قصة قصيرة

793 46 2
                                    

سفاح تكساس.. صانع الثياب من جلود الموتى (الجزء الثالث)

في عام 1945 ماتت أوجستا جين أثر نوبة القلبية، وقد شكل موتها صدمة كبيرة وخسارة فادحة لايدي

فأمه كانت تعني كل شيء بالنسبة له، وبموتها أنهار عالمه تماما، ظل وحيدا في المزرعة، أقفل أبواب معظم غرف المنزل وحرص على بقاءها على حالها، أي كما كانت في حياة أمه

واكتفى هو بالعيش وحيدا في حجرة صغيرة مجاورة للمطبخ، كما استمر في العمل من حين لآخر في البلدة، في أشغال مؤقتة كالعادة

أما أوقات فراغه الطويلة فقد أمضاها في قراءة المجلات ومطالعة الكتب، خصوصا تلك التي تتحدث عن الموت والقتل والسادية والتعذيب

وقد أعجب أيما إعجاب بقصص معسكرات الأسر النازية، استهوته بشكل خاص تجارب النازيين الوحشية على البشر، ومن شدة إعجابه بتلك القصص راح يقتني كتب التشريح ليتعلم منها أصول تقطيع وتمزيق الأجساد البشرية!.

ومن ناحية أخرى فأن موت أوجستا أطلق العنان لغرائزه المكبوتة، فشعر برغبة عارمة لممارسة الجنس، تلك الممارسة التي كانت أمه تعدها خطيئة وقذارة، لكن خجله الشديد من النساء حال دون تحقيق رغبته، فطفق يبحث عن وسيلة أخرى للتنفيس عن لواعج ومكنونات نفسه.

وفي يوم ما، بينما كان جالسا في منزله يطالع الجرائد محلية، وقعت عيناه فجأة على خبر نعي أحدى السيدات التي توفت حديثا في البلدة، وأثناء قراءته لتفاصيل الخبر، برقت في عقله فكرة غريبة وشاذة إلى درجة أنها قد لا تخطر إلا على عقول المجانين!.

السيدة التي نقلت الجريدة خبر موتها كانت في الخمسينيات من عمرها، امرأة في خريف العمر، صنف من النساء عشقه ايدي بشدة لأنه رأى فيها صورة أمه

فراح يراقب جنازتها من بعيد، حتى إذا ما دفنت وأنصرف ذووها والمعزين، تسلل تحت جنح الظلام إلى المقبرة وأنشب معوله في تربة القبر الذي لم تمض سوى ساعات قليلة على إغلاقه

أزاح التراب وأستل الجثة من التابوت ساحبا إياها إلى سيارة الشحن القديمة التي ورثها عن أخيه، ثم عاد إلى القبر ثانية فسواه بعناية كبيرة لئلا يشك أحد بتعرضه للنبش.

في تلك الليلة عاد ايدي إلى المنزل محملا بأولى غنائمه البشرية، امرأة حقيقية من لحم ودم..

صحيح أنها ميتة، لكنها أفضل بالطبع من خيالاته وأوهامه الفارغة، امرأة يستطيع أن يفعل بها ما يشاء من دون أن تطارده عيناها بنظرات لاسعة تستفز طبعه الخجول.

أنا لا أتحدث هنا عن إنسان سوي، بل عن مختل مضطرب، فحتى الجنس عنده لم يكن كما هو عند الناس الطبيعيين،

ولاحقا حين سأله المحققون عما إذا كان قد مارس الجنس مع الجثث أنكر قيامه بذلك

لأنها حسب قوله : "كانت رائحتها فظيعة"، لكنه مع هذا أحتفظ بجميع الأعضاء الجنسية لجثث النساء التي حملها إلى منزله، انتزعها من أجسادهن العفنة وخبأها في صندوق خشبي للأحذية

ربما لكي يفرغ فيها شهوته لاحقا كلما طاب له ذلك، أو لكي يضيفها لاحقا إلى ذلك الثوب المخيف الذي صنعه من الجلود المنزوعة من بطونهن وأوراكهن وأفخاذهن

الثوب الذي ارتداه ورقص به على أنغام خيالاته المجنونة في ظلمة ذلك المنزل الموبوء برائحة الموت والعفن

وهو ثوب أراده تجسيدا لصورة أمه التي سيطرت على جسده وروحه وأفكاره، المرأة التي أخضعته لسلطانها حتى تحولت في نظره إلى رمز القوة المطلقة في هذا العالم

وهكذا فأن خوفه وكرهه الباطني لتلك السلطة الغاشمة والدكتاتورية القاسية التي مارستها عليه تحول بالتدريج إلى رغبة لا تقاوم في أن يتحول هو نفسه إلى امرأة.. إلى مخلوق قوي ومسيطر.

نلتقي غداً ومع أحداث مرعبة

قصص قصيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن