-
سألتُهُ بإستفزاز :
- "أتهذي ؟"رَد بإبتسامة ساخرة ارتسمت على ملامح محياه الشاحِب :
-"و هَل يَهذي المَوتى ؟"نَهضَ وَ قد نَظَرتُ لعيونه المُشعة بلون الشمس، تفوهتُ و إبتسامة مشابهة خُطت ، بنفس النبرة :
-"لا بَل لا يتفوهون بالتفاهات ، مثلَكَ ؟"نقشت أظافره الطويلة كمخالب ذئب شرس خطًا عريضاً أحمر ، دماء سرت في رحلة على جلديَّ المُتلون بلون الحليب ،
همستُ بصوتٍ عالٍ بالنسبةِ للهمس :
-"حُثالة !"لَم يهتمَ ، هل الوُحوشُ تهتم أساساً ؟
كانَ يُنظف مخالِبه المُلطخة بدمي الخاص ،خرج هواء ثقيل من فمه و قد حرَك شفتيه المتشققتان ، كالعادة بكبرياء يرفض أن يُكسر حاجزه :
-"دماءٌ مُلوِثة ، مُتوقع كونها دماء إحدى القاذورات !"إكتفيت بنظرة واثقة و إبتسامة لا تقِل ثقة عن نظرتي.
...
حطامٌ ، دماءٌ ، ألمٌ ، و شقاء ، مكونات التعاسة التي نالت حياته تقدير مئةٍ فيها.لم يُغمض جفنٌ و قد سرى الدمعُ على وجنته ، لحظة خاطفة و قد إنتهى كل شيء .
لطالما إفتتن بلحظاته السعيدة و هام بها .
ابتسم الآخر ابتسامة ، سأل ذاته الضائعة بين العجب و الدموع عن ذلك ، فوجد البسمة ذات ألف مغزى و إحتمال.
غباؤه في الحفاظ على ممتلكاته هو السبب ، أما القهرُ كونهُ المُذنب لأنه وحيد والديه لا غير ولا أقل !
نظر بنظرة غريبة للآخر و هو يَلعَب بدمية محشوة قَد سماها كـسائر الأطفال "سيد تيدي".
ابتسم بين زخات المطر التي تشكلت كشلال ماء ينهمِر مِن عينيه و ركض نحو غرفته القابعة في زاوية المنزل ، لطالما أَحب العزلة.
...نَظَرَ نحو المرآة مُتأمِلاً ذاته المُفعمة بالعبوس ، لعَب بخصلات شعره الفضية ، تأمل إصفرار عينيه الغريب ،
شعر بسكينٍ تغرز نفسها في قلبه لتحوله لحطام أو حجرًا يُقذف مِن بعيد ليحول نافذة قلبه لأجزاء .
كان شعرهُ طويلاً كأنه فتاة ، عينيه واسعتين ، كان وسيم المظهر باِختصار .
حَطَمَ المرآة في هيجان بين عواصف كيانه المرهق و قلبه الشغوف لـلقاء جديد ؛ لكِن ما أخذه الزَمان لا يعود.
أنت تقرأ
شَبَحُ الأَنانِيَةِ
Short Story-"أنتَ حَجرٌ بِلا حِس أو روح ." -"بل أنا الميت الذي عادَ للتنفس ، كي يظهر للبشرية تناقُصها. " وُلِدَ كُلُ بَشَرِيٍ بِطَبعٍ يُمَيِزُ كَونَهُ بَشَرياً ، كُلُ إنسانٍ وُلِدَ بِخُصلَةِ حبِ الذات، حُبِ ذاتِهِ وَ مَصلَحَتِهِ الخاصَةِ . يُحاوِلُ ب...