قصص وعبر وعظات
من حياة الصحابيات
تأليف
أبي أنس
ماجد إسلام البنكاني
m
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[،([1]]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً[.([2])
]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً[.([3])
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدي محمد e، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
فإن الإسلام قد أكرم المرأة أيَّما إكرام ، أُمَّاً كانت ، أو بنتاً ، أو زوجاً ، أو أختاً ، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم بعض النساء اللاتي كان لهن دور بارز وفعال في تاريخ البشرية كأم موسى ، ومريم بنت عمران ، وامرأة فرعون ، وذكر الله تعالى أيضاً بعضاً منهن من المبايعات والمهاجرات ، كما في سورة الممتحنة . فقد ذكر الله من ثباتهنَّ وإيمانهنَّ
وقد برزت المرأة في الصدر الأول من الإسلام ، وفي القرن الأول وهو خير القرون ، بالصبر واليقين ، وفي وقوفها بجانب رسول الله e ، في تسكين النفس وتهدئة الروع ، وفي ثباتها ، ووقوفها في خندق واحد مع زوجها ومع أبيها ، وأخيها ، وضحت بمالها ونفسها ، ووقفت كالطوت الشامخ مع رسول الله e ، أمثال خديجة ، وعائشة ، وفاطمة ، وأسماء ، وأم سليم ، وأمثالهن كثير رضي الله عنهنَّ وأرضاهنَّ جميعاً .