لا تتركيني ~

475 31 51
                                    

كزهرة تفتحت في الربيع..
تعطي عبقها للجميع..
كزهرة مسحت عن العيون الدموع..
كزهرة الربيع تفتح حبي لك..
____________
___
_

(لاتتركيني)
.
عاد الصوت ليردد صداه ..
شخص في هذا العالم يستنجد بي..
من هو..
من اين..
فقط اسمع صدى صوته..
في مخيلتي..
واحلامي..
كان صوته العميق..
وهدوء..
يجعلك تقع بفضولك..
لطالما رددت عليه..
ولكن لا إجابة..
ربما هو مجرد وهم..
ربما هو من صنع خيالي الخصيب ..
دخلت إلى اعماقي..
إلى خلجات نفسي افكر..
بينما أسير متجه الى وجهتي الأولى..
في صباح ممطر في يوم ربيعي..
رائحة ازهار الكرز تغطي المكان بالفعل..
تضفي إليه جوا رومانسيا مناسبا للعشاق..
اخيرا خطت اقدامي ذلك البناء الأبيض المدعو ب"المشفى"..
هناك حيث ترقد والدتي منذ فترة بسبب مرض برئتيها..
كنت امشي بحذر وأنا ادندن بأغنيتي المفضلة..
رأيت الممرضين وهم يركضون هنا وهناك.. يساعدون الأخرين متى احتاجوا..
دخلت لغرفة والدتي .شعرت بغصة تمزق قلبي.. ابتسمت لي بسعادة
(هل ستبكين كعادتك كالأطفال؟)
قالت لي وهي تفتح ذراعيها
تستقبلني في أحضانها، تنتشلني من هذا العالم المليء بالألم ،هي فحسب منطقة الأمان النسبة لي ،ككل شيء جميل ومريح .
مسحت دموعي التي انسابت على خدي بأطراف أصابعي ،جلست على حافة السرير وأنا غارقة كليا بصوتها ،

(توقفي عن كونك حساسة!، كوني قوية لأجلي)

همهمت بأجل ،اخبرتها كيف يبدو المنزل موحشا وخاليا بدونها وكم أشتاق إليها ، ليست بتلك الفترة الطويلة التي لم أراها هي فحسب 9 ساعات ربما .

نهضت بعد عناق منها لأذهب لثانويتي،اتنفس عبق الزهور ،أدير ناظري من مكان لآخر ،مازال الوقت مبكرا لدخولي المدرسة ،أصدقائي لا وجود لهم،تنهدت قبل دخولي ،لا أثر لوجود أي طالب .

سرت باتجاه خزائن الطلاب ،شدني صوت خافت..
أنين ؟ أنين متألم؟!

أسرعت بخطاي وأنا أفكر بلا شيء ،ذهني خارج نطاق التغطية.

وقفت مترددة وأنا أشاهد شاب ذو شعر بندقي يغمض عينيه بقوة ،يقطب حاجبيه بينما يسعل بين تارة وآخرى..

همس بين أنفاسه المتقطعة حالما لمح وجودي..
(ساعديني)

هززت رأسي عدة مرات وجلست بجواره انتظر ماسيقوله،
أمسكت بيده وحركت أناملي عليها ..

(أخرجي من حقيبتي "سعال" رذاذ ، علبة رذاذ)

$هاد الرذاذ يلي بيستخدموه مرضى الربو مدري شاسمو $

تركت يده وفتح حقيبته السوداء الجلدية ،بحثت حتى وجدتها ناولته اياها ..
بعد لحظات بدأ تدريجيا بالهدوء واستعادة أنفاسه.
(هل أنت بخير؟)
سألته ومازلت أمسك بيده وعيناي معلقة بخاصته، حبات من العرق اللؤلؤي كانت تصنع إكليلا على جبينه العريض،وبعض الدموع متجمعة كحبيبات الألماس بزاوية عيناه ،تتشبث برموش عيناه الطويلة ،اومئ لي بنعم ،لأتنهد وأنا أضع يدي ناحية قلبي ليهدأ.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 18, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مرضى الحب♡ |مكتمل|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن