للمولف يحيى خان~
الآن...
الغرفه رقم 8 أمامكم...
بداخلها يمتزج الواقع بالخيال..
والحقيقه بالوهم..
هل أنتم خائفون؟..
هل تملكون الشجاعه الكافيه للدخول..؟؟
إذن لنبدأ.....قشعريره بارده سرت في جسده..
وخفقات قلبيه تزايدت سرعتها.... مع صوت صرير الباب وهو يشق السكون..
إنه الشعور ذاته وفي المكان ذاته...كلما دخل إلى الطابق السفاي من فيلا والده...هذا هو الطايق المخصص لاستقبال الضيوف,, تم تجهيز غرفه الثلاث بطابع مختلف من الأثاث: المجلس العربي على اليمين,, الأرائك الأمريكيه إلى اليسار,, والطراز الأوروبي الكلاسيكي يتوسط الطابق.....
الستائر المسدله تشكل لوحات أرادت الأسره من خلالها إضافة لمسات من الفخامه ..وتكاملت مع التحف المتناثره هنا وهناك كأنها جنود يحرسون المكان ... غير أن جميع أقاربهم من سكان مدينة جده المجاوره,, لذا فقد كان الطابق خالياً معظم أيام السنه ... وبابه الداخلي المؤدي إلى الدرج _ والذي يعزل هذا القسم تماماً,,
أصاب مفاصله الصدأ والتصلب.
عائلته تشغل الطابق العلوي من المنزل ,, والدان في العقد الخامس من العمر.. شقيق يكبره بعامين,, وأخ صغير يخطو أولى خطواته في مرحلة الطفوله,,لم يتوصل إلى السبب المباشر لهذا الاضطراب الذي يجتاحه .. هل هو الهدوء الشديد المخيم على المكان؟.... أم هي ظلال محتويات الغرف على الجدران مع دخزل الأضواء الخافته من الخارج؟... أو لعله تأثير إحدى تجارب الطفوله المرتبطه بهذه الأجواء ؟.. أم ماذا؟...
لم يكن معتادا على دخول الطابق بمفرده... حتى كان ذلك اليوم عندما أتته الرغبه في الانعزال والهدوء_ أثناء الاستذكار... مع بداية عامه الأخير في الدراسة الثانويه.. كانت التجربه الأولى له مع تلك القشعريره البارده...مازال يذكرها جيداً .. وعلى كدى اسبوعين من النزول اليومي إلى قسم الضيوف .. كان هذا الشعور العجيب ينتابه لحظة دخوله إليه الا أنه سرعان ماكان ينغمس في العوالم المختلفه التي تأخذه إليها موضوعات كتبه فيضمحل أمامها ذلك الشعور .. وتعاود نبضات قلبه ترددها الطبيعي..
هاهو الآن يدخل من جديد ..أشعل إضاءة المدخل من أقرب مفتاح إليه.. فشق النور سحب الظلام وترائى له شبح طيف اختفى بسرعه... فلم يستطع الجزم بحقيقة مــا إذا كان مارآه فعلاً أم أن انبعاث الضور هو المسؤول عن الخداع البصري...
الصمت الرهيب يحيط به من كا جانب .. هذا أكثر مايثر حنقه هنا ..إنه يجد نفسه مضطراً الى الاستماع للموسيقى أثناء وجوده في الطابق ليتغلب على هذا الوضع .. تقدم بضع خطوات ثم انتفض جسده كله .. انتفض مع انبعاث صوت قوي مزق السكون الذي خيم على الطابق .تن... تن... تن
أطلق زفرة عصبيه أودعها كل التوتر الذي يملؤه .. إنها ساعة الحائط اللعينه تمارس عملها بالإعلان عن بدء ساعة جديده من الزمن ...هذا الطراز يطلق دقاته كل ساعه بازدياد تصاعدي لتتوافق مع تقدم الوقت خلال اليوم مممم
أخذ يعد الدقات المنبعثه حتى توقف الصوت... سبع دقات ..لقد عرف الوقت الآن
شق طريقه الى حيث الغرفه التي يقضي فيها ساعات الاستذكار كل يوم
وسرعان ماانغمس في ذلك ونسي كل شي عن مخاوفه في المكان ,,, حتى تعالى صوت الساعة وتوالت الدقات لتخبره بأنه لم يعد يفصله عن منتصف الليل سوى ساعة واحدهلقد حان موعد النوم إذاً
نهض من مكانه وأخذ يشد على جسده كي يتخلص من التصلب الذي انتابه من كثرة الجلوس .. عندما ,, عندما سرت في جسده القشعريره من جديد,, فقام بجمع كتبه وخرج مسرعاً دون أن ينسى إغلاق