تحرك شئ اشبه بسيال عصبي تسرب الى رأس ماني، نظر كلاهما الى بعض، ثم قال لها: هل هذه رؤيا، ام هو حلم؟؟ لم افهم شيئا؟؟
سألته آنا بلهفه: اذن هل رأيت ذلك انت ايضا، لم اكن وحدي...
امسك ماني بآنا وقال: اهدئي ولا تخافي، لا اعتقد ان هناك خطب بك انت تحديدا، انتظري قليلا هنا، وانا سأذهب الى ماثيو الان، اتفقنا...
هزت آنا رأسها والرعشه تجتاح جسدها بأكمله، وبعد خروج ماني وجد ماثيو منطويا على نفسه ومقطبا حاجباه ثم سأله بعد ان ضربه كفا على ظهره: هي ماثيو، هناك امر لابد لي من ان اسألك عنه مجددا؟؟
نظر ماثيو اليه بإستغراب وقال: ما الذي تقصده؟
فأجابه بينما جلس الى جانبه: حسنا، لربما تجد سؤالي غريبا ولكن كيف تمكنت من معرفه خدعه الابره والعين مسبقا، فكما اذكر لم يحدث سابقا ان اضطر أي احد الى فعلها نظرا لكون التحول ينجح وبسلاسه، فهل لك اخباري كيف عرفت؟؟
التفت ماثيو لماني وقال له: حسنا لربما ما سإقوله اشبه بالخيال ولكن اتمنى ان تصدقني، قبل لحظات من اخبارك بالحل وبعد ان لمست جبين آنا شعرت بشئ غريب، وكأني رأيت شيئا يدلني على الامر، بل الاصح القول انني رأيت نفسي افعلها لها، هذا اقرب ما يمكنني ان اصفه لك ماني...
نظر ماني وابتسم قائلا: اه، اذن فقد كان ظني بمحله...
قال له ماثيو: ماني هلا اوضحت لي قصدك رجاءا؟
هز ماني رأسه وقال: حسنا، لاخبرك اذن بتخميني، آنا تمتلك عينان مختلفاتان عنا صحيح، وهي الوحيده التي قالت بأنها فكت الخريطه رغم انها قبل ان تفكها حاول كلانا بالخفاء فعلها ومعنا ساندي الا اننا لم نتمكن من ذلك، بالاضافه لقول البروفسور، حيث قال لي ذات مره، ابنتي ترى اوسع من الجميع بتلكما العينان، لذا وكإحتمال ولست متأكدا، اعتقد بأن آنا تمتلك قدره الرؤيا او ما يمكن ان نسميه ايضا بالاستبصار، ولكنها كانت ضعيفه وبعد ان تحولت الى آكله لعيون البشر، تضاعفت هذه القدره، فأصبحت اوضح بكثير من قبل، وما حدث معك خير دليل ليؤكد صحة كلامي... ولكن بالنهايه لا انكر ان كل هذا يظل مجرد افتراض لا أكثر..
بعدها سأل ماثيو ماني: اخي اليس بإمكاننا استغلال هذه القدره لصالحنا؟ لا تفهمني خطأ لا اقصد ان نستغل آنا ولكن الا يمكننا الاستفاده من هذه القدره كنوع من من معرفه المستقبل قبل العدو وبذلك نتفوق عليهم...
نظر اليه ماني بحزن قائلا: اسف يا ماثيو ولكن لا اظن بأن قدرتها تعمل بهذا الشكل، كما ان ما حصل معك يمكن اعتباره مجرد صدفة، لذا دعنا نفكر بحل آخر اتفقنا، اسمعني ماثيو، صدقني يا اخي انني لن ادع مكروه يصيب ساندي حتى لو عنى ذلك موتي، اعدك... اعدك بأنني سأجد الحل المناسب لذا لا تقلق.. اما الان فسأذهب لجلب العشاء....
ثم امسك ماثيو بطرف قميص يد ماني وقال له: لا تحمل نفسك فوق طاقتك، ارجوك، فأنا ايضا سأعمل جاهدا لانقذها، ولنخرج جميعا مما نحن فيه، لذا اعتمد علي ولا تلقي كل شئ على كاهلك، فنحن توأم بعد كل شئ ام انك نسيت...
ضحك الاثنان وتعانقا وقال ماني لماثيو: لو اني لا اعتمد عليك لما كنت هنا الان، ماثيو انت كل عائلتي وأغلى ما املك، لذا ابق بخير ارجوك...
وانطلق ماني وقفز نحو الغابه وضرب بيده احدى الاشجار قائلا: اعذرني ماثيو لم استطع ان اخبرك بما رأيت...
في ذلك الوقت كان تاكاو يسلسل ساندي، ويعذبها، ثم قال لها وهو يضحك بهستيريه ويمسك بالعصا ويثبت رأسها نحوه يإستخدامها: يا له من شعور خلاب، لقد عدتي اللي مجددا يا عصفورتي، من كان ليعلم انك كنت مع ذانيك الاحمقان، ولكن ما ادهشني اكثر هو تضحيتك من اجل تلك الفتاه ابنه البروفيسور، هل قمت بذلك لانك اعتقدتي بأنها صديقتك، يا فتاه الصفر اصدقاء...
بصقت ساندي على وجه، وقالت له: صدقني ستموت، ولن يتذكرك احد افهمت...
مسح تاكاو البصقه وقال لها: يا اللهي كم انت جذابه حتى وانت غاضبه، يا فتاه الصفر اصدقاء...
ثم خرج تاكاو من الغرفه، وبقيت ساني وحدها تتذكر ...
(ماضي ساندي)....
ابنه القاتل، ابنه السارق، ابتعدي عنا لا نحتاج الى فتاه مثلك لتكون معنا هيا ابتعدي من هنا.... ساندي تبكي وحدها تحت الشجره وهي مليئه بالجروح و وملابسها ممزقه، ثم اتت امها وعانقتها من الخلف وقالت لها: عزيزه قلبي لما تبكين وحدك هنا اه؟؟
وبصوت مهتاج قالت ساندي: امي... وعنقتها بقوه... امي لا احد يريدني، الجميع يهرب مني، ولكنني لم افعل شيئا، اكل هذا بسبب ابي...
عنقتها امها بقوه اكبر وقالت لها: لا عزيزتي، انهم فقط يشعرون بالغيره منك لانك الاجمل والاروع، صدقيني... لا تهتمي لما يقولون...اما الان فالنعد للمنزل اتقفنا...
هدأت ساندي وامسك بيد امها وعادت الى المنزل، وهناك كان والدها بالانتظار، وهو ثمل، وما ان دخلت الام حتى سحبها من شعرها وقال لها: الم اقل لك بأن تسرعي ايتها الحقيره، اين العشاء للان؟
اجابت الام وهي تتألم من رأسها: اسفه عزيزي لقد تأخرت بسبب زحمه السوق، كما ان الاسعار غاليه جدا ولم يعد احد يرضى بأن يعطينا حتى لو بالدين...
زاد الاب بالشد على رأسها وقال: اه، اتقصدين ان الامر بسببي، لانني قتلت صديقي الذي كان معجبا بك، ام لانني سرقت الاموال من اهل القريه، الان اصبح الحق علي، حسنا سأريك...
وبدأ برطم رأسها بالطاوله عده مرات الى ان اغمي عليها، لم تستطع ساندي الحركه، ثم صرخت وهي تبكي: توقف عن ضربها ارجوك لقد تأخرت بسببي انا لانها احضرتني، لا تضربها بل اضربني انا....
نظر اليها وقال: ايتها الصعلوكه كيف لك ان تكلميني هكذا... ثم نظر الى رأس الام وهو مستمر بشد شعرها وقال: هل انت متأكده ان هذه الحثاله هي ابنتي؟؟ اليست ابنه صديقي الذي اعجب بك اه؟ تكلمي يا حقيره...
ثم سارعت ساندي وقامت بعّض قدم والدها... امسك القاروره بيده الاخرى ثم ظل يضرب بها رأس ساندي الى ان اغمي عليها ولم تعد قادره على التحمل اكثر....
وفي اليوم التالي استيقظت ووجدت امها تعالج لها جروحها، ثم قالت لها: هيا عزيزتي، اذهبي بسرعه الى الخارج واللعبي مع اصدقاءك وقبل المغيب سأعود لاحضرك اتفقنا، اه ولا تنسي ان تأخذي غداءك، هيا يا جميلتي... وقبل ان تخرج ساندي، عانقتها امها عناق شديد القوه والدموع تتسرب من عيناها كسيول أنهار، خوف وحزن يغمران قلبها وقبل ان تدع ساندي تذهب قالت لها: ساندي، لا تنسي يوما كم احبك اتفقنا... (ابتسمت بحزن)
خرجت ساندي وكالعاده لم يرضى احد اللعب معها، بل واستمرو بمضيقتها باللقب الذي كانو قد اختاروه لها وهو، فتاه الصفر اصدقاء...
ظلت ساندي ترجوهم بأن يتقبلوها وان تنضم لتلعب معهم، الى ان يأست وقررت انها لا تحتاج اليهم وهي تنتظر والدتها تحت الشجره الى حين تأتي لاخذها، ولكن يال الاسف، يومها لم تأتي، ظلت ساندي بإنتظاى امها حتى اصبح الوقت ليلا، فوجدت الشرطه الطفله، واخذها، وهناك وهي بالسياره نزلت وبينما هم غير منتبهون تسللت من بينهم لترى ما الامر، فكان ما حصل هو ان الام قد قَتلت زوجها، ثم اجرمت في حق نفسها، وحين رأت ساندي امها ميته الى جانب والدها... توقفت عن الحديث ولم تستطع ان تتحرك ايضا، اصبحت جسدا بلا روح، عادت مع الشرطه الى المركز دون ان تنطق بحرف واحد، ومهما حاولو معها دون جدوى، الى ان .... يتبع

آكلي عيون البشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن