1

3K 30 0
                                    


الفصل الأول

1- قررت ثيا الهرب بعد ان اكتشفت ان جيرى وباميلا اظهرا لها صداقتهما من اجل مالها 0 وفى ليلة عاصفة 0 دخلت منزلآ وسط البرارى الاسكتلندية 00000 ووجدت رجلآ وحيدأ وقع فى غيبوبة من شدة المرض 0

وقفت ثيا اندروز بعد ظهر احدى ايام الخريف الماطرة 0 تحدق فى لافتة قديمة كتب عليها كلمتان ( سرير وفطور ) لم تجذب انتباها هذه الافتة المهترئة بالقدر الذى فعله اعلان كتب على لوحة خشبية اخرى معلقة تحتها : ( مطلوب مدبرة منزل 0 لاندفع اجرآ ولكن الشخص المناسب يحظى باقامة جيدة ) 0 هزت ثيا راسها تعجبا واستغرابا 0 فمثل هذا الاعلان يوجه الى القطط والكلاب وليس الى الناس ! من المؤكد ان كاتب الاعلان مفرط فى التفاؤل والا فكيف يتوقع قبول اى انسان بمثل هذه الشروط اللانسانية ؟ على اى حال ما شانها هى بموضوع كهذا ! فكل ما يهمها الان ايجاد غرفة لبضع ليال تقرر خلالها خطواتها المقبلة 0 ولكن انظارها ظلت شاخصة الى ذلك الاعلان المستهجن وهى تقول لنفسها ان مشكلتها الحالية تحتم عليها التفكير جديا بمحاولة توفير ما يمكنها من المبلغ الضئيل الذى تحمله معها 0 مدبرة منزل ؟ لم تتحرك ثيا من مكانها على الرغم من عدم توقف المطر بل ظلت تحدق فى اللوحة الخشبية لبعض 





الوقت وهى شاردة الذهن 000 لاتعرف الاستقرار على راى معين هل يقبل بفتاة مثلها فى وظيفة كهذه وهى لم تبلغ بعد الحادية والعشرين من عمرها ؟ لا فمن المؤكد انهم يريدون شخصا اكبر سنا واكثر خبرة 0 ولكنها ليست جاهلة تماما فى حقل التدبير المنزلى 0 كما انها لا تهاب العمل الشاق 0و يبقى سؤال بالغ الاهمية لا تعرف كيف تجيب عليه 0 ما هى طبيعة الحياة هنا فى هذه المرتفعات الغريبة فى قلب البرارى الاسكتلندية الشاسعة؟ تنهدت بقلق وانزعاج بالغين وهى تنزل عن ظهرها الكيس الجلدى الذى يضم امتعتها 0 يا لها من ليلة ليلاء ! فالعاصفة قوية وعنيفة والمطر منهمر بغزارة 0 والسماء ملبدة بالغيوم السوداء ! تاملت نفسها لحظة فلاحظت انها ليست اقل تعاسة وبؤسا من الجوالمخيم على هذه المنطقة فى الوقت الحاضر 0 لم يعد يهمها ما اذا كانت ستذهب الى ذلك الفندق كأى من النزلاء المحتملين او انها ستعمل كمدبرة منزل مقابل النوم والطعام فقط 0 ما تريدة الان اكثر من اى شىء اخر هو ايجاد مأوى من العاصفة الباردة 0 نظرت مرة اخرى الى اللافتة والاعلان تحتها فشاهدت قربها لوحة معدنية حفر عليها اسم دروملاريج وتحته سهم يشير الى طريق داخلية ضيقة 0 هذا هو بالتاكيد المكان الذى حضرت خصيصا لايجاده ففيه ولدت وعاشت حتى سن الخامسة 0 الم تقل لها امها انها اذا احتاجت الى المساعدة فعائلة موراى لن تردها ابدا خائبة 0 بدات ثيا بالسير نحو دروملاريج وهى تحاول الحد من ارتعاش شفتيها وجسمها 0 شعرت بالخجل الشديد من جراء هذا الضعف الواضح فاقنعت نفسها بان الشفقة الذاتية لن تؤدى الى اية نتيجة مرجوة ومرتقبة 0 اللعنة على الظروف السيئة التى اضطرتها الى السعى وراء المساعدة على هذا النحو المشين ! لو انها استخدمت عقلها وتعلمت من احداث عديدة كانت بمثابة انذارات متلاحقة لها لكانت الان فى شقتها المريحة فى لندن 000 كم كانت غبية وجاهلة عندما لم تصدق ان العالم يعج بالطفيلين الذين لا يترددون اطلاقا فى استغلال فتاة وحيدة ورثت لتوها مبلغ من 

هذيانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن