الفصل الخامس

3.5K 310 43
                                    

بعد ذلك اليوم مع باسل و لمياء أصبح باسل غريب الأطوار قليلاً لم يتكلم معي أبداً ولا ينظر إلي إلا أنه لا زال يجلس معي في نفس المقطورة..

ربما هو غاضب مني ولمياء وفكرت كثيراً أن أعتذر ولكن ماذا أقول؟ آوه أنا آسفة لأني صديقتي ضحكت ولكنها لم تضحك عليك؟؟ هذا هراء..

ولكن بعد ذلك بأسبوع تغير الأمر قليلاً !

كنت قد اتخذت مقعدي في جانب النافذة وكان هو باسل بالمقعد المقابل لي يقرأ كتاب ويضع في أذنيه سماعات الأذن - هذا ما كان يفعله طوال الأسبوع ليتجاهلني-

اتصلت علي لمياء ولم أجب إذ شعرت بالإحراج قليلاً من باسل فأنا أعلم عندما تتصل لمياء لا نستطيع التوقف عن الضحك، ولكنها استمرت بالأتصال.. وعند الإتصال الخامس أجبت!

"آلو"

"هيام؟ ماذا بك لماذا لم تجيبي؟"

قلت بصوت أقرب للهمس "أنا بالقطار"

"آه.. حسناً لدي خبر مفاجئ " كانت نبرة صوتها حماسية جداً

"ماذا؟"

"لقد.. لا انتظري! تذكرين عندما ذهبنا للتخييم مع عائلة صديق أخي؟"

"كان هذا بشتاء السنة الماضية، أليس كذلك؟"

"نعم. وتذكرين بالطبع ذلك الشاب مفتول العضلات الذي كان بالفريق المنافس لفريقي عندما.."

قاطعتها وقلت على عجالة على آمل أن تذكر الموضوع بلا تفاصيل غير مهمة " كنتم تلعبون كرة الطائرة! مابه؟"

"لقد تقدم لخطبتي" ثم أكملت وكأني أرى وجهها من خلف الهاتف يكاد يتمزق من الحماس المفرط وهي تقول "وسنتزوج بعد أن أنهي الجامعة وهو ينوي أن يكمل الماجستير بالخارج"

تسمرت لدقيقة من هول المفاجئة وفمي مفتوح بالكامل وقلت بصراخ "هذا عظيم!!!!" ثم أردفت مازحة "ولكنك خنتي ميثاق عهدنا أن نرفض الخطّاب حتى ننهي الجامعة أولاً ثم نفكر بالزواج"

"ولكن كم مرة سيتقدم لي شاب مثله؟ أعذريني سأخون ميثاقنا"

ضحكت وقلت بنبرة جدية قليلاً "هل استخرتِ؟"

"نعم، والحمدلله أشعر بارتياح ولكننا لن نخبرهم برأيي إلا بعد أسبوع لأفكر بالأمر جيداً وجدياً"

وقلت ودموعي بدأت بالسقوط "اوه.. سوف أفتقدك من الآن"

ضحكت لمياء بقوة وقالت "لديك سنتان متبقية من الجامعة لتتمعني في وجهي، ألا يكفيك ذلك؟

أحسست بحركة القطار بدأت بالتباطئ فقلت للمياء "حسناً يجب أن أغلق الآن توقف القطار"

"حسناً.. أراك بعد خمس دقائق"

أغلقت للخط وأنا ابتسم.. كنت قد نسيت تماماً أن أحد كان معي بالمقطورة لأن صوتي كان مرتفعاً قليلاً ولكنه يضع سماعات الأذن على أية حال وعندما رفعت ناظري إلى باسل.. كان يمسك بكتابه بيده اليمنى وكان خده متكئ على يده اليسار ويحدق بي ويبتسم نصف ابتسامته تلك..بعد أقل من خمس ثواني أدرك أنني أنظر إليه فارتبك ونظر إلى كتابه ثم إلى هاتفه بسرعة..

حملت حقيبتي وخرجت وأحسست بحركته أنه خرج بعدي مباشرة.

بما أن جامعتينا كانتا بجانب بعض ولكن جامعتي على اليمين وجامعته على اليسار، مشى كل منّا في طريقه المعاكس للآخر..

ألتفت للخلف -لا أعلم لماذا فعلت ذلك- ونظرت إليه ثم توقف هو فجأة والتفت إلى الخلف أيضاً وعندما رأيته أبتسمت.. وتوقف كلانا لينظر إلى الآخر!

مالذي تفعلينه؟ ألأنه ابتسم في وجهك عدة مرات وقعتي في غرامه؟ تحركي!

اسمتعت لصوت عقلي والتفت متوجهة إلى الجامعة وأظنه فعل ذلك هو كذلك! ولكن لم أنفك عن الالتفات بين الحينة والأخرى، وهو كذلك! وصدفت مرتان أو ثلاث إذ توافق توقيت التفاتنا سوياً وتوافق عرض ابتسامتنا أيضاً! لا أعلم إذا كان يبتسم أو لا ولكني أشعر أنه كذلك يبتسم.

وصلت إلى الجامعة وأخذت أفكر وأنا ألم عبائتي

أيعقل أن يكون..؟

بالطبع لا!! إنه مجرد.. مجرد لا شيء بينكما

ولكن؟

لايوجد لكن! توجهي لمحاضرتك

نفضت تلك الأفكار عن ذهني وتوجهت لقاعتي.

وجَمع بيْنهُما كِتاب!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن