تخرج تلك الفتاة من المختبر المدرسي وهي تتأفف .. تسير بهدوء وتنظر عبر نافذة الممر ،تفكر ، نمط الحياة الاحمق ذاك أما من سبيل لينتهي ؟
تكرار واعادة ولا شيء سوى الروتين الذي لا يمل اعادة نفسه !
تنهدت متحدثة : " ما باليد حيلة ، العين بصيرة واليد قصيرة ، ليس بإستطاعتي تغيير شيء ليس وكأنني في اليابان ! احتملي فحسب يا سارة "
_________________
في مكان آخر ، فتاة بنظارة تسير بعصبية وتركل التراب برجلها لتتحدث بسأم :
" اللعنة اللعنة ! كل شيء أحمق ، كل شيء غبي .. كل شيء غبيي "إلتفتت ناظرة جانبا حينما سمعت صوت ضحكات مجموعة من الفتيات كن مارت بجانبها ..
"أرأيتن ذلك؟ تلك الحمقاء تتحدث مع نفسها مجددا "
أحنقها ان تسمع ذلك يقال عن نفسها أمامها فرسمت تعبيرا ساخرا لتقول بصوت تعمدت جعله مسموع :
"آه كما هو متوقع .. لا شيء حولي هنا سوى البقر "
استمتعت كثيرا حينما رأت إمارات الغضب المهيمنه على وجوههن .. ولكن لم ما آن لتلك المتعة أن تولد حتى أختفت سريعا ..
حينما لمحت ملامح الشجار تلوح في المكان !
******
سارة لا تزال تسير بحنق حول المدرسة الثانوية تلك في أحد البلدان العربية ، كانت تنوي على التهرب من حصة الرياضة عديمة الجدوى لتستمتع بقراءة المانجا ، وبينما هي غارقة في التخطيط للأمر .. تفاجأت بما رأته !
سمر الحمقاء غارقة في شجار ما مجددا ..
أسرعت بلا تفكير وأحمكت أصابعها على معصم سمر لتجتذبها من بين الفتيات الاتي أحطن بها في غضب !
وبينما تجري مع سمر مبتعدة هتفت بإستنكار :
" مجددا شجار ؟ .. أي الفتيات أنتي حقا؟ "" ليذهبن للجحيم ! لقد سخرن مني "
تأففت سارة .. فقد كانت تتوقع ذلك من سمر ...
..
بعد دقائق وبينما تجلس الفتاتين معا .. وسارة غارقة في المانجا واحداثها ...بينما ترسم سمر أمرا ما ..
رفعت سارة رأسها إلى السماء متمتة :
"حينما نغضب هنا او نرغب بأن نكون وحيدتين .. إلى أين نذهب ؟؟! "
أجابتها سمر بسخرية وهي لا تزال ترسم : " إلى السطح مثلا؟ "
ضحكت سارة قائلة : "هه قرأت أفكاري .. وكذلك سنأكل البينتو الذي اعددناه في المنزل "
رفعت سمر عينيها قائلة : " تلك أحلام يقظة ! لسنا في اليابان ، نحن الأوتاكو مساكين هنا "
صمتت سارة قليلا قبل ان تقول : " تخيلي أننا فعلا في اليابان ، مالذي ستفعليه؟ "
حدقت سمر بالسماء وهي تتحدث :
"تخيلي ذلك فقط ! ، كم سيكون ذلك رائعا ، مهرجانات ثقافية ، وسنتلقى الكثير من الاعترافات "اجابت سارة بحماس : "وسنرتدي الكيمونو واليوكاتا"
ألتفتت سمر إليها بأبتسامة : "سنذهب في ذلك الوقت إلى المتاجر ونقضي الكثير من الوقت في التسوق والسير في الطرقات"
تركت سارة المانجا بتفكير وحماسة : "إذا لا بد لنا من أن نجد عمل جزئي في ذلك الوقت"
وقفت سمر بثقة وتحدي : "هاهاها سأكون حينها نادلة في مطعم وسأبرح كل شخص يزعجني ضربا وسأضع لهم السم في طعامهم"
نظرت سارة لها بقلق وتحدثت بغباء : "أيتها الحمقاء سوف تتهمين بالقتل وسوف تسجنين إلى الأبد"
فكرت سمر قليلا : "ربما معك حق -بسخرية- ولكن هذا جنون لن يحدث ذلك أنظري نحن حتى الآن لم نذهب إلى اليابان ولا يمكننا ذلك أنها اشبه بمعجزة"
تحدثت سارة بهدوء : "ولربما نفعل ذلك من يدري"
في عتمة الليل حيث الهدوء والسكون ملأ المكان في مكان ما من هذا العالم من يتمنى الأمنيات يعرفون أنها لن تتحقق وأنها مجرد محض تخيلات ولكن يوجد حقا من يؤمن بها وأنها ستتحقق فعلا!
على شرفة غرفة ما تحرك نسمات الرياح الستائر البيضاء الخفيفة علها تعلن بقدوم أنباء مشوقة هذا ما كنت أؤمن به على الأقل...
نظرت إلى سمر : "هل تعتقدين أنه فعلا يوجد شيء كهذا؟ تحقيق الأمنيات؟!
تحدث سمر بأستغراب : "بالطبع يوجد -بحماسة- ما رأيك أنقف هنا وننظر للسماء"
رفعت سارة رأسها للسماء باستنكار : "ماذا بعد؟ قولي أن ننتظر شهابا لكي يحقق أمنيتنا؟
مدت سمر يديها بهدوء : "وماذا إذن لن نخسر شيء بوقوفنا هنا وتمنينا أمنية لربما تتحقق
أمسكت سارة يدها وأبتسمت عرفت ما تفكر به ولكن
أندهشتا عندما ظهر شهاب خاطف وكأنه يخبرهما أن يتمنيا أمنيتهما بسرعة : "نحن نتمنى في يوم ما أن نسافر إلى اليابان"كان هذا كافيا لكي يجعلهما متمسكتين بخيط من الأمل في كونهما ستذهبان حقا !
وبغتة ، وبدون أن تفقه أحدهما علماً !
كانتا يقفان تحت إحدى الأشجار ، ولكن لم تكن تلك كل المفاجأة ، بل أنهما حينما رفعتا بصرهما للأعلى صدمتا باللون الزهري الزاهي الذي يطغى على تلك الشجرة المزهرة !
المكان يدب بالحياة ، أناس هنا وهناك ..
وفي غمرة الدهشة تلك ما كان من سارة إلا أن تنطق بصدمة :
" أيـ .. أين نحن !!؟"نهاية البارت الأول .
أنت تقرأ
أمنية على ظهر شهاب
Contoتحدثت ونظرها يعلو السماء الزرقاء الصافيه :هل تعتقدين أن ذلك سيتحقق في يوم من الأيام؟ كتفت يداها بقليل من اليأس :ربما من يعلم! هل هذا الواقع أم الخيال؟! منذ متى ونحن هنا! حياتنا تغيرت كثيراً منذ الآن أصبحت أكثر متعه من إي وقت قد مضى... ~ستمضي الأمنيا...