My tea's gone cold ,I'm wondering why!
I got out of bed at all.
The morning rain clouds up my window and I can't sea at all.
Even if I could it'll be gray,
but your picture on my wall,
it reminds me that it's not so bad..
it's not so bad ...
إلي هذه الكلمات كان يستمع المواطن صفر علي اليوتيوب،متأملاً خطوط دخان القهوة الساخنة و هي تتداخل مع شبورة دخان السجائر ..ملحمة ساخنة دفيئة تشعره بالراحة التامة رغم تناقضها مع كلمات الأغنية التي ذكرته ببرد الشتاء القارص و بعذاب النهوض من سريره الدافئ في السابعة صباحاً.
في خلفية تلك الكلمات صوت تساقط الأمطار و احتكاك قلم رصاص بالأوراق،مما ذكره باستماعه و استمتاعه بصوت اصطدام قطرات المطر بالأرض و تأمله إياه،و تخيله بأن كل قطرة تروي قصتها قبل أن تهبط علي مظلة فينتهي عمرها،أو يطول قليلاً إلي أن تصل إلي الأرض.
تخطر بباله عدة أفكار مثل العبودية،و هي ليست استعباد الإنسان لأخيه الإنسان أو استعباد البيض للزنوج مثلاً،و لكنها عبودية الفرد منا للخدمات اليومية العادية، فنحن عبيد لإيصال الكهرباء و إيصال المياه و الغاز،و عبيد لشركات المحمول و أنظمتها و لوسائل المواصلات و المحال التجارية و غيرها،بل إننا نظن أنفسنا مالكي هذه الخدمات،بينما هي التي تملكنا. نحن السادة العبيد!
مما ورد علي ذهن المواطن صفر أيضاً،الوصوليون،و كم يكره هذا النوع من البشر،و كيف أنهم كانوا سبباً في ضياعِ فرصٍ كثيرةٍ ثمينةٍ كانت بين يديه.
هم مجموعة من المتملقين الذين لهم هدف واحد في الحياة،و هو الحصول علي كل شئ دون خسارة أي شئ و لو كان علي حساب الآخرين،هم أصدقاؤه وقت حاجتهم له،لكن عندما يتعلق الأمر بمصالحهم الشخصية،فليذهب هو و لتذهب الصداقة إلي الجحيم.
هو أفضل منهم خلقاً،و أكثر جدارةً بالوصول إلي هدفه لما لديه من قدرات،و يوماً ما سيُكافأ علي ذلك و علي عدم تملقه لغيره للحصول علي أي فرصة أو منصب. لم يعُد يأبه بهم،فقد تعود أن يكون بارد المشاعر..يفكر بعقله لا بقلبه،لكنه لم و لن يصبح مثلهم-و ما أكثرهم في زماننا هذا-شخص انتهازي منافق.
يعتقد المواطن صفر أنه من المحظوظين في هذا العالم الذين اختصهم الله بخاصية السلام النفسي،و لولاه لما استمر في العيش علي هذا الكوكب ليوم إضافي واحد أو حتي ساعة واحدة.
هذا الأوبشن الذي يجعل علاقته بأصدقائه خاصةً و بالناس عامةً جيدة إلي حد ما،رغم ندالة البعض و غيرة البعض الآخر منه أو غيرته منهم.
و من هنا ينتقل المواطن صفر إلي التأمل في شعور الغيرة،ذلك الشعور الذي يجعل صاحبه يستشيط غضباً و غيظاً و يتمني لو أنه مكان شخص آخر،إنه لشعورٌ معذِبٔ بحق..كيف غرسه الله في نفوس بني آدم، أو بالأحري،لماذا غرسه الله في نفوسهم؟!
حتي أكثر الناس اكتفاءً في هذا العالم أو حتي أكثرهم قناعةً يجب أن يُصاب بهذا الداء!
و علي كلٍ ، نحن لا نعلم ممَّ حرم الله الآخرين و ماذا سلبهم حتي نحسدهم علي ما أعطاهم.
هنا يتصل أحد زملاء العمل بالمواطن صفر حيث حان وقت بداية روتينه اليومي في الذهاب إلي العمل،
ذلك الروتين الذي يتمني تغييره،لكنه في الوقت ذاته قد اعتاد عليه حتي أحبه كثيراً ، و أصبح يشعر بأن هذا الروتين يخطط و ينظم له مسار حياته.