Part '2'

222 21 32
                                    

مرحبًا بكِ ميامي ، فـحان وقت المرح الذي لم أقضيه من قبل! .. فقد كان كل شئ محسومًا و لم يكن بيدي فعل شئ سوي المشاهدة من الداخل حتي تستقر ذاتي و تستطيع الخروج و كم تمنيت ذلك..

في اليوم التالي ، كنتُ أركض كـمن تنقذ طفلها من المتنمرون .. احتكاك الرمال بقدمي أثناء ركضي نحو مياه البحر هو كل ما أشعر ، مازلت أذكر كيف كنت أرفع يداي للأعلي بينما جسدي يغمره المياه بقوة .. كم أشتقت لهذا الحماس.

الجميع حولها لكن عينيها مثبتة عليه .. ربما لأن ما يفعله أثار أنتباهها! ، كانت حزينة رغم أنها تحاول أن تتفادي شعور الغيرة الذي أنتابها عندما رأته مع أخري.

كان شعورًا سيئًا..

لم أشعر حينها بتحرك جسدي مع الأمواج حيث أن عقلي و قلبي يحدقان به بأهتمام ، أمواج البحر كانت كـمشاعري في تلك اللحظة .. مبعثرة كـمن ينفض الغبار عن فراشه! ، و أنتشر الغبار في الهواء كما أنتشرت مشاعري في الماء دون أن ألحظ ذلك..

سحبتني المياه حيث أخشي ، الغريق بـوسعه و عمقه فأصبح جسدي بأكمله أسفل المياه المالحة ، أجل يا سادة كنتُ  أغرق.. رأسي تأبي الصعود ، شيئًا ما يجذبني للأسفل ، ها أنا أواجه الموت وحدي بينما يداي تحاول المقاومة و الرفض..

أتلك هي نهايتي أيها العالم ؟!! أن أغرق و آخر ما أراه هو محبوبي مع آخري!! ، يا لها من نهاية مأساوية .. لحظات قليلة تفصلني عن العالم الأخر ، لا أعلم إن كان لاحظني أحدهم أو حتي أنتبه لي لكنني أعلم جيدًا أنني كنت أشفق علي نفسي عندما كان صراخي يختلط بالمياه فـيكبت داخل فمي حتي كاد أن يقتلني..

هل أستسلم ؟ أم أقضي ما تبقي لي في المعافرة و المقاومة رغم أنني أعلم النهاية مسبقًا .. آخر ما تبقي لي من أنفاس أستهلكتها في الأبتسام بينما أوفر قواي لأجعل يداي بجانبي ثم وادعًا..

أغلقت عيناها مستعدة للقادم ، هي حتي لم تفكر كيف سـتكون حياة البعض بعد رحيلها لكنها بالفعل تمنت الموت عندما رأت (هاري) مع تلك الفتاة! .. الموت ليس جيد ، بل هو أسوء الأمنيات التي يتمناها المرء ؛ لذلك نتنمناه عندما نيأس من الحياة..

هل سمعتهم من قبل عن أحد يتمني الموت في لحظة سعادة ؟ بالطبع لا ، إذن الموت هو أكبر دليل علي السئم من الحياة..

لم تتوقف حياتي عند لحظة يأس أو أمنية موت تتحققت .. القدر لم يرد إنهاء حياتي هنا عند هذه النقطة فـبمجرد أن أغلقت عيناي مستسلمة شخصًا ما أنتشلني من بين ذراعي الموت بقوة و كأنه يرغب ببقائي حية!

فـمرحبًا بكِ أيتها الحياة مجددًا..

فقدت الوعي مع أبتسامة رضا عما مررت به .. و تلك الأبتسامة هي المبتغي من الحياة.

الأصوات من حولي تجبرني علي العودة إلي الواقع :
" أنها تبتسم! ، يا إلهي هل حاولت الأنتحار "

Mischievous Tendencyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن