(٢)

250 38 19
                                    


الجميعُ ينظرُ إليهِ بتعجبٍ تام، وميض الكاميرات بكُل مكان، الكثير من الصحفيين يدونون بأوراقهم ويأخذون لقطات لوجههِ اليائس، المُعجَبون بدأوا بالتجمُع وصيحاتهم تتعالى لمُجرد رؤيتهم له.

رمقهُم بحنقٍ، لكنه شَعر بالذنب من أجل مُعجبينهِ، هم مُشجعينه و ظلّوا بجانبه طوال الوقت بالرغم من وسائل الإعلام التي حاولت تشويه سُمعته.

لكنه شعر ببعض الحُرية لثوانٍ، فسُرعان ما ينتهي الأمر بعد عِدة أيام من حديث الجميع بشأن إعتزاله عن الغناء، و سيتمكن أخيرًا من التمتُع بخصوصيته التي فقدها منذ أن أصبح مشهورًا.

إبتسامة تكاد تكون ملحوظة علت ثَغرهُ، فأعاد نظره إلى هذا الكم من الصحفيين و المُصوريين الذين تعالت أصوات همسهم، مُتعجبين من قراره، أيتخلى عن الشهرة و المال من أجل حبيبته؟

بالطبع يفعل، فهي مريضة و تحتاج إلى كم هائل من الخصوصية، ليس من السهل أن تواجه العالم هكذا، و هو يُقدِّر هذا أكثر من أي شيء، و على أتم الإستعدادِ للتضحية من أجلها.

- فلتستريحوا، لن يكون هناك 'لويس توملنسون' على مواقع التواصل الإجتماعي و لن تروا وجهي مُجددًا.

صاح بحزمٍ و ثقة، ليرى الجميع إبتسامته المُنتصرة.

عاد إلى داخل المُستشفى، حيثما تكون حبيبته، سأل إحدى المُمرضات عليها فأخبرته بأنها بغرفة الطبيب لإجراء بعض الفحوصات.

سار بذلك الرواق الأبيض الواسع، و يشعُر و كأنه كان مُكبلًا بالأغلال و تلاتشت اليوم، و ما أجمل هذا الشعور.

وصل إلى غرفة الطبيب سريعًا، طرق قبل دخوله ثم فتح الباب ليجدها جالسة أمام الطبيب و يبدو أنهما كانا بإنتظار قدومه.

عندما رأى الطبيب لويس نهض من على كُرسيه ليُلقي عليه التحية بإبتسامة واسعة ليجلس هو الآخر أمام مكتب الطبيب.

- أخبرني عن حالتها الآن، ألا تزال بحاجة للتدخُل الجراحي؟

يسأل لويس الطبيب بقلقٍ ملحوظ.

تنهد الطبيب قبل قوله ببعض الأسف،

- نعم، سيدي، عضلة القلب لديها ضعيفة جدًا و إحتمال أن تستمر بالعيش بها ضعيف للغاية و يكاد ينعدم، تحتاج إلى عملية نقل قلب و بالطبع هناك الكثير من الفحوصات و الإجراءات التي سنتخذها بالإضافة إلى أنها ستحتاج إلى المكوث بالمستشفى أثناء كُل ذلك.

ينظر لويس إليها و يرى كم حزينة على حالتها التي تسوء، و حزنه عليها كبير جدًا حتى أنه لا يمكن وصفه، فعندما ترى أعز من إليك يتألم يُصبح ألمك أنتَ أضعافه.

- إن كان هذا الحل الوحيد فلنبدأ الإجراءات من اليوم

أضافت بعد لحظات من الصمت بصوتٍ ضعيف مبحوح.

- حسنًا فلتبدأوا بحجز الغرفة، و لكن هناك بعض الأشياء التي أريد أن أطلعكم عليها بشأن هذه العملية الجراحية ..

يخبرهما الطبيب بنبرة غير مُتأكدة و غير واثقة، فيزداد قلق لويس أكثر.

كانا ينظران إليه بترقُب و إهتمام، فتحدث من جديد،

- من نتائج هذه العملية أن الشخص الخاضع لها ستتغير مشاعره تجاه الكثير من الأشياء و رُبما كل شيء، فمثلًا، إن كُنت تُحب أكلة مُعينة ستكرهها أو لن تُحبذها بعد العملية و ستكون أكلة أخرى هي المفضلة لديك، و ينطبق هذا المثل على كُل شيء.

حاول الطبيب ألّا يوضِّح أي شيء آخر، لكن كلاهما عرف تمامًا ماذا كان يعني، فنظرا إلى بعضهما البعض نظرة غريبة، و كأنه شعر بأنه على وشك أن يفقدها للأبد.

- لكن هل إحتمالية حدوث ذلك كبيرة؟

سأل لويس آملًا أن يتلقى إجابة من الطبيب لتُرضيه و تُرضيها بالمُقابل، لأن ذلك سيؤلم كثيرًا.

تنهد ليُجيبه بثبات،

- في الواقع الأمر يختلف في بعض الأحيان، و حدوث ذلك ليس بأكيد أو حتى مُستحيل، لكن يجب وضع هذا الإحتمال بالحُسبان فقط.

لم يكن يعرف لويس بماذا يشعر، لا يعرف إن كان قلبه يعتصر تألُمًا على ألمها، أو أنه يعتصر على مُجرد التفكير بأنها لربما لا تعد تُحبه بعد الخضوع لهذه العملية!


لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 31, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نِصف قَلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن