الفصل الثاني

209 8 1
                                    

 

 (في مثل هذا اليوم تزوجت ندى)

 قالتها الام وهى تجهش بالبكاء في حجرة الاستقبال وهى تحكى ل(احمد) باقي تلك القصة التى قد يعتقد البعض ان احداثها خياليه فمن الصعب ان يمر احد بكل تلك الضغوطات وبكل تلك الألام لتكمل:

 ( جاء (محمد) لطلب يدها وكانا لا يعرفان بعضهما , كان ما يسمونه ( زواج صالونات ) , حاولنا كثيرا ان نحصل على رد منها عليه ولكن الامر لم يكن ليعنيها , نعلم ان هناك جرح عميق وراء جمودها دائما فهى لا تحدث احد وتحبس نفسها طيله اليوم بغرفتها والتى نعتبرها عالمها الخاص ,لا تهتم بنفسها ولا بشكلها ,قمنا بعرضها على طبيب نفسي فأجزم انها تعانى من اكتئاب حاد, وعند احساسنا ان (محمد) هو الشخص المناسب لها اخبرناه بهذا فقال انه لا يمانع ان يقف بجانبها حتى تشفى تماما , كنا نستشعر الحب في عيناه لها بالرغم من رؤيته لها مرتين او ثلاثة فقط ثم جاء اليوم الذى قررنا فيه ان ننتشلها من عزلتها تلك بقولنا ان (محمد) يريد ان يخرجوا سويا لمجرد التعارف السريع وبالفعل خرجوا ,الغريب ان بعد رجوعهم كانت ابتسامة (ندى) تملأ وجهها بأنها موافقه عليه وانه شخص متفهم ومحبوب وهادئ ,تدريجيا بدأنا نشعر ان الاكتئاب بدأ يزول , وحلت الابتسامة محل الجمود المرتسم على شفتيها , استمرت الخروجات لأقل من سنة حتى تم زواجهما ولكن ……..)

 صمتت الام لثوانى وهى تلتقط أنفاسها فبادرها (احمد) بقوله:

 ولكن…..ما الذي حدث )

 فقالت وهى تمسك رأسها :

ليس الأن , انا اعانى من صداع ,سأذهب للأطمئنان على (ندى) )

قامت واتجهت الى غرفة بالمستشفى والقت نفسها على اقرب كرسي لديها لتحدث نفسها وهى تنظر ل(ندى) الراقدة على سرير ابيض والمحاليل معلقة بجوارها وقد ربطت يداها بضمادة:

 (لم فعلتى بنا هذا يا (ندى),لم فعلتى هذا)

 ودفنت رأسها بين كفيها واجهشت بالبكاء

استيقظت (ندى)لتقل بلا وعى :

 (اين انا ؟,الم امت ؟ )

رد عليها (احمد) بابتسامة عريضة :

 (لا انت هنا ما زلت حية وانا بجوارك وان قمتى بفعل هذا ثانية سأضربك )

ردت باستنكار :

 (ماذا؟)

 ضحك احمد موشحا بكفيه :

 (انا امزح )

 ثم اكمل بابتسامة:

 (ستعودين غدا الى البيت , قولى لي اذا لما فعلتى هذا؟ ما الدافع لهذا؟)

 فقلت وهى تشيح ببصرها عنه:

 (لا اعلم)

 (لا , انت تعلمين جيدا ,انت فعلتى هذا خوفا من التعلق بى اليس هكذا؟)

ُتـوهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن