أحيانا تعتاد على حياتك المملة التي ليس لها أي معنى و الروتين الذي أجهد دماغك بالأشياء المتكررة كل يوم و هناك الفراغ الداخلي الذي لم يستطع شيء كسره، تشعر أنك صرت جزء من جدران غرفتك حيث أن لا أحد يهتم لك. تفقذ الأمل في كل شيء لا مستقبل سعيد ولا حياة كما أردتها أن تكون و لا حب تمنيت حدوثه، إلا أن يأتي شخص ما بصدفة غريبة و كل شيء يحدث معه بشكل سريع يعطيك وعودا و أمالا جديدة للحياة و يخطط لحياتكما معا و يفرح قلبك بوعده أنه سيحقق كل أحلامك، و تبدأ أنت بالوقوع بحبه و الشعور بالأمان معه و الشعور أن الحظ أخيرا إلتفت إليك و أن حياتك ستتغير لكن يبقى الشعور بالشك كيف حصل هذا لماذا إختارني أنا؟ أنا أصلا لست من مستواه! كيف له أن يحبني و هناك ألاف من هم أفضل مني بإنتظاره. كيف هذا؟ تسأل نفسك هذه الأسئلة طوال الوقت لديك إجابات مختلفة على سؤالك لكنك تحاول تصديق أن ذلك الشخص حقا يحبك، وهكذا تتواصل علاقتكما و مع كل مشكلة تقابلكما تظهر حقيقة مخفية و أنت تجمع قطع الأحجية مع نفسك، كل مرة كان يخطئ فيها كان يلومك أنت و لكن لا يتركك و يرجع مرة ثانية لأنه في قرارة نفسه يعرف أنك لست مخطئ. لكن يأتي يوم و يستفزك فيه لدرجة لا تصدق إلا أن تنفجر في وجهه و هنا كل شيء ينكسر ضمن أمواج من الهيستيريا و الغضب و الحقد تخرج كل الكلمات المخفية التي تكمل الأحجية و مع ذلك يبقى مصرا على ذكر كلمة أحببتك حقا، لكن الحقيقة من يحب حقا يرى الإنسان الذي يحبه مثالي حتى و إن كان به ألف عيب، يراه جميلا جدا بعينيه مهما كانت صفاته، يراه سبب عيشه و أمله الوحيد، يراه ناجحا مهما كان فاشلا يراه قويا مهما كان ضعيف، يساعده على التحسين من نفسه.هذا هو الحب الحقيقي هذا هو العشق،لكن لا هم لا يمنحونك حبا حقيقيا و يدعون ذلك و يتهمونك بأنك لا تملك مشاعر و لا أحاسيس و لا حب و أن قلبك أسود لكن لو إكتشفوا شيء من تلك المشاعر لإنصدموا من قوتها. لكن من نحن لكي نصادف حبا حقيقيا و طاهرا كحب النبي محمد صلى الله عليه و سلم و السيدة خديجة رضي الله عنها. يبتعد ذلك الشخص عنك لكنه يقترب من جديد و يشعرك أن لا شيء حدث و لطيبة قلبك تصدق و تنسى كل شيء لكنه كل مرة يعيد فتح الجروح بكلمات بين السطور و المشكلة أنك تقرر للإبتعاد لكنه متمسك بك و لا يتركك فتتشوش أفكارك و لا تعرف ماذا تفعل فتبقى عالقا في الوسط. هل ستبتعد؟هل ستبقى؟، يا ترى هل لا يزال، يحبني أو بالأحرى هل أحبني يوما!.إلى متى سنضل هكذا. تستسقض ذات صباح و إذا بذلك الشخص يبعث لك برسالة ظنا منه أنك نائم لكنك هناك فتبتسم إبتسامة تحمل الكثير من المعاني إستهزاء و ألم و تعب و قلب مجروح، إذا به يعتذر عن جرحه لك عن كلماته التي كانت كالسيوف التي تنغرز بقلبك عن إستفزازه لك و عن الإستهزاء بك، لا هو لم يعتذر بل أعطاك سببا لتصرفاته كالعادة فكلما أغضبه شيء تفس كل غضبه بك. فتقول لنفسك مهلا ماذا عني لقد نسيت نفسي وسط كل هذه الضوضاءو المشاعر المختلطة و الغضب و الحسرة و الندم هذا ليس حبا، أريد العودة لنفسي ما هذا الذي ورطت نفسي به أنا لا أتحمل كل هذا. و أخيرا تستطيع التخلي عن ذلك الشخص و تدفعه خارج حياتك كل هذا تطلب قوة كبيرة منك لكن إستحق كل هذا العناء فقد أخرجت شخصا لا يوجد له أي سبب للبقاء مهما كنت تحبه يجب عليك التضحية به للقدر فكل شيء مخطط مسبقا بإذن الله عز و جل و ربما ينتظرك ما هو أفضل في المستقبل و العبرة هي أن لا نقع في الفخ مرتين و نعيد نفس الخطأ كل مرة و أن نتبع حدسنا و نفكر بالقلب و العقل معا لنوازن بين المشاعر و الواقع و الإنسان لا يخلوا من العيوب فهما كان يبدو مثاليا فليس هناك أمثل من الله جل جلاله.
أنت تقرأ
صدفة
Aléatoireالروتين اليومي و الفراغ النفسي قد يسببا الموت و كل شخص يعاني منهما ينتظر شيء أو شخصا يكسر تلك الجدران الأربعة المشيدة حوله.