---
جاك! و من جاك هذا؟ في كل مرة أناديك بهذا الإسم تتجادل معي و تغضب، لأنك لا تحب من أحد أن يناديك بغير اسمك، و في ذات يوم اِشتد الخصام بيننا على هذا الإسم، فقررتُ بعدها مناداتك بإسمك و أن لا امزح معك مرة اخرى.
فأتيت لي في إحدى الصباحات و معك كوب قهوة، أعطيتني إياه و قلتَ لي "لقد إرتشفت القليل من كوبكِ"
فقمتُ بالرد عليك مبتسمة "سيصبح طعمه ألذ"
"تبدين غريبة اليوم! في العادة تتقرفين مني؟"
فأجبتك بحماس "انا في مزاج جيدٍ جدًا، و لا أظن بأن هناك من سيعكر صَفو اليوم عليّ"
ثم نظرت لي بزاوية عينك وقلت مبتسمًا "بانش، لقد إشتقت لإسم جاك، اتمنى بأن تمارسين ألاعيبك عليّ حتى و إن رفضت و لا تتحسسي من كوني رسمي قليلًا"
نظرت لك طويلًا الى ان استوعبت ما قلته، فبدأت أقهقه قائلة "يا إلهي جاك؟ هل انت أخرق"
و لكني لم أرى منك في تلك اللحظة سوى قبلتك العميقة على مقدمة رأسي، و في ذلك الوقت أحببتك مارتن، لم أتخيل بأن هذه العلاقة ستكون حقيقية، لقد كنت أدعّي بأن علاقتنا مجرد كذبة؛ و لهذا خضت معك في البداية لأجرب شعور الحب فقط! وما تسلسل قصة العلاقة التي قد تؤدي إلى زواج الطرفين في نهاية المطاف؟ و لكنك أثبت لي بأن علاقتنا جادة وهي أكثر بكثير من الإرتباط الذي ينتهي بالخيانة اوالزواج لمجرد الزواج لا الشخص!
أحببت كونك شخص مخلص ولا يعرف الكذب، و إن حاولت الكذب فهناك ما يفضحك، مثلًا كضغط زاوية شفتيك، أو عندما ترمش بكثرة وحتى اصابع يديك تقوم بفرقعتهما كثيرًا، فأنت انسانٌ نقي وصادق وزيادةً على ذلك لايعرف كيف يكذب.
أظهرت لك في البداية بأن عائلتي متشددة جدًا ولا تسمح لي بلبس القصير! فما بالك بمعرفتهم بمرافقتك لي؟ ربما سيجعلونني أعود لمنزلي و ابقى بين جدران غرفتي دون عمل او وظيفة و أظل انتظر الرجل الذي سأتزوج به حتى يشيب شعر رأسي
و لكنك لم تنزعج مني او تنهي علاقتك بي! بل تقبلت وتفهمت الأمر ولم تتقرب مني بأكثر من قبلة على الرأس، مما جعلني هذا أستطلف بقائك حولي واحبك وكذلك أحذر منك في نفس الآن، و هذا يعني انتي لن اتعلق بك، ان تركتني فلن أنهار واجلس على رصيف الحزينين ابكي وأتمنى رجوعك، بل على العكس تمامًا، سأذهب في طريقي و ستذهب انت في طريقك، هكذا كنتُ أنا؛ بسيطة و حذرة للغاية .
لن أنسى تلك الأيام عندما تتذمر لأننا لسنا كأي حبيبيّن عادييّن! بل هناك حدود وحواجز بيننا لن تخترق إلا بعقد الزواج كما تقول، و عندها كنت أتجنبك بقدر المستطاع لئلا يحصل بيننا ما هو غير الذي أخطط له، كنت أحسبك كباقي الرجال و لكنك كنت غيرهم وإن تشابهتم قليلًا، بل كنت تتمنى ان تحتضنني لتقوم بحمايتي من برد الجو، و كنت تتمنى أن تقبّلني ليزرع الزهر في صدرك ببداية يومك، و كنت تتمنى أن تضع رأسك على صدري لتسمع نبض قلبي الطاهر وترتوي روحك عند سماعهِ، انت من كان يسرد لي ما يتمنى، و كنت انا أتنهد تنهيدات مليئة بالمشاعر المتثاقلة على كاهلي.
أنت تقرأ
Endless | لا نهاية
Short Story"لا زلت أشكر الله على ما وهبني من نِعم، وانتَ أولها" All Rights Reserved © by Bashair18