الفصل الاول ......
كانت تجلس هايدى على جهاز الكمبيوتر الخاص بها تبحث عن معلومات لقاتل اخيها مرت خمس سنوات تغيرت حياتها كثيرا منذ ذلك الوقت الذى قتل فيه اخوها هادى والذكريات ما زالت تؤلمها ......
ارجعت هايدى راسها الى الخلف تتذكر ما حدث معها خلال تلك السنوات ....
حين مات هادى لم تكن هايدى سوى فى 18 من عمرها فى كليه للهندسة وكانت طالبه متفوقه للغايه ولكن كل شىء تبدل حين توفى اخيها هادى ...هايدى فتاه جذابه بشعرها الاسود الطويل وعيونها الزرقاء التى تسحر من ينظر لها وبيضاء البشره وانف مستقيم وفم وردى صغير وجسد ممشوق رائع يشبه عارضات الازياء ........
تذكرت هايدى ما حدث لوالدها الرجل البسيط والموظف باحدى الشركات الحكومية الذى لم يستطع ان يفعل شاء لقاتل ولده واحتسب ابنه هادى شهيد ولم يقل شىء سوى حسبي الله ونعم الوكيل كان والد هايدى والذى يدعى سليمان يحاول بقدر الإمكان ان يخفف عن زوجته وابنته مر عامان لم تفعل هايدى بهم شىء سوى انها كانت تدرس بكل جد واجتهاد حتى تفرح والديها ولكنها كانت دائما تلاحظ حزنهم وترى دموعهم كلما جاءت ذكرى وفاته وعيد ميلاده كانت تجدد أحزانهم ولكن ليس باليد حيله حاولت هايدى بكل الطرق ان تفرح قلبهم ولكن كانوا دائمى الابتسام امامها وهى تعلم انهم بداخلهم يتالمون بشده ....حتى جاء ذلك اليوم الذى ظن الاب انه سوف يكون راحه وسعاده لهم ولكن لم يدركوا انهم سوف يغيرون حياه هايدى الى الاسوء والأسود. ....
فى احدى الايام فتح الاب باب الشقه وهو يشعر بسعاده غامرة. ...
سليمان ....السلام عليكم ...
نسمه ...وعليكم السلام ..
هايدى ....وعليكم السلام يا بابا شكلك فرحان خير. ...
سليمان ...فرحان بس ده انا هطير من الفرحه ولما تعرفوا انتم كمان مش هتصدقوا....
نسمه ...خير فى ايه ....
سليمان ...ايه اكتر حاجه فى الدنيا دى نفسك فيها .....
نسمه ...نفسى اوى ازور سيدنا النبى وادعى وافضض عن قلبى ....
سليمان....وهو ده الخبر الحمد لله ربنا رضانا وجينا فى قرعه الحج السنادى وهنطلع نحج ....
هايدى ...وهى تحتضن والدتها بقوه....مبروك يا ماما الف مبروك. ...
نسمه ...بدموع....احمدك واشكر فضلك يارب ان استجبت لدعائى الحمد لله ....
سليمان...ربنا كبير وعالم بحالنا الحمد لله.....
نسمه ...بس هايدى هتقعد لوحدها ازاى ....
هايدى ....متخافيش عليا يا ماما انتى عارفه دلوقتى انى الحمد لله بدرب فى شركه ابو واحده زميلتى ومرتبى كويس وكمان انا فى إجازة وبعدين انتى مربيانى كويس متقلقيش عليا .....
سليمان...بس با بنتى انتى بنت ....
هايدى ....انا مش بنت يا بابا الاستاذ سليمان الموظف البسيط خلف والدين واحد مات والتانى عايش اللى هو انا وانا عمرى ما اعمل حاجه غلط ولا حضرتك شاكك فى تربيتك ....
سليمان...لا يا بنتى طبعا انا واثق فيكى حتى لو موجوده بين ميت راجل ....
هايدى ...طيب يبقى ليه القلق ....
نسمه ...بس ....
هايدى ...خلاص بئه يا جماعه دى مش سنين يعنى وبعدين هو انتم مستعدين تتنازلوا عن الحج علشان خاطرى وانتم مش ضامنين انها تحصل تانى وبعدين دى اكتر حاجه فرحتكم من وقت موت هادى عاوزنى دلوقتي احطم فرحتكم بس علشان خايفين عليا لا طبعا ومتقلقوش عليا وبعدين انتم هتكلمونى كل يوم وتطمنوا عليا .....
سليمان....ربنا ما يحرمنا منك يا بنتى ويهديلك الحال دايما ويرفع من شانك ....
نسمة. ..امين يارب ويعوضها بكل خير ....
هايدى وهى تحتضنهم بقوه ....ويخليكم ليا انتم اغلى حد عندى فى الدنيا ومن غيركم مسواش ابدا ........
.....
مرت الايام والاب والام يتحضرون الى الحج وبكل سعاده وفرح وهاهم الان تودعهم هايدى بفرحه كبيرة الابتسامه تزين فمهم والدموع تنهمر على وجههم من السعاده والم الفراق ......
مرت بعض الايام والاب والام دائمى الاتصال بابنتهم يوميا للاطمئنان
عليها وهايدى تخبرهم بما يحدث في يومها وكانت تتبسم لانها تسمع السعاده فى صوتهم رغم قلقهم عليها كانت الايام تمر على هايدى ببطىء وتتمنى ان يعود الاب والام سريعا ولكن تاتى الرياح بما لاتشتهى السفن....
كانت هايدى بالشركه تتابع عملها حين دخلت هيام صديقتها ....
هيام ...هايدى هايدى ...
هايدى ...ايه يا بنتى مالك بتجرى ليه فى ايه خدى نفسك الدنيا هتطير ....
هيام ...هى مش مامتك وباباكى فى الحج ....
هايدى ...ايوه ليه بتسالى ....
هيام ...مصيبة فى حادث تدافع جامد حصل فى الحج وفى ناس كتير ماتت والاخبار ماليه التليفزيون ....
هايدى ...انتى بتقولى ايه دول لسه مكلمنى الصبح ...
هيام ...طيب حاولى تتصلى بيهم وتطمنى عليهم ....
اخرحت هايدى هاتفها وحاولت كثيرا الاتصال بهم ولكن كان الرد دائما ان الهاتف مغلق ....
هايدى بقلق ...الموبايل مقفول ....
هيام ...طيب خدى دى رقم منزلينه علشان الناس تتطمن على اهلها اتصلى وشوفى وكمان استنى واتت هيام باللاب توب وفتحت نت ...دى صور الضحايا اللى نزلت شوفيها ....
هايدى كانت تنظر الى شاشة الكمبيوتر وهى تدعو بداخلها الا تجد صورتهم بينها والحمد لله لم يكونوا من ضمنهم ...
اتصلت هايدى بالارقام ووعدوها بالاتصال بها حين يحصلون على معلومات مر اليوم على هايدى وهى تكاد تنهار ولا تعلم ماذا تفعل كانت تجلس امام شاشه التليفزيون تتابع الأخبار والكمبيوتر تتابع الصور الحديثة للضحايا والوفيات والى الان لم تجد شىء ولم تحصل على معلومة عنهم....
الى ان وجدت احدى القنوات تعلن عن اسماء الوفيات من المصرين ...حتى ظهر اسم والدها والدتها ....انهارت هايدى ارضا وحدها تبكى بانهيار والم فقد اصبحت وحيده ولم يعد لها احد فى تلك الدنيا حتى مراسم عزاهم لن تاخذها وسوف يدفنون في الأراضي السعودية ولن تستطيع حتى زيارتهم لتشكو حالها لهم اه من الم فراق امى وابى اه من الحزن بداخلى اه من الم الوحده اه يا امى كم اتمنى الان ضمه الى صدرك اه يا ابى كم اتمنى ان تتلمس شعرى وتقول لى لاتحزنى يا حبيبتى اه واه اه لو استطيع الصراخ لاخرج ما بداخلى اه يا ابى اه يا امى الى متى سوف يستمر حزنى الى متى .....
مرت ايام كثيره على هايدى لا تخرج من المنزل تستقبل الكثير من الناس يقدمون التعازى في والديها وزملائها بالشركه .....
وبعد تلك الايام لم تفعل شىء هايدى سوى ان تجتهد وتجتهد فى دراستها وعملها بكل تفوق وجد وتكون المفضلة دائما ولكن دائما كان الحزن المسيطر عليها ورغبتها الدائمه فى الانتقام .....
فاقت هايدى من شرودها بسبب الم رقبتها ...ياااه مرت ايام وسنين كتير كانت تنظر الى صوره على شاشة الكمبيوتر اوعى تكون فاكر انى نسيت وعدى لامى بالانتقام اوعى تكون ان هسيب حقى كده بالساهل بعد ما دمرت حياتنا لا تبقى بتحلم انا كل الفتره اللى فاتت دى بجمع عنك معلومات وبعرف عنك كل تفاصيل حياتك علشان لم ابتدى اللعب معاك يبقى صح واستعد للجولة الاولى يا يوسف المحمدى........
.......
اعشقك الى النهاية. ....لولو الصياد
أنت تقرأ
أعشقك الى النهاية
Romanceالمقدمة. ... احيانا تكون اقدارنا تختلف كثيرا عما نحلم به نرسم أحلاما وردية ونتمنى كثيرا ان نعيشها ولكننا نصدم بارض الواقع وتتحطم أحلامنا نهائيا ..... نستمع الان الى صوت الشيخ الجليل عبدالباسط عبد الصمد بصوته الرائع وهو يتلو ايات القران الكريم والجمي...