الفصل الأول :منبع الأفكار الحقيقي

44 7 2
                                    

لم يكن أرسطو لاعبا جيدا بالتركس أو بالطرنيب أو حتى بأبسط ألعاب الورق وكان يفقه بلعب الورق كم يفقه الدب بكتابة القصائد وعند نهاية كل لعبة أو خسارة -لان كل لعبة هي خسارة وبالعكس-كان يقول انه لاعب شطرنج ولا يهوى مضيعة الوقت بالعاب الورق الفارغة والتي تعتمد على الحظ ولاتعتمد على قوة الفكر ورجاحة العقل ولطالما تحداه الكثيرون ولكنه لم يكن يقبل ويتحجج دائما بالوقت وفي احدى المرات اتى شخص ذو كرش ضخم وصلعة لامعة ولباس مقزز الى قهوة القرموطي حيث طلب بيبسي ولكن طلبه لم يكن موجود لانه قهوة القرموطي كانت مقر للفلاسفة فقط والكتاب والحكماء بلعادة لايشربون الى القهوة ولا اعرف صراحة ماهو سبب لذلك ولكن عندما سمع الجميع صاحب الكرش وهو يطلب القهوة نظروا له نظرة غريبة وقال له أحد الفلاسفة انه مخطا حتما بالمكان فهنا مكان مخصص لذوي العقول والأهداف التي لايمكن لشخص من العامة ان يستوعبها .فغضب كثيرا ولكنه أراد أن يحرج الفيلسوف عندما قال له أنه حكيم كبير وفقيه عظيم وأنه يحمل في كرشه من أفكار لايمكن لكل من في قهوة القرموطي أن يحملوها في أدمغتهم الصغيرة فضحك الجميع على تلك المقولة وقالوا له أنه يتحدى كبيرهم أرسطو ان كان جادا في قوله . فقام ارسطو من موضعه وجلس بالمقعد المقابل لصاحب الكرش وقال له سوف أسألك ثلاثة اسئلة وان كنت كما تقول فانك سوف تصبح منا وهذه القهوة سوف تصبح منزلك الاخر فقبل بذلك ولكن على شرط أن يسأله ثلاثة أسئلة هو أيضا وهو أن يكون البادئ لأنه كما قال ان اسئلة ارسطو لن تكون صعبة على فيلسوف فذ مثله فلم يوافق أرسطو أن يخضع لتقييم شخص ليس ذو مكانة وقدر وتجادلا كثيرا وملأت أصواتهما القهوة وكان أرسطو هش العظام وذو لحية طويلة بيضاء وكان يلبس أفخر الأنواع من الملابس حيث كان يذهب الى أثينا كل شهر ويبتضع من أفخر المحلات والماركات اليونانية وكما هو معروف أن الفلاسفة عليهم أن يكونوا متقشفين إلا أن أرسطو كان عكس ذلك تماما فهو لديه العديد من الزوجات ويذهب الى السياحة ولديه مزارع وياكل ما لذ وطاب من المطاعم الغالية كل يوم فلا تعتقد ان جسمه النحيل كان من الزهد او من التقشف فطبيعة جسمه كانت نحيلة ولا علاقة لاي سبب اخر بذلك .
ادرك أرسطو أن ذو الكرش على وشك أن يضربه ففكر لثواني بمنتصف الجدال وقبل تحديه تفاديا للموقف المحرج الذي سوف يقع فيه ان أكل بوكس او تلقى رفسه او صفع كف فهو على الرغم من فلسفته العميقة لم تكن حدود معرفته الحقيقة بالناس خارج القهوة اكثر من شبر واحد. فتنازل ووافق على التحدي على ان يكون السؤال بلتناوب وان يبتدا هو فوافق اخيرا وابتدا ارسطو بسؤاله الاول لماذا يولد بعض الاشخاص اذكياء ولماذا يولد بعضهم اغبياء وكان هدف ارسطو من هذا السؤال ان يحرج منافسه الا ان صاحب الكرش الضخمة لم يكن قليل الحيلة على الرغم انه شخص من العامة وقال لارسطو ان الذكاء كلمة واسعة وشاملة جدا ولا يمكن ان يكون شخص ذكي في كل المجالات او غبي بكل المجالات وسال ارسطو هل تعرف بالزراعة او النجارة او الحدادة وطبعا ارسطو كان صاحب علم فقط فلم يكن يعرف مثل تلك الامور وقال له ارسطو ان تلك الحرف يمكن لاي شخص ان يتعلمها أما مايخلده من حكم وعبر سوف يخلدها التاريخ للأبد وقالها بكثير من الغرور والعجرفة ووافق اتباع ارسطو على كلامه واعتبروا ان ذلك الشخص القذر لم يدرك السؤال حتى . لم يكن حزينا صديقنا ضخم الجثة على نتيجة السؤال الاول فهو على اية حال عندما استيقض الصباح واكل الشاورما مع المايونيز لم يكن يخطر له ان عندما يشرب الكولا سوف يتحدى كبير فلاسفة عصره وقال لارسطو ....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 15, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حكايات الفلاسفة المنسية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن