قصة قصيرة || حياة قاسية

حياة قاسية

أطلقت تنهيدة عالية ، وقالت : بصراحة لاأعرف كيف أبدء بسرد قصتي ،، هناك الكثير من الأشياء التي أود أن أقولهـا لكي يعرفني الناس أكثـر ،،، المقدم :: لا بـأس أبدئي من أي نقطة تريدين التحدث عنهـا ,, أبتسمت وقالت :: حسنـاً ،، بدأت بسرد قصتهـا عندما كانت في المدرسة الأبتدائية،، عندمـا كنت في المدرسة الأبتدائية كـانوا جميع الطلاب يستهزئون منـي بقولهم :: أنظروا من أتى !! أنهـا صاحبة القذارة الغبية ،، ويبدئون بالضحك بصوت عالي ،،صمتت قليلاً وقالت :: كانوا ينادونني صاحبة القذارة الغبية لأن ملابسي كانت متسخة كنت أغسلها لوحدي وكما تعلم كنت في الأبتدائية ولا أعرف كيف يغسلونها كنت أفعل مثلما كانت تفعل جارتنا عندما تغسل الملابس ،، وسألها المقدم :: كيف تكون ردة فعلك عندما ينادونك هكذا ؟؟ ،، أجابته :: كان هذا يجرحني كثيراً من داخلي لكنني أبتسم لهم فقط وأذهب إلى مكان بعيد عنهم ،، المقدم :: هل كنتي وحيدة في المدرسة ،،أم يوجد لديكي أصدقاء ؟؟ ،،، ضحكت وقالت :: من يريـد أن يصادق فتاة قذرة ،، المقدم :: أفهم من كلامك أنه لم يكن لديكي أصدقاء ؟؟!! ،، أجابته وهي منزلة رأسـها :: نـعم لم يكن لدي أصدقاء ،، المقدم :: لدي سؤال لكنه شخصي !! ،،، أبتسمت :: تفضـل ،، المقدم :: كيف كان حال عائلتكي ؟؟ ،، أعتدلت في جلستهـا وأطلقت تنهيدة :: عائلتي ،،ضحكت بسخرية ،، هل تعلم بأن في حياتي كلهـا لم أشعر بأن لدي عائلة .. سألهـا المقدم بفضول :: لمـاذا ؟؟ ،، أجابته وعينيها مليئة بالدموع :: لأن عائلتي لم تكن تهتم بي وكـأنني مشردة ،،لا يسـألون عني ،، و لا يعرفون إذا كنت حية أم ميتة ،، والذي يقهرني أن والدتي إلى الأن لا تعرف عمري !! فكل همها النقود ،، المقدم بأندهاش :: حقاً !! ووالدك ؟؟ ,,, أجابته :: نعم ،، والدي لا أراه إلا في السنة مرة واحدة فقط أو لا أراه مطلقـاً ،، لأنه خارج البلدة ويـأتي إلى هنـا لرؤية والدته ويذهب ،، المقدم :: كيف كانت معاملة أهل والدك لكي ؟؟ ،، قالت وهي تلعب بسلك السماعة التي ترتديها :: لم تكن معاملتهم جيدة معي،، فـأنا أحب الطبخ كنت أطبخ لي ولهم ،، لكنهم لا يـأكلونه يرمونه في سلة المهملات و عندما أجلس معهم في غرفة المعيشة يطردوني منها ويقولون لي أذهبي إلى غرفتك لا يوجد مكان لكي بيننا ،، وكانوا يفعلون الكثير من الأشياء إذا قلتهـا لن أنتهي اليوم ،، المقدم :: أنتي تعيشين لوحدك الآن صحيح ؟؟ ،، قالت بأبتسامة وتبدو عليها الراحة :: نعم ،، المقدم :: من أين حصلتي على النقود لتخرجي من منزل عائلتك وتعيشي في منزل لوحدك ؟؟ ،، شربت رشفة من كوب الماء الذي أمامها وقالت بعد أن وضعت الكوب جانباً :: كنت أذهب إلى المدرسة في الصباح وفي العصر كنت أعمـل ،، المقدم :: ماذا كنتي تعملين ؟؟ ،، أجابته بخجل :: كنت أوصل الجرائد إلى المنازل ،، المقدم :: عمل جيد لابأس به ،، وكم كان راتبك ؟؟ ،، حكت شعرها وكأنها تفكر :: أممم ،، لا أذكر تحديداً ،، لكن الذي أذكره أنه كان قليل ،، كنت أجمع راتبي لمدة سنتان وعندما وجدت أن راتبي يكفي لشراء شقة صغيرة تكفيني خرجت من منزل عائلتي أو المسمية بعائلتي،، المقدم وهو يمسك رسالة :: لدينا رسالة من أحد المستمعين موجه لكي ،، سوف أقرأهـا،، وقـرأهـا بصوت عالي للمستمعين ،، وكان نص الرسالة ( تيريـلا قصتك حزينة جداً أريد أن أراكي وأحضنك حضنة قوية ربمـا هذا سيخفف آلامك مع تحياتي أحدى المستمعين لن أقول أسمي هههه ) ،، ضحكت تيريلا عندما سمعت الرسالة وقالت :: شكراً لكي على هذه الرسـالة ،، المنتج يشير إلى المقدم من خلف الزجاج بأن الوقت شارف على الأنتهاء ،، المقدم :: الوقت مرة بسرعة هل لديكي يـا آنسة تيريلا كلام تحبين أن توجهينه إلى المستمعين قبل أن ننهي حلقتنـا لهذا اليوم ؟؟ ،، تيريلا :: نعم ،، أود أن أقول لكل المستمعين أن مهمـا كان كلام النـاس قاسي عليهم فليـأخذوه كبداية جديدة في حياتهم و لا يتوقفوا ،، ومهما كانت معاملة الناس لهم فل يبتسموا دائمـاً ولا يحزنوا فهناك أمـل وحظ ربمـا يكون حظك جميل ويجعلك مميز عن النـاس ،، المقدم :: والآن نكون قد وصـلنـا لنهاية البرنامج شكراً لكل المستمعين وشكراً للآنسة تيريلا ،، المقدم :: إلى اللقاء ،، وانتهى البث ،، خلعت تيريلا السماعة من على رأسها ووقفت ،، المقدم يبتسم :: شكراً ،، لأنكي حظرتي وأعطيتينـا القليل من وقتك ،، تيريلا بأبتسامة :: العفو ،، وصافحت المقدم وخرجت من المبنى ،، ومن هذا اليوم أختفت تيريلا و لاأحد يعرف مكانهـا ...

النهاية