"هل الأبدُ لم يُخلق لنَا أم الحب تخلى عنَا؟!
إحدى تساؤلاتي يجب أن يكون لها جواب حتمي، إمّا أن القدر رفضنَا أو أنه لم يتقبلنا منذ البداية"
-
"سأستقبل ٢٠١٧ بمُفردي هذه السنة:)"
كآن هذآ مآغرَّد به شيتابُون على برنامجه المُفضل 'التويتر' في تلك الليلة البائسة من السنة الأكثر بُؤسًا بالنسبة له.
لحظآت مرت على تغريدته حتى وصله إشعارٌ يدل على أن صديقه بالبرنامج "تِي وآي" قد ردّ قائلًا:
"아니이이이 I'm here"(💜"
تفاجئ شيتابُون قليلًا ثم أجابه بلطفٍ مُدعيًا أنه أصبح بخير بعد كلامه لكن الحقيقة أن كلمة "بخير" لم يعد لها أي معنى في حياته بعد خسارته لصديقه وحبيبه الوحيد جايهيون الذي تركه بعد سنة ونصف من حب كانا يُمارسانه خلف ستار الصداقة، تركه بمنتصف الطريق دون أي كلمة دون وداع أخير دون أي شيء بهدوء قاتل تمامًا كما بدأه قبل قرابَة السنتين حين كان شيتابُون يمتلك صفحةً عامةً في برنامج 'الفيسبوك'، والتي كانت سببًا في بدءِ فصل
التعارف الذي لم يدم مُطولا بسبب شخصية جايهيون التي اعتاد عليهآ شيتابون بسرعةٍ ليَليه فصل الصداقة وتبادلُ الأغاني، الضحكات والقصص اليومية التي إنتهت بدخولهم فصل الغيرة والعتاب، المشاكل اللَّامُتناهية بسبب أصدقائهم الذين حاولوا جاهدين تخريب علاقتهم بدافع 'الغيرة'، لكنها كانت أقوى منهم، أقوى من تحطُمها بسبب طرف ثالث أو رُبمَا كان هذا مايعتقده كلاهما، فبعد إنقضاء فصول سنة حُبهم، إنقضت معها علاقتهم ورحل الحُب تاركًا خلفه ذلك الفتى الذي وضع كامل إيمانه بهذه العلاقة الوهمية، تاركًا قلبه ينزفُ ألمًا، يعتصر أضلعه مُتوسِلًا إياها أن تُخلصه من كل ذرة حُب ومشاعر بقيت للآخر الذي إعتاد بدوره على وضع صدقهِ كاملًا في علاقتهما، إعتاد الوثوق به والوقوف معه في كل خطوة في حياته، والأهم بالنسبة لشيتابون إعتاد على مناداته 'كوكاييني'، رُبمَا هذه كانت أكثر ذكرى ترسخت في قلبه ولم تزده سوى ألمًا بعد لقائهما الأول، والأخير...
بعد رحيل جايهيون إعتاد شيتابون على العيش في إعصار من المشاعر الهائجة، من الحزن والتشوش في قلبه قبل عقله، في قلبه الذي إغتُصب بوحشية وتُرك داميًا تغطيه جروح الحب..
مرت ٧ أشهر وشيتابون يعيش في هذه الحالة من الإكتئاب دون سماع أي خبر عن الآخر، كان يقضي
أيّامه يتقيء مشاعره على الورق ليقرأها كل أحد دون الذي أراده.
-
كان شيتابون أو 'تين' يقضي مُعظم وقته في التويتر يتعرف على العديد من الأصدقاء لعله يضيع بين زحمتهم وينسى همه، وبالفعل قد دخل في العديد من المحادثات وأصبح صديقًا للكثير لكنّه أيضًا يمر بذلك الوقت حين يُفتح ختم ذكرياته ليكتئب بمفرده مُجددًا، من بين هذه المرات التي مرّ بهذه الحالة كتب على صفحته الخاصة:
"أنَا حزين.."
لم يُولي أحد تغريدته تلك أي إهتمام أو رُبما هذا ماتوقعه هو فقط فبعد بُرهة من الزمن إهتز هاتفه لوصول رد..:
"Why bb?"
في الواقع إهتزاز هاتفه لا يُضاهي أبدًا اهتزاز قلبه في تلك اللحظة، لقد كانت من 'تِي واي'، لم يعلم تين مايجب عليه قوله أو لماذا قد يهتم الآخر أصلا لما لايتجاهله فحسب كما يفعل البقية هو ليس أحد الأصدقاء المُقربين على أي حال؟.
كان هذآ ماحاول تين إقناع نفسه به لكنّه في الواقع مُناقض تمامًا لما كان يشعر به..
هكذا كانت تمضي الأيام، تين يستمر بكتابة أشياء حزينة وتي واي يرد عليها بنيّة التخفيف عن الآخر وجعله يشعر بالأفضل لكن هذآ لم يزده إلا سوءً من جهة، ومن جهة أخرى كان مُفيدًا فقد بدأ يتخلص تدريجيًا من رداء الحزن الذي تلبسه بسبب غياب جايهيون، أمَا من الناحية الأخرى فهذا زاده تعلُقًا وإعجابًا بتي واي الذي لم يَكن ينوي هذآ البتّة.
-
بمرور الأيام والأشهر أصبح تين حرفيًا مهووس بالكامل بتلك الشخصية التي تعرف عليها عبر الأنترنت 'تي واي' الذي يكبره بثلاث سنوات، في الواقع هو كان يعرفه منذ مدة طويلة جدًا عندما تعرف على جايهيون لكنه لم يكن يُعره إهتمامًا وأحيانًا ينسى وجوده في قائمة الأصدقاء لكن مالذي تغير؟! لقد بات يرى فيه النور وهو المتسبب الأوحد في هذا الأمر فقد كان يعامله بلطافة طيل مدة إكتئابه دون معرفة المشكلة حتى، هذا جعل شعور الحب ينمو بداخل قلب تين ويكبر أكثر، جعله يعتقد أنه "الضوء" الذي أخرجه من قوقعة الحزن التي كانت تحيط به..