ما هي الا ايام حتى نتنقل ، ننتقل من هذا الجو الكئيب . و لعل ما حصل في الآونة الأخيرة هو ما جعل الحياة هنا مقبولة ، فَلَو بقي الأمر كما كان من قبل ، لسئمت العيش .
أخذت أنقل ملابسي من الخزانة الى الصندوق . شيء متعب حقا أن تفعل كل هذا ، خصوصا مع كمية الملابس هذه و الأشياء الكثيرة التي معظمها لا أستخدمها . أنا للأسف من النوع الذي يشتري و يشتري بلا فائدة .
و خلال فعلي هذا ، اكتشفت أن لدي الكثير من الملابس التي لم أعلم أنها موجودة اصلا ، لا و بألوان عديدة.و بعد ثلاث ساعات كاملة ، انتهيت من أصعب جزء ، خزانتي . بقيت لدي ساعات إضافية أخرى لكي انتهي من باقي الغرفة . بقيت الأغراض التي تقبع تحت السرير، و و العطورات و المستحضرات النائمة فوق المنضدة . أشعر احيانا أني افتقر الى بعض معالم الأنوثة ، فكل تلك المستحضرات، أنا لا أستخدمها ، لطالما أعجبت بفكرة الجمال الطبيعي بدون مستحضرات تجميل ، و لكن أمي تصر على أن بعض الكحل و محدد العيون لن يضر أبدا
و ربما هي على حق .
ارتأيت أن أضع بعضا من ملمع الشفاه، يا الهي أشعر أني أصاب بجنون ما قبل الانتقال ، إن صح التعبير أصلا . وضعته بخفة ، و شعرت أني إنسانة أخرى ، لا أنكر أنه جهل مظهري أفضل ، بالرغم من ذلك، لم أستطع قبول شكلي ، أتوقع أنه من الأفضل أن أتدرب على وضع تلك المساحيق و لكن بشكل خفيف ، لأَنِّي إن لم أعوّد نفسي على تلك الأمور التي تتعلق بال"أنثى" فإني سأصبح يوما مثل جاك .
و العياذ بالله
طردت كل تلك الأفكار التي خيمت في عقلي، و وجدت نفسي أذكر لا إراديا اسم أمي ، ربما هي تحتاج للمساعدة ، في نقل و توضيب الأشياء . صحيح أنني قلت أن غرفتي فيها أشياء كثيرة ، و لكنها بمثابة قطرة ماء بالنسبة الى بحر غرفة أمي . فهي لديها ذلك الحب و لعل كلمة هوس أفضل و أنسب لوصف الموقف ، تجاه شراء الأشياء و جمعها و المحافظة عليها . المشكلة أنها تجد صعوبة في التخلص من كل تلك الأغراض ، رغم أن ٩٩٪ منها بلا فائدة حرفيا ، و لكنها تحب الحفاظ عليها . لازالت تمتلك حتى الآن ملابسها منذ كانت صغيرة ، و ألعابها كذلك . امرأة غريبة بحق ، و لكني أحبها . و لا ألومها كذلك ، فلربما أحبت الماضي أكثر من الحاضر ، فقررت الحفاظ عليه من كل ما يسوؤه في نفسها .
خرجت متوجهة الى غرفتها ، دققت الباب بقوة متوسطة ، ثم دخلت . وجدتها منهمكة في النقل ، لم تنتبه حتى لوجودي . كانت تعمل واضعة شعرها الناعم على شكل كعكة، بدت جميلة جدا .
بدأت الكلام ب"مساء الخير "
شعرت أنها انتفضت " آااه ، جوليا ، ما هذا يا ابنتي لقد أخفتني. . كم مرة قلت لك التزمي بآداب الاستئذان ؟"قلت باحتجاج " لقد دققت الباب حقا ، و لكن أحدا كان منهمكا جدا في عمله ، كأنه في عالمه الخاص ، هو و العالم وحدهما"
تنهدت برفق و ارتسمت ابتسامة لطيفة على وجهها و قالت" على كل؛ ما الذي أتي بك الى هنا على غير عادتك؟ "
" أريد أن أساعدك "
"حقا! هذا شيء غريب .. هل أنت تحت تأثير أي نوع من الأدوية ؟"
نظرت إليها نظرة ثاقبة يشوبها بعض الذبول " لا يا ماتيلدا ، لست تحت تأثير أي دواء ، وجدت نفسي أذهب لمساعدتك ، بر الوالدين شيء ضروري كما تعلمين "" ما هذا التطور ! أصبحت تناديني باسمي"
توقفت ثم استرسلت " حسنا اذا ، تعالي و ساعديني في توضيب الخزانة "
قلت بسخرية " أي خزانة تقصدين ؟ فعندك ثماني خزانات "
" الخزانة رقم خمسة" قالتها باقتضابابتسمت ثم ذهبت الى تلك الخزانة ، و بدأت مرحلة أخرى من العمل الذي يكسر الظهر ، كان بإمكاني تجنب كل هذا التعب ، و لكن بر الوالدين !
#not_edited
ملاحظة : هذا الفصل قصير و ممل، و لكن أنا حاليا أكتب الفصول اللاحقة ، فربما سأنتهي من كتابة القصة قريبا ..آمل ذلك
أنت تقرأ
شبح ماري | The ghost of Mary
Misterio / Suspensoما هذه الأصوات التي أسمعها من الغرفة التي تقابل غرفتي؟ لماذا أمي قد انهارت عندما قلت لها عن تلك الأصوات؟ ما قصة ماري؟ أو بالأحرى، شبح ماري ..؟ تم الانتهاء من كتابتها و لله الحمد ❤️❤️