لقد كان ستيوارت حتى الصيف الماضي صديقا لإنديا ويلكز بموافقة العائلتين وسكان المقاطعة أما برنت فلم يرتح لإنديا وفضل عليها
اصطحاب أخيه وكان هذا الموضوع هو أول خلاف ينشأ بينهما على شيء.. وخلال الصيف الماضي (اكتشفا) سكارليت فأحباها بشدة
كانت في الماضي صديقتهما المفضلة أيام الطفولة فهي تهوى مايهويان وتحب مايحبان وكان من المدهش لهما أن رأياها -فجأة- أنثى ناضجة !!
وسكارليت نفسها كانت لا تحب أن ترى شابا آخر يهوى فتاة أخرى سواها..
كان كلا الأخوين يحبها اما ماذا سيفعل الآخر -هذا في حال ان قبلت سكارليت بالزواج من أحدهما- لم يفكر أي منهما بهذا
الأمر فأحدهما لا يحسد الآخر ويعيشان فقط لحظتهما.. وهذا الوضع أثار حفيظة الأم التي لم تكن تروق لها سكارليت على عكس
انديا التي كانت تراها فتاة ناضجة .
كان مايفرق سكارليت عن انديا أن الأولى متألقة ومتجددة بينما الأخرى تلزم منهاجا واحدا في الحياة لا يتغير .. وهذا ما كان جوهر
الخلاف بين التوأمين و والدتهما !
في الطريق قال ستيوارت لأخيه :
- ما رأيك في أن نعبر المستنقع حتى منزل إيبل وندر لنخبره أننا الأربعة قد عدنا وأننا مستعدون للتدريب .
كان جيش الفرسان قد تشكل منذ ثلاثة أشهر ولم يكن ثمة أحد من المقاطعة ذو خبرة سوى القليل من المحاربين القدامى الذين خاضوا
حروب المكسيك .. ورغم أن أهل المقاطعة يحبون ابناء -آل تارلتون- و -فونتين- إلا أن هذا الحب لم يكن دافعا قويا لترشيحهم في
الغنتخابات بسبب افراط -آل تارلتون- في الشراب وميل الأخرين -آل فونتين- للإجرام..
أما آشلي ويلكز فقد تم اختياره كضابط لأنه كان أمهر فارس في المقاطعة ولصفاته الجسدية الممتازة أيضا .
وبذلك اعتاد الجيش على أن يتجمع مرتين في جونسبورو للتدريب والصللاة وسط قلق الشباب وحماسهم لمحاربة الشماليين .
***
ما إن غادر التوأمان حتى ألقت سكارليت بنفسها في مقعدها وقد تهالكت من صدمة خبر الخطوبة .. وراحت تفكر وتفكر ..
آشلي سيتزوج ميلاني هاملتون ؟؟..يا الهي انها كارثة ولا يمكن ان يكون هذا صحيحا .. آشلي يحبها هي ولا يمكن ان يحب ميلاني ولا غيرها ..
وسمعت وقع خطوات تقترب .. انها المربية مامي -سوداء من اصل افريقي وتعتبر نفسها جزءا من عائلة اوهارا- ورغم انها كانت
من الرقيق الا انها لا تقل عن مستخديها خلقا وسلوكا واعتزازا بالنفس..
- هل ذهبا ؟؟ ولم لم تستبقيهما للعشاء !! .. أين أخلاقك وتربيتك يا آنسة سكارليت ؟!
- مامي لقد تعبت من أحاديث الحرب ولا أريد ان أستمع للمزيد منها على العشاء .
- حسنا .. الجو بدا يبرد وأنت لا ترتدين ملابس ثقيلة .. هيا إلى الداخل .
- أريد الجلوس بمفردي ومشاهدة الغروب رجاءا أحضري لي شالي .
- ولكن ..
- من فضلك يا مامي .. فأنا اريد البقاء حتى عودة أبي .
- صوتك يبدو وكأنك ستصابين بالزكام .
وقالت سكارليت بنفاذ صبر :
- أنا بخير .. رجاء الآن أحضري الشال .
وكانت تريد الهرب من نظرات مامي حتى تترك لمشاعرها العنان فنهضت وقد قررت التوجه إلى طريق تارا التي سيعود عبره
والدها من مزرعة آل ويلكز حيث ذهب لشراء الزنجية -جيلسي- زوجة خادمه بورك .
***
بمجرد وصولها إلى الطريق جلست أسفل شجرة وقد احتقن وجهها وراحت تلهث ..
مر الوقت طويلا عليها ولم يأت .. وأخذت ترقب الطريق عن بعد دون جدوى وقد عصفت بها الهواجس
- لماذا لم يأت بعد ؟؟ .. مالذي حدث !! .. لا اصدق .. يا الهي لا استطيع ان أصدق !!

أنت تقرأ
ذهب مع الريح
Romanceفي احدى ولايات جورجيا الجنوبية-اتلانتا-ولدت مارجريت ميتشل لأب محام و رئيس جمعية اتلانتا التاريخية،ولما كان جميع أفراد اسرتها من المهتمين بالتاريخ فلقد نشأت بين حكايات و اساطير الحروب. بدأت حياتها العملية في صحيفة اتلانتك جورنال، وتزوجت في عام 1925 م...