هذا الصوت الذي أسمعه، هذا الصوت الباكي، هذا الصوت الصارم الصارخ، هذا الصوت الذي يقول لي إن الحياة لا معنى لها، شككت في أمره في بادء الأمر، لكنه أمسك بقلبي و أخبرني، إن أول ما خطر في بالي هو الشك و الريبة، و هو الدليل أنك تشك في قيمة الحياة، تلك المدة الزمنية التي أرتك من الظلم و الدم ما يكفي و جعلتك في حيز مغلق من الأفكار السوداء، نعم إنها سوداء، أتفاجأت.
أنت لا تراها لأنك جعلت القلب الحساس مسيطرا عليك و على تفكيرك.
-أليست الحياة تعيسة. أنا أعلم أنك قرأت آلاف الحكم العاطفية، لكنك لم تستطع أن تعمل بحكمة واحدة في حياتك لأنها غير مرتبطة بالواقع الذي تعيشه، يجب عليك أن تبدأ برسم رسمة يغزوها اللون الأسود فالأسود لون تراه عندما تغمض عينك و عندما تفتحهما.
عندما تمشي في طريق مظلم ليلا يعمل عقلك أكثر و بشكل أقوى من أن تمشي في طريق مشمس منير نهارا، أليس كذالك، لأن الظلام المُآسي يجعلك حقيقة لا تمحى، و ذكيا لا ينسى.
-الإبتسامة تلك الإنحناءة الخبيثة على وجوه أصحابها، التي يظنون بأنها جعلت مني خروفا منعزلا عن قطيعه أمام ذئب جائع، لا يعلمون أنهم بذالك قد كشفوا أمرهم أمامي دون أن يعلموا أني أسد يصتاد أمثالهم من الأغبياء الحمقى، أسد ذو قلب أسْود كالظلام و دم حاقد يغلي كبركان و عيني أفعى ذو أنياب سامة تحت الرمال تنتظر، و ثعلب جائع مترصد.
-كل هذا الوقت الذي تعيشه عشته كذبة، لقد كذبوا عليك، لم يخبروك الحقيقة، لماذا. لأنك ما زلت فاشلا مهزوما تركع لأسيادك مذلولا مقهورا، هؤلاء الناس حقدة أكثر منك لهذا هم أسيادك ولم يخبروك حقيقتهم لأنهم تَعَلموا وعَلِمُوا أن الحياة لا تعنيهم شيءََ و أنت جزء من تلك الحياة، إذا كنت تريد حقا الوصول إلى مبتغاك و أن تصبح سيدا عليهم إحقد و إكره و أمقت و إنتقم .
-إذا مت، فلن يتذكرك أحد بل ستصبح قصة مضحكة يتداولها أحقر الناس من حولك، بل وسوف يتهافتون على ما تركت ورائك، سوف ينسونك في دقائق، ذالك الكلام الذي تسمعه عن الذكرى ليس إلا تفاهة تخرج من أفواه اللصوص ليَصِلوا لمبتغاهم.
-كلمة أحبك التي يتفوه بها صاحبها ليست إلا مفتاح لفتح بابك و وصولهم لمبتغاهم، فكم من حبيب أحب و باع حبه لحب آخر، إذا الحب إذا، أمعنت فيه جدا فهو عبارة عن قطرة حبر أسود داكن على ورقة بيضاء أو أمواج صوتية تخرج من بين أنياب أصحابها.