الفصل الثامن

45.3K 1.6K 113
                                    


الحلقة الثامنة :

قضت فرح معظم وقتها في غرفتها ، فقد كان السفر مرهقاً بالنسبة لها ، ورغم أنها كانت تشعر بالجوع ، إلا أن رغبتها في النوم والاستسلام لسلطانه جعلها تغط في نوم عميق ، خاصة وأنها قد انتهت من ترتيب جميع أشيائها ومتعلقاتها الخاصة في خزانة الملابس المحفورة في الحائط ، كما وضعت حاسوبها المحمول الصغير وبجواره كاميرا التصوير على الطاولة الصغيرة ، وأوصلت هاتفها المحمول بالشاحن حتى يتم شحنه ...

لم تستمع فرح إلى صوت الطرقات الخافتة على باب غرفتها ، فاضطر الطارق أن يزيد من حدة الطرقات لتتنبه فرح للصوت وتبدأ في التململ في الفراش وهي تمط ذراعيها ..

-فرح بصوت متحشرج : مين ؟

-مجند ما بالخــارج : مدام فرح ، المقدم يزيد عاوزك في مكتبه

زفرت فرح في انزعاج ، ثم وضعت الملاءة على وجهها لتغطيه ، وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة ..

أعـــاد المجند تكرار ما قاله ، فأجابت فرح بـ ..

-فرح بضيق : طيب ، قوله جاية

انصـــرف المجند من أمام باب غرفتها الموصد ، في حين نهضت هي من على الفراش ، ثم وضعت يدها على رأسها تحك شعرها ، وتعبث بخصلاته الهائجة من أثــر النوم ..

إتجهت فرح ناحية خزانة الملابس ، وانتقت لنفسها ملابساً رياضية مكونة من بنطال مصنوع من القماش ذو لون أسود ، ومن الأعلى ارتدت السترة الخاصة بالزي الرياضي ، وكانت مزيج من اللونين الأبيض والأسود .. ثم مشطت شعرها وعقصته كحكة ، وأحكمت غلق سحاب سترتها الطويلة على عنقها ، ودلفت إلى خـــارج غرفتها ...

ســــارت فرح بخطوات مرهقة ناحية مكتب المقدم يزيد ، وظلت طوال طريقها تزفر وتتمتم بعبارات غير مفهومة .. فهي لا تريد الاشتباك معه خاصة في هذا الوقت ...

طرقت فرح باب المكتب أولاً قبل أن تدلف إلى الداخل .. ثم أطلت فرح برأسها أولاً لتتأكد من وجود يزيد ، وبالفعل وجدته منكباً على رأسه يدون بعض الملحوظات في ورقة ما ، ويطوي ورقة أخـــرى .. وقبل أن تمد قدمها لتدخل أوقفها صوته الصادم بـ ....

-يزيد بنبرة صارمة وهو مطرق الرأس : خليكي عندك

تسمرت فرح في مكانها ، ولم تتحرك خطوة إضافية ، وتنهدت في انزعــاج ..

ظلت فرح واقفة في مكانها لمدة دقيقتين دون أن ينطق يزيد بكلمة .. ثم قطع هذا الصمت صوته الآمـــر بـ ...

-يزيد بلهجة آمــرة ، ونظرات حــادة : خشي

دلفت فرح إلى داخل الغرفة ، وظلت واقفة أمام مكتبه منتظرة أن يشير لها بالجلوس ، فهي تخشى أن يحرجها عمداً إن كانت على وشك الجلوس على المقعد الجلدي ..

فراشة أعلى الفرقاطة ©️ الجزء الأول - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن