لم تكن روكسي تحاول الانتحار، لقد كانت بكل بساطة متعبة، تلك هي الحقيقة التي لم تستطع جاهدة جعل شخص واحد مِن مَن حولها أن يصدقها، بل كان على جميعهم القفز إلى استنتاجات مخزية وتفسيرات غير عقلانية طائشة.لكنها على الاقل استطاعت الحصول على قيلولة لطيفه رغم ذلك؛ اول نوم عميق حقيقي تحظى به منذ فترة طويلة.
لكن بالرغم من ذلك، فإنها لم تستطع الإقرار بين ما إذا كان ذلك النوم المؤقت فعلاً يستحق الحصول عليه مما شعرت به لاحقاً من خرطوم اطفاء كامل يصتدم باسفل حلقها، ليقوم بغزوها داخلياً، ثم بضخ علبة كاملة من الحبوب المنومة خارج جسدها.
"انتِ تحتاجين إلى المساعدة"، قالت لها والدتها المصقولة بشكل مفرط وهي واقفة بجانب والدها قرب سرير المستشفى.
"ذلك النوع من المساعدة الذي انا ووالدك لسنا بقادرين على تقديمه اليك. نعتقد انه من الافضل لكِ ان تمضي بعضاً من الوقت تحت رعاية... المَهْنِيين."
"ماذا؟! ستقومون بإرسالي إلى مصح مجانين لعين؟!" بكت روكسي محاولة النهوض من سريرها لترى جسمها يرتد ساقطاً على وسادتها بكل ضعف, فإن غسيل معدتها بدون شك قد ادى الى استهلاك قواها.
"لاتستخدمي تلك النبرة مع والدتك!" قال لها والدها موبخاً وهو يضع ذراعه حول زوجته، التي كانت تمسح دموعها الملطخة بالمسكرا بمنديل حريري كريمي اللون.
"قل لها، نورم! قل لها باني لست بالحالة المناسبة للتعامل مع تغيراتها العاطفية ونوبات غضبها، ولا مع لامبالاتها! أوه، مالذي سيظنه بنا أصدقاؤنا! جميع أبناءهم سيذهبون إلى جامعات وكليات ذو منصب، وأبنتنا؟ لقد اوقعت نفسها بمؤسسة توايلايت هيل للطب النفسي! مالذي سيعتقدونه، نورم؟ مالذي سيعتقدونه؟!"
وقد لخصت الجملة الاخيرة مجمل حياة السيدة هارت. فقد تم اجراء كل شيء بحياتها وفقاً لما قد يظنه الجميع بها وبأسرتها. فهي من يرتدي السروال المهيمن بالعائلة.
بكل صراحة، قد شعرت روكسي بأن أباها كان مرعوباً من والدتها معظم الوقت، وانه لن يفتح فمه الا عندما تأمره زوجته، سيدة الدمى المتحركة، بفعل ذلك.
"روكسي"، بدأ والدها جملته وفقاً للتعليمات. "لقد قمتي بتسبيب الألم لوالدتك بما فيه الكفاية. انتِ بحاجة الى المساعدة، وستذهبين الى مكان حيث بإمكانك الحصول عليها، وهذا أمر نهائي."
لذا ها هي الآن، جالسة في مؤخرة سيارة أجرة مع حقيبتها في صندوق السيارة، حيث يتم اقتيادها إلى مجمع المعتوهين.
أنت تقرأ
Life, Interrupted (Arabic Translation)
Fanficقُطِّبَتْ روكسي حَاجِبَيّهَا وَهِيَ تُفَكِرُ لِلَحْظَة. "حسناً، ماذا لو لم يكن لديك سر؟" - كانَ هُنَاكَ صَمّتٌ مَدِيدٌ ثَانٍ عِنْدَمَا اِكْتَسَحَتْ نَظْرَة حُزِنْ عَمِيقَةَ وَجْهَ هاري قَبْلَ أنْ يُجِيبْ. "إذاً انتِ مسجونة مدى الحياة مثلي."