كذبة| L I E

2.8K 209 127
                                    

في المرة الأولى التي اِلْتقيت بها فيها، كانت تضرب الصراف الآلي وتلعنه بالفرنسيَّة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

في المرة الأولى التي اِلْتقيت بها فيها، كانت تضرب الصراف الآلي وتلعنه بالفرنسيَّة.

رمقها المارة بنظراتٍ اتهمتها بالجنون لكنها لم تعبَأ بهم بل بدا لي أنها كانت منعزلة في عالمها الخاص، وفي هذا العالم المُغلَق كان الصراف الآليّ هو أسوأ أعدائِها.

علت شفتي ابتسامة صغيرة ثم تقدمت نحوها الخطا لأسألها بالفرنسية إن كان هناك خطب ما.
حدقت بي لثوانٍ كمن يستوعب في أمر خارق للطبيعة وهو في الغالب تحدثي بالفرنسيَّة.

"أجل هناك خطب! هذه الآلة اللعينة أكلت بطاقتي وترفض بصقها مرة أخرى."

نظرت نحوها وقد رفعت حاجبي للأعلى وسرعان ما سقطت في الضحك. كنت أضحك من أعماق معدتي وتبًا أقسم أننيّ لم أضحك هكذا منذ أنْ كنت في الثانويَّة، بالتأكيد لم يعجبها تصرفي هذا وظلت ترمقني من عليائِها بغيظ، فقد كانت ترتدي حذاء ذو كعب عالٍ لابد أنه كلف ثروة وها هي الآلة قد ابتلعت ثروتها وترفض بصقها مجددًا.

فكرت بمَّا سبق لأتمالك نفسي بصعوبة وأمسح بقايا الدموع عن عيني لأقول وأنا أحاول بجهد تهدئة نفسي: "اعذريني ثوان فقط وأقوم بحل مشكلتك فأنا أعرف شخصًا في البنك سيخرج لك بطاقة بديلة خلال ساعة ونصف بالضبط."

رمقتني بنظرات غير مصدقة ولربما ظنت أن هذا المختل يوّد خداعها أو شيء من هذا القبيل ومن باب طمأنتِها أخرجت هاتفي من جيب معطفي الطويل وضغطت على رقم في قائمة الاتصال السريع، ما إن رد صاحبه حتى وضعته على الإسبيكر.

"هاي ويل كيف حالك؟"

توقعت ألا يرد عليّ التحية ولكني قلتها من باب السخريَّة لا غير.

- ماذا تريد هذه المرة؟

لم يحاول حتى إخفاء نبرته الضجرة وهو يحادثني، لهذا ابتسمت بسعادة.

" أجل آآ هناك آنسة هنا.."

صمت فجأة لأقطب حاجبيّ ثم أسألها بعفويَّة: "يا آنسة ماذا كان اسمك؟!"

•How I Met You| كيف اِلْتقيت بك •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن