لم تتمكن داريا من رؤية الرجل بوضوح بسبب الظلام الشديد الذي يحيط بالمكان فقد اختفى شعاع الضوء كما ظهر فجأة
حاولت داريا أن تتعرف على الرجل القادم إليها في الظلام ، لقد تمكنت من رؤية جسده الرشيق و الطويل و شعره الناعم كسواد الليل حاولت أن تنظر إليه بدقة أكثر في محاولة للتعرف عليه وفجأة قفزت حين سمعت صوتا يقول
-آنستي....
التفتت داريا خلفها لترى راهب يتحدث اليها و مجموعة كبيرة من النساء والرجال يرتدون ملابس من العصور الفيكتورية بحيث يتضح أنهم من الطبقة النبيلة وتحولت ارض المقبرة الى حديقة من الورود السوداء والشيء الذي اثار دهشتها انها تقف على بساط اسود من الحرير يقودها للكنيسة
- ما الذي يحدث هنا !!!
حاولت داريا ان تستوعب ما يحدث حولها وكأنها في حلم غريب ستستيقظ منه عما قريب-أنا أحلم هذه الاشياء ليست حقيقية ...هذا مجرد كابوس
لم يعر الراهب كلامها ايّ اهتمام ولف ذراعيه حول ذراعيها يقودها للكنيسة ، شعرت داريا بالخوف وبدأت تتوسل الراهب أن يتركها تذهب إلى المنزل
- لقد .. لقد قمت بخطأ فادح ... لم يكن لدي اي فكرة لقد ظننتها مجرد...مجرد...
-انهى الراهب كلامها ببرود:
لقد ظننتها مجرد اسطورة او رواية خيالية- نظرت اليه داريا بخوف ويأس:
اجل انه مجرد سوء تفاهم- اسف طفلتي..لكن بمجرد ارتدائك فستان الزفاف ووقوفك تحت هذه الشجرة طوال هذا الوقت فقد قمت باعطائك قسم الزواج والان انت امرأة متزوجة
-رمى الراهب قنبلته ببرود وكأنه يقوم بذلك يومياً
صدمت داريا وبقيت واقفة دون ان تتحرك-إنني في مشكلة....إنني في مشكلة
................................
وقفت داريا وهي تنتظر قدوم جلادها...لا تعلم كيف اوقعت نفسها في هذه المشكلة...ولكنهر تعلم بأنها غير قادرة على الرحيل او الهرب
وفجأة حرك الراهب يده للأعلى لتسمع موسيقى الزفاف ولكنها لا تعلم من اين صوت الموسيقى حيث لا وجود للعازفين !!!!-هي تعلم بأن من العادات ان تعزف الموسيقى والعروس تسير على البساط الاحمر لتتقدم نحو العريس...اما ما يحدث لها فهو العكس تماما...فبعد عزف الموسيقى انحنى الجميع باحترام للرجل الذي يتقدم نحو العروس
حاولت داريا ان ترى شكله بوضوح ولكن الظلام كان يمنعها ، ومع كل خطوة يتقدم نحوها تمكنت من رؤية عينيه العسليتين المغطاة برموش سوداء طويلة وكثيفة ، شعره الاسود الطويل الناعم...واخيرا تمكنت داريا من رؤيته كليا...جسده كتمثال اغريقي رأته مرة عندما زارت اليونان...صلابة وجهه وقساوته جعلته يبدو اكثر وسامة
- لقد كان وسيما جداً ، هذا ما كانت تفكر به داريا...انه اوسم رجل رأته عيناها ، لقد حاولت ان تتوقف عن النظر اليه ولكن عينه كانت قد اسرت عيناها ، وعندما وصل اليها تمكنت من كسر سحره وسلطت انظارها على نقش قبعة الراهب- حاولت ان تقلل من سرعة دقات قلبها ولكن الرجل الذي يقف بجوارها لم يساعدها بتاتاً....فقررت الاستماع الى كلمات الراهب الثرثار ولكنها لم تستطع ان تفهم شيئا فقد كانت منشغلة للتفكير به...اخيراً توقف الراهب عن الثرثرة
-احست داريا بتسارع دقات قلبها وعدم قدرة قدميها على حملها عندما سمعت صوته الموسيقي الحريري الأجش ..حاولت عدم النظر اليه فأعادت نظرها الى قبعة الراهب..لعدم احراج نفسها واحراجه امام الجميع
-أرجوكِ لا تشعري بالقلق والخجل
سمعت داريا صوته في عقلها يحاول ان يطمئنها-سأفعل ما بوسعي لاجعلك سعيدة
سمعت صوته مرة اخرى في عقلها !!!
-أنتِ ملكٌ لي...كلانا ينتمي الى الاخر ، نستطيع سماع افكار بعضنا عزيزتي-اخرج من عقلي !!!
صرخت داريا بصوت عالي
-عزيزة قلبي لا تصرخي وتتصرفي بهذه الطريقة الغاضبة...انك تقلقين نفسك
شعرت داريا بألم في معدتها وخروج قلبها من مكانه عندما لمس بيده ظهرها في حركة حانية لتقليل توترها
-يمكنك أن تقبل عروسك الآن !!!
صرخ الجميع بسعادة وفرح....واقترب الرجل ليقبل شفتي عروسه قبلة رقيقة حانية ، ثم ابتعد عنهر وقال لها بصوته الاجش المليء بالوعود:
-سأكون بالقرب منك دائماً احبك واحميك...لن اجعلك تشعري بالحزن والوحدة ابداً
ثم قبل رأسها بحنان
-سامحيني ...!!!!ٍشعرت داريا بالاحراج عندما قرب شفتيه من عنقها... وفجأة أحست بألم شديد عندما غرز اسنانه بداخلها وبدأت تصرخ بصوت عالي....ابتعد عنها بعد ذلك لترى فمه ملوثاً بدمائها....ولكنها لم تعي لماذا تشعر بالدوار رغم ان الجرح كان بسيطاً فسقطت مغشياً عليها بين يديه......
.......................
انتهى الفصل الاول ✌✌
أنت تقرأ
Princes of darkness
Vampireفي ليلة عيد القديسين ، عندما تقوم فتاة شابة عذراء بارتداء. فستان زفافها تحت شجرة الموت الموجودة في المقبرة ، ليخرج أمير الظلام من عالمة فيتقبل تضحيتها وتصبح زوجة له هذا ما حدث حينما تقرر داريا أن تثبت لصديقاتها أن هذه الاسطورة غير حقيقية...لكن قدر...