وصْمة

180 16 3
                                    

   كورقة شجرة خريفية، سقطت على كومة من أوراق أخرى مختلفة الألوان ،والأحجام ،والأشكال، اختلطت معها فلم تعد تستطيع التمييز بينها، حملتها الريح لتحلق بها بعيداً في الفضاء، إلى مالانهايه، لتبعدها عن أصلها ،عن شجرتها، هكذا أنا ، صرت بعيداً عن أصلي ، عن ذاتي
بعيد أنا جداً عن كل ما كان يرتبط بي " مبادئي" ، "عاداتي" وحتى عن "حياتي" وكل ما هو متعارف عني.

كل ما أعرفه أني في فوهة من العدم أسقط عميقاً عميقا ً، إلى مالا نهايه، فوهة سوداء لا " أمل" لا "سعادة" لا " عائلة" ولا " أصدقاء" ولا أي شيء مرتبط بالجمال، لقد ضعت في فوهة من "القبح"
......

            

           
           

                         









              

....قبل ثلاث سنوات...
.
.

مدت الشمس ذيولها الطويله الحارقه لتصفع وجهه بقوة، فيستفيق من سباته الطويل ، لا يدري حقا كم ساعة قد قضاها في النوم، أو ربما فاقداً للوعي،
فتح عيناه بصعوبة قبل أن ينظر إلى يديه المرتعشتان بحزن، لتستحضر تلك المشاهد المؤلمة نفسها، كوابيس اليقظة.
تمنى لو أنها حقاً مجرد كوابيس، وليس ماحدث فعلاً بالأمس، أخذ نفساً عميقاً و أغمض عينيه لثوان ثم زفر بقوة محاولاً إزاحة شيء من الثقل الذي على صدره، فتح عيناه من جديد ليلتفت يمنة ويسرة محاولاً إيجاد شيء ما.
حجرة صغيرة بجدران شبه ملتصقة تكاد تسحقك لشدة ضيق المساحة، ليس بها منفذ للهواء سوى فتحة صغيرة مربعة الشكل ترتفع أعلى احدى جدرانها العارية ،تنفذ منه أشعة الشمس الساطعه فتسقط مباشرة على وجهه الشاحب الخالي من الحياة.
الغبار في كل مكان، على حطام أثاث خشبيه تكسوها أغطية بيضاء متسخة، وخيوط العناكب تسكن كل زاوية في تلك الحجرة، الأرضية تبدو كأرض أصابها القحط، قاسية وخشنة، جافة وقاحلة إلا من نبتتين تقفان بصعوبه بجانبه وكأنهما تحاولان مقاومة الموت والتشبث بالحياة التي قد غادرت هذه الحجرة منذ زمن بعيد، وبعض من الأعشاب الصغيرة و الكثير من أورق الشجر المتصلبه قد فرشت عليها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 12, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Losts Butterflysحيث تعيش القصص. اكتشف الآن