- نهاية الطريق - الجزء الأول

38 1 0
                                    

'' .. أردت التعرف عليك عن قرب ، أردت التمرد عليك يا دنيا فتمردت علي ، أردت السماح للضوء بالمرور إلى حياتي فأعماني بريقه   هناك تحسرت على ضوء كان و لم أكن أراه أردت الــــ  ... "

و تابع قوله ذاك دموعا بقلب ملؤه انكسارا ، و جفون تعلوها غبرة الخطايا التي اكتنفت أيامه تلك ، بسواد منهمر عليه غطى هالة الضوء بوجهه، وبراءة أيامه انهالت قسوة و تمردا عليه ....

فذلك اليوم الذي أغلق وراءه الباب تاركا أُمَّه تنادي بصوت يختنق أسًى وألما " عد ولدي حبيبي ...أرجوك لا تذهب " لا يزال مشهده عالقا بذاكرته أما أباه الذي لم يحرّك ساكنًا لصدمته التي أوقفت لسانه عن الكلام أهذا ابنه الذي رباه و أراد منه يوما أن يكون عائلًا يعول عليه عندما لا تحمله قدماه ؟؟ هاهو الآن يختار مستقبله رافضا أن يكون أباه جزءًا منه ....... وا أسفاه !!!

اتجه إلى أوّل سيّارة وقفت أمامه ماسكا بيديه ورقة مسجِّلا بها عنوانا من سطرين آملا أن لا يخطِأه ظنًّا منه أن هذا العنوان أول شيء سيقوده إلى مستقبله أو بالأحرى إذا أردنا القول إلى المجهول .....

إلى أين سيدي ؟ سيدي ؟

لا أعلم

عفْوًا ؟

عذرا ....... أمهلني دقيقة

أخرج الورقة ببطئ من جيبه متردّدا أيعطيها إياه أم لا ؟ و أخيرا قدَّمها له بينما السائق بقي ينظر إليه من مرآة كانت أمامه متأمِّلا ملامحه علَّه يعرفه ...

 ألست أنت ....... مراد ؟ ابن العم أحمد ؟؟

ماذا؟؟ نعم ،ولكن من أنت هل أعرفك ؟؟

ـ لا لا أظن فأنا سمعت عنك فقط و عن قرارك المفاجئ هذا ...( وعلا صوته مقهقها) على أيٍّ أنت محق صديقي فليس هناك من يريد أو يحب البقاء هنا .. آه فقط لو كانت لدي الشجاعة لفعل ما فعلته أنت ..

هناك تنفس مراد هوائا ثقيلا مالئًا رِئتيه شاعرا أن حجمه قد ازداد فجأة من كلمة الشجاعة التي تفوه بها السائق خطأً..

ـــــــــ عجبا هذا ما تحسنون فعله أليس من الأفضل لك أن تنظر أمامك و تفتح عينيك على الطريق تاركا ما لا يعنيك ... ( ثم أكمل بينه و بين نفسه) لو خيروني بين الموت أو العيش مع أمثالكم لاخترت الموت طبعا ....( ثم أكمل ساخرا ) حمقى .....

    مراد الذي كان يوما عرضة لتهكم الآخرين في صغره والذي لطالما كانوا ينادونه أبو الرأس الكبير ... هاهو الآن أين أوصله رأسه ذاكوأفكاره ..... أراد أن ينتقم من حياته الماضية ومن كل ما عاشه و لم يدر أن اللعبمع القدر عواقبه وخيمة ..... أطبق صمتا على شفتيه و هو يتذكر قول والده حينما أخذهأول مرة إلى مدرسته مربتا على كتفه : "ولدي امنح الحياة بقدر ما تمنح لك فاليوم لك والغد عليك ..."

لكنه اليوم كأنه يقول للحياة ستبقين تمنحينني رغم أنفك .. لم يدر للمسؤولية مكان في حياته فلم يكن يوما مسؤولا ... وكيف به الآن و  هو يريد تحدي الحياة بطريقته أراد أن يتساوى مع ذوو الخبرة فيها وهو لم يدر يوما كيف يواجهها مثلهم ...

يتبع .. 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 11, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نهاية الطريقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن