الفصل ١٣

169 21 10
                                    

ما هي الا ايام حتى نتنقل ، ننتقل من هذا الجو الكئيب . و لعل ما حصل في الآونة الأخيرة هو ما جعل الحياة هنا مقبولة ، فَلَو بقي الأمر كما كان من قبل ، لسئمت العيش .  

أخذت أنقل ملابسي من الخزانة الى الصندوق . شيء متعب حقا أن تفعل كل هذا ، خصوصا مع كمية الملابس هذه و الأشياء الكثيرة التي معظمها لا أستخدمها . أنا للأسف من النوع الذي يشتري و يشتري بلا فائدة .
و خلال فعلي هذا ، اكتشفت أن لدي الكثير من الملابس التي لم أعلم أنها موجودة اصلا ، لا و بألوان عديدة.

و بعد ثلاث ساعات كاملة ، انتهيت من أصعب جزء ، خزانتي . بقيت لدي ساعات إضافية أخرى لكي انتهي من باقي الغرفة . بقيت الأغراض التي تقبع تحت السرير، و و العطورات و المستحضرات النائمة فوق المنضدة . أشعر احيانا أني افتقر الى بعض معالم الأنوثة ، فكل تلك المستحضرات، أنا لا أستخدمها ، لطالما أعجبت بفكرة الجمال الطبيعي بدون مستحضرات تجميل ، و لكن أمي تصر على أن بعض الكحل و محدد العيون لن يضر أبدا

و ربما هي على حق .

ارتأيت أن أضع بعضا من ملمع الشفاه، يا الهي أشعر أني أصاب بجنون ما قبل الانتقال ، إن صح التعبير أصلا . وضعته بخفة ، و شعرت أني إنسانة أخرى ، لا أنكر أنه جهل مظهري أفضل ، بالرغم من ذلك، لم أستطع قبول شكلي ، أتوقع أنه من الأفضل أن أتدرب على وضع تلك المساحيق و لكن بشكل خفيف ، لأَنِّي إن لم أعوّد نفسي على تلك الأمور التي تتعلق بال"أنثى" فإني سأصبح يوما مثل جاك .

و العياذ بالله

طردت كل تلك الأفكار التي خيمت في عقلي، و وجدت نفسي أذكر لا إراديا اسم أمي ، ربما هي تحتاج للمساعدة ، في نقل و توضيب الأشياء . صحيح أنني قلت أن غرفتي فيها أشياء كثيرة ، و لكنها بمثابة قطرة ماء بالنسبة الى بحر غرفة أمي . فهي لديها ذلك الحب و لعل كلمة هوس أفضل و أنسب لوصف الموقف ، تجاه شراء الأشياء و جمعها و المحافظة عليها . المشكلة أنها تجد صعوبة في التخلص من كل تلك الأغراض ، رغم أن ٩٩٪‏ منها بلا فائدة حرفيا ، و لكنها تحب الحفاظ عليها . لازالت تمتلك حتى الآن ملابسها منذ كانت صغيرة ، و ألعابها كذلك . امرأة غريبة بحق ، و لكني أحبها . و لا ألومها كذلك ، فلربما أحبت الماضي أكثر من الحاضر ، فقررت الحفاظ عليه من كل ما يسوؤه في نفسها .

خرجت متوجهة الى غرفتها ، دققت الباب بقوة متوسطة ، ثم دخلت . وجدتها منهمكة في النقل ، لم تنتبه حتى لوجودي . كانت تعمل واضعة شعرها الناعم على شكل كعكة، بدت جميلة جدا .

بدأت الكلام ب"مساء الخير "
شعرت أنها انتفضت " آااه ، جوليا ، ما هذا يا ابنتي لقد أخفتني. . كم مرة قلت لك التزمي بآداب الاستئذان ؟"

قلت باحتجاج " لقد دققت الباب حقا ، و لكن أحدا كان منهمكا جدا في عمله ، كأنه في عالمه الخاص ، هو و العالم وحدهما"
تنهدت برفق و ارتسمت ابتسامة لطيفة على وجهها و قالت" على كل؛ ما الذي أتي بك الى هنا على غير عادتك؟ "
" أريد أن أساعدك "
"حقا! هذا شيء غريب .. هل أنت تحت تأثير أي نوع من الأدوية ؟"
نظرت إليها نظرة ثاقبة يشوبها بعض الذبول " لا يا ماتيلدا ، لست تحت تأثير أي دواء ، وجدت نفسي أذهب لمساعدتك ، بر الوالدين شيء ضروري كما تعلمين "

" ما هذا التطور ! أصبحت تناديني باسمي"
توقفت ثم استرسلت " حسنا اذا ، تعالي و ساعديني في توضيب الخزانة "
قلت بسخرية " أي خزانة تقصدين ؟ فعندك ثماني خزانات "
" الخزانة رقم خمسة" قالتها باقتضاب

ابتسمت ثم ذهبت الى تلك الخزانة ، و بدأت مرحلة أخرى من العمل الذي يكسر الظهر ، كان بإمكاني تجنب كل هذا التعب ، و لكن بر الوالدين !

#not_edited
ملاحظة : هذا الفصل قصير و ممل، و لكن أنا حاليا أكتب الفصول اللاحقة ، فربما سأنتهي من كتابة القصة قريبا ..آمل ذلك

شبح ماري | The ghost of Maryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن