••
كم هوَ مؤلمٌ غيابُ الحبيب
حين يعتادُ قلبُك على الحُب الذي يكونُ كالمُسكن لأوجاعِك ، ومن دونِهِ تتضاعفُ تِلكَ الآلام غيرَ مُنتقِمةٍ سِوى من شخصِك المجروحالإنتِظارُ صعبٌ يا من لا تعرفون خباياه
خاصةً ترقبُ مجيءٍ مُترنحٍ على حافة العَدَم ، مجيءٌ مشكوكٌ به ، وتكاد أن تـُسلبَ منه هَويته
هوَ أشبهُ بترقبِ هُطول المطر مُنتصف الصيف ، مُستحيلٌ ومُخيبٌ إلى حدٍ كبيرمُتعِبٌ ، ويمتصُ الكثير من قِواك البدنية والذهنية فيُخلفك وهِناً لستَ تقدر على شيءٍ سِوى مُحاولة الثبات
وكلما بيديك الغيرَ قادرتــَين على شيءٍ هوَ التشبثُ بخيطٍ رفيعٍ من الأمل المعدوم ، وأن تصبِّر قلبك بقول
( لعلَّ وعسى )كان اللهُ في عون المُنتظرين !!
•°•°
مضى الوقتُ المُتباطِئُ و"أوريل" تنتظِر محبوبها يومياً بــ"حَلـَقـَةِ الحمائم" كما وعدت
مرت السنة تِلوَ السنة ، حتى وصلت إلى ما يُقاربُ العشرة أعوام ، وتِلكَ ليست بزمنٍ قليلٍ كما هيَ موقِنةوذات صباحٍ تقرفصت لتطعِمَ الحمامات رغيفَ الخبز الإضافي بينما هربت بذِهنِها قليلًا
لقد أُنهكت نفسُها للغاية في إنتظاره
وكم تمنت من أعماقِها أن تصبحَ المسافة التي بينهُما نافِذةً مهما كان حجمُها لتشرِّع أبوابها وتراه كلما اشتاقت إليه !
لن تفتحَ فمها ولو بكلمةٍ واحِدة ، فقط ترغبُ كثيراً برؤيتِهِ وسماع صوتِهِ الذي غدى ذكرى تستوطِنُ مسامِعها بالرغم من أنها حقاً حانِقةٌ عليه لتركِهِ لها طوال تِلكَ المُدةلم تتنبه "أوريل" لأحدهِم يقِفُ على مسافةٍ مُتوسطةٍ منها ليرمِقها بحنينٍ مُتشوقٍ مُغرمٍ بشكلِها البريئ حين تفعل ذلكَ كل صباح
تبسمَ ونبضه يتسارع كذلكَ تنفسه ، وكأنه يخوضُ سِباقاً بينه وبين جياد أنظاره العادِية نحوها كالبرق !لم يتردد وأصدرَ "برياين" صوت تصفيرتِهِ المُميزة ورفعت "أوريل" بصرها تِجاهه بلمحة عينٍ فزادت بسمته العريضة
وقفت "أوريل" برَويةٍ وملامِحَ مُتفاجئةٍ شاحِبة ، لم تعُد تسمعُ هديل الحمائم حولها ولا أي صوتٍ آخر بسببِ فؤادِها الذي يحتفِلُ بنبضاتٍ صاخِبةٍ وصلت بصداها حتى جُوفِ طبلتَي آذانِهاهرولت إليه مُسرعةً لتضمه بصمتٍ فيبادلها هوَ عِناقها المُتلهف ونسَت "أوريل" غضبها عليه لحظة رؤيته !
عبَرت الدقيقة تِلوَ الأُخرى ولم ينتهي هذا الحُضن ، فهذه هيَ طريقتهُما الخاصة في التعبير عن المشاعِر والأحاسيس دونما كلماتنظر "برياين" بوجهها هائماً
: فلنتزوج .فتومئُ "أوريل" مُوافِقةً وأعيُنها مُترقرقةٌ بدموع الفرح
فرحةٌ بعودة محبوبها وفرحةٌ بزفافِها منه أخيراً فقد ترقبت هذا اليوم كثيراً وها قد أتى ليُنهي أتراحها
أنت تقرأ
صفعة نــُكران
Romantikالقصة الفائزة بالمركز الثاني في مسابقة #أفضل_كاتب_عربي_للقصة •• إمرأةٌ تلقت صفعةً أنيقة فبكت فرحاً وامتناناً وظفِرت بجنازةٍ قديرةٍ كتعويضٍ عن الضرر ،، سِحر الحُب المقدَّر مزج خُلاصة "الذهب" بأحجارٍ "صلبةٍ شامخة" وصنع عِقداً غايةً في الجمال ولكن...