الفصل الثاني

3.6K 395 361
                                    


كروية برتقالية اللون، تحيطها خطوط سوداء رفيعة، رائحة المطاط تنبعث منها، صوت صدى اصطدامها بالأرضية يلهو في الأرجاء، كان ذلك الوصف لكرة سلة تشهد على مباره جديدة، بين محمد وزين.

كادت أن تشبه الصارية تقف مستقيمة مرتفعة الرأس لولا عدم وجودها بالمنتصف، تدلى بانسيابيه شبكتها الصوفية البيضاء إلى الأسفل، ترقص الى اليمين وإلى اليسار بعد مرور الكرة في جوفها، تخترق من النصف بإرادتها .. كانت مكان ولادة النقاط.

يراوغ كلاهما بالكرة، يرميانها ويهويان بها على أرضية الصالة الخشبية بكل دهاء وسرعة، ويقفزان أحيانًا أخرى.

كشخص يناضل في هذه الحياة، حالتنا تشبه كرة السلة،
نصطدم بالقاع لنعود نرتفع إلى الأعلى!

- لقد فزت عليك!

قالها محمد وأنفاسه مقطعة، يحاول إعادة تنظيمها،

صفق له زين وقطرات العرق تدحرج على جبينه العريض، ليضحك محمد ضحكة خافتة كفتاة حسناء خجولة له.

- أهنئ نفسي على فوزي بعشرة نقاط.
- تواضع من فضلك قبل أن أهجم عليك.

لم يستطع إحداهما كتم ضحكاته، فسرعان ما ارتفعت أصوات كلاهما بالضحك.

فعندما توجد بجانب من تحب .. تجد أتفه الأشياء معه جميلة!

جلسا فوق المقعد الخشبي فاتح اللون، مستطيل الشكل ويتسع لأربعة اشخاص، ترك محمد الراحة لساعديه، أما عن زين فاكتفى بتكتيف يداه، ذراعه اليسرى تخبئ اليمنى تحتها.

-التقط، سوف أذهب للخارج قليلًا لأجري اتصالًا مع أختي.

رمى زين له المنديل القماشي أزرق اللون ليمسح به جبينه، وقف على ساقاه خارجا من مدخل الملعب؟ راغبًا بالاتصال على اخته.

بدأ محمد بتمرير قطعة القماش على جبينه من يمينه الى يساره، في كل تمريرة على جلده تتلاشى قطرات العرق في ذرات المنديل الورقي، ثم بعد انتهاءه وضع المنديل في راحة يده ليضغط عليه، لمت جزيئاتها على بعضها لتصبح مكتلة فوق بعضها البعض، وها هي تنتقل إلى جوف حاوية النفايات الصغيرة، ليصبح مسكنها الجديد.

- السلام عليكم.

صوت صرير الباب المعدني أعلن عن دخوله، ألقى زين بتحية الإسلام على محمد ليرد عليه، صوته يحمل بعض الضيق فيه، ولكن ليس بشكلٍ واضح، هو حاول إخفاء ذلك قدر إمكانه.

- الحمد لله مر يومها على خير.
- هي أيضًا مسلمة صحيح؟
- أجل، ومحجبة لذا تواجه العقبات دائما.
- الله في عون عباده دائمًا، المسلمون قليلون هنا.
- لا بأس، فنحن نسير على طريق الحق.
- أجل، لست مثلك، لا أمتلك أي أخت.
-لا أعلم ماذا اقول لك، أتحمل استهزاء بعض الناس مني لكوني أصوم وأصلي فكيف لو كنت هنا فتاة محتشمة؟
-فعلًا!
-أهنئ أختي فعلًا على صبرها.

أحاديث النجومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن