دخلت دالاس الى الشقة وهي تلهو بمفتاحها حاملة حقيبتها وبعض الدفاتر المدرسية التي أتت بها لتصححها وتركتها عند مدخل الشقة الصغيرة. ثم نادت وهي تفتح باب الردهة الداخلية:
- جين لقد عدت, هل أنت هنا؟
الا أن أحدا لم يجب , ورمقت دالاس ساعتها متسائلة كانت الساعة السادسة الا ربعا وبما أن المكتب حيث تعمل جاين كان ينتهي العمل فيه الساعة الخامسة. فالامر لا يمكن أن يعني سوى شئ واحد. لابد أن يكون ( باريس ستافروس) آتيا بها الى المنزل وقد اطالا طريق العودة.
منتديات ليلاس
تنهدت ونزعت معطفها المصنوع من جلد الغنم ورمته تعبه على الكرسي ثم ذهبت الى المطبخ تحضر وجبة العشاء.كان وقع تساقط الدسم من قطعة اللحم تحت المشواه مثيرا للشهية. دخلت جين الى الردهة وهي تهمهم مزهوة. فاقتربت دالاس من باب المطبخ ونظرت الى اختها نظرة تساؤل قائلة:
- لقد تأخرت .
أومأت جين برأسها وقالت:
- باريس اوصلني الى المنزل وتوقفنا في طريقنا عند منزل (جو) .
- هذا ما ظننت. هل ستخرجين هذا المساء؟كانت جين قد دخلت الى غرفة النوم. والشقة التي تسكنانها عبارة عن غرفة نوم واحدة تتقاسمانها. فارتدت الى باب غرفة النوم ساخرة :
- نعم سأخرج , لماذا تسألين؟ هل لديك اعتراضات؟
ردت دالاس متململة :
- الأعتراضات المعروفة فقط .وانتظرت حدوث الانفجار , وكالعادة لم يخب ظنها. اندفعت جين الى المطبخ صارخه :
- انك تثيرين أعصابي يا دالاس! انها المرة الثالثة هذا الأسبوع. لن تصدقي بسهولة أن باريس يحبني, هلا فعلت؟
- بصراحة...لا. قد أكون غبية ومحافظة يا جين, الا أنه لا يمكنني أن أرى الأبن الوحيد لصاحب اسطول ستافروس العالمي للشحن البحري يقع في غرام...ضاربة على الآلة الكاتبة مثلك. وفي الأخص اذا كانت احدى الموظفات في مكتب شركة ابيه الفرعي في لندن.
تخضبت وجنتا جين وقالت :
- بماذا كنت ستنعتنني؟ بأني مخلوق تافه ربما؟
هزت دالاس كتفيها قائلة :
- انها الحقيقة أليس كذلك؟ كوني صادقة مع نفسك يا جين ولو لمرة واحدة. لست آية جمال وليس لديك مال بأسمك. ولم يهتم بك عندما يكون في وسعه اختيار أي فتاة تحلو له سواء هنا أو في وطنه اليونان. انه يلهو معك فقط يا جين, وكلما ايقنت ذلك في سرعة كان ذلك أفضل لك. فما أن يملك حتى ينتهي الأمر. أنا لا أريد أن يصيبك أذى, هذا كل ما في الأمر.
قالت جين في كآبة :
- لديك طريقة غريبة في تفسير الأمور . ثم استطردت :
- أنا أدرك أن كل ما تقولينه صحيح بقدر ما تتطابق الوقائع والشخصيات الا أن باريس يحبني...لقد قال لي ذلك وأنا أصدقه .
زفرت دالاس وهي تنظر الى السماء فتابعت جين قائلة:
-يا الهي, الواقع أني أدرك ما أقول. وفي أي حال كيف تعلمين ان كان يحبني أم لا؟ لا أعتقد أنك تعرفين ما الحب. ( تشارلز) في أي حال بالكاد يمثل صورة العاشق الكامل لأحد!
تمالكت دالاس نفسها في صعوبة واجابت :
- لابد اني ادرى منك بعض الشئ. وعلى رغم أنك لا تحبي تشارلز, فأنا أجد في حبه لي مرادي .
فركت جين أنفها بعنف :
-من الممكن أن تخدعي نفسك وتصدقي أي شئ...وبما أنك لم تصادقي أحدا مذ عرفت شارلز, فان تجربتك مثلي...محدودة .
وتنهدت دالاس قائلة :
- حسنا, قد لا أكون أدرى منك الا أن منطقي الواعي يخبرني بأن باريس لن يبحث أمور الزواج وخاتم الزفاف معك .
- إن باريس يتصرف أكبر من سنه بكثير .
- هذا أمر يمكنني تصديقه....وهذا أمر مختلف فهو مجرب أما أنت فلا .
وتناولت دالاس حقيبتها لتخرج علبة السكائر وتشعل واحدة ثم تابعت :
- في أي حال لن يقضي سوى ستة أشهر في مكتب لندن, أليس كذلك؟
ثم أكملت كلامها قائلة :
- متى تنتهي فترة اقامته؟ عما قريب أعتقد , ماذا سيحدث بعدها؟
أدارت جين ظهرها لدالاس ثم رمقتها بنظرة من فوق كتفها قائلة :
- لديه ثمانية أسابيع آخرى بعد , وكونه يتمرس في العمل شيئا فشيئا فهذه حقيقة يجب أن تبرهن لك انه ليس مجرد شاب مستهتر .
- بتحريض من والده بلا شك . اجابت دالاس وهي تدخن سيكارتها مسترخية
وصاحت جين قائلة:
- لن تحاولي أن تفهمي أبدا. انك راضية عن نفسك هكذا. واثقة من معرفتك لكل الأمور .
أجابت دالاس :
- لست واثقة من شئ الآن .
- بدأت تصيرين كتشارلز تماما. أنت في الثانية والعشرين من العمر الا أنك تتصرفين كما لو كنت أكبر بخمسة عشر عاما .
صاحت دالاس :
- اياك أن تنتقدي تشارلز. أنه على الأقل رجل شريف ومخلص .

أنت تقرأ
خيط الرماد الكاتبة-آن ميثر
Romanceبعضنا يعتقد أن الحب قد فاته وان باب قلبه أغلق على الوحدة والفراغ , ومفتاح الأمل ضاع في بحر النسيان . الكسندر ستافروس أحال قلبه على التقاعد بعد وفاة زوجته في حادث سيارة ووجّه اهتمامه لرعاية شؤون عائلته الكبيرة. أما دالاس الصبية الحالمة فهي أيضا ضحت...