قصة قصيرة

849 57 7
                                    

سفاح تكساس.. صانع الثياب من جلود الموتى (الجزء الرابع والأخير)

هناك بعض المصادر الأمريكية تشير إلى إن أيدي نبش قبر أمه أيضا وعبث بجثتها، وأخرى تحدثت عن أكله للحوم البشر

طبعا لا يوجد ما يثبت قيامه بتلك الأمور، وفي نفس الوقت لا يستبعد قيامه بذلك، فثلاجته كانت مليئة بالأحشاء واللحوم البشرية، وكان هناك قلب بشري داخل مقلاة على الموقد.

وبغض النظر عن الأقاويل والقصص الكثيرة التي تداولها الناس عن ايدي، فالشيء المؤكد هو أنه كان عبقريا في تعامله مع الجثث

كان يعلقها إلى السقف ثم يقف يتأملها مستلا سكينه، تماما كفنان موهوب يتأهب لخلق لوحة جميلة، بعدها كان يباشر عمله بروية محولا تلك الأجساد إلى تحف غريبة، كأن يصنع وعاءا من الجمجمة، أو مزهرية من ثدي، أو يبدع أثاثا من الأيدي والأقدام ويخلق أقنعة من الجلود المسلوخة .. كان فنانا موهوبا بحق!!.

أستمر ايدي في زيارة مقابر بلدة بلينفيلد تحت جنح الظلام، نبش خلالها العديد من القبور، أحيانا كان يتكاسل عن حمل الجثة بأكملها إلى منزله فيكتفي باستقطاع الأجزاء التي يحتاجها منها!

لكن رغم نجاحه الباهر في جميع غزواته وغاراته الليلية، ورغم أن أحدا لم ينتبه إلى كل تلك القبور المنبوشة والجثث المنهوبة، إلا أن الضجر بدأ يتسلل إلى قلب أيدي بالتدريج

أصابه الممل مثل جميع الناس، تماما كما يخفت لهيب الحب والغرام في قلوب العاشقين بعد سنين من الزواج، وكما يمل الشخص من سيارته الجديدة بمرور الوقت وتكرار استعمالها..

وهكذا فأن ايدي أيضا مل من الجثث المتآكلة التي كانت مقابر بلينفيلد تجود بها عليه، صار يتطلع إلى شيء جديد..

بالتأكيد هو لم يرد تجربة العلاقة مع امرأة حية، امرأة يمكنها أن تسخر من خجله وضعف شخصيته، لكنه تطلع إلى جثة طرية وطازجة، أراد احتضان امرأة ميتة لا تفوح منها رائحة العفن ولم يبدأ جسدها بالتحلل بعد، وللحصول على هكذا جثث لم يكن أمامه سوى خيار واحد .. القتل.

لا احد يعلم على وجه الدقة متى أرتكب ايدي أولى جرائمه، ولا العدد الحقيقي لضحاياه، فبلدة بلينفيلد شهدت اختفاء العديد من النساء والرجال والأطفال خلال الفترة التي قضاها ايدي وحيدا في المزرعة، أي منذ موت أمه عام 1945 وحتى إلقاء القبض عليه عام 1957.

لكن جميع تلك القضايا قيدت ضد مجهول، ولم تنسب لايدي سوى جريمتين فقط، الأولى هي جريمة قتل ماري هوغان عام 1954 التي كانت تدير نزلا وحانة في بلينفيلد، والثانية جريمة قتل بيرنيس واردن عام 1957 التي كانت تدير متجرا للعدد والأدوات في بلينفيلد أيضا، وهي الجريمة الوحيدة التي أدين بها أيدي لاحقا.

وفي كلتا الجريمتين اعتمد ايدي أسلوبا واحدا، دخل إلى موقع الجريمة عند خلو المكان، أستغل معرفة الضحية به واطمئنانها إليه، وحين أدارت له ظهرها باغتها  بإطلاقه من مسدسه في الرأس فأرداها قتيلة في الحال

قصص قصيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن