1

4.9K 63 4
                                    


الفصل الأول

جاءت المكالمة الهاتفية في الساعة العاشرة والربع من صباح الجمعة ، ومضت ثوانٍ قبل ان تستوعب ليزا هزة الفرح التي تملكتها لسماعها صوت كين ومضت عدة ثوانٍ أخرى قبل ان تتذكر انها كانت قد قررت ان تنهي علاقتها معه بشكل أبدي لا رجوع فيه .

لم يكن ذلك لأن كين ماريوت كان سيئاً تماماً ، على العكس ، فقد كانت له صفات كثيرة حسنة ، كان وسيماً للغاية وذا جاذبية خطرة نسفت كل القيم التي عاشت ليزا لها قبل ان تعرفه ، فمع كين بدا لها كل منطق وتعقل لا صلة له بالواقع ، ولكن هذا لم يكن هو لب المشكلة ، وانما هي الطريقة التي كان يعاملها بها .

وأسوأ مافي ذلك هو لا مبالاته بما تفكر أو طريقة تفكيرها وبشكل يوحي بالإزدراء تقريباً ، وكذلك لطريقة تصرفها وكل مايعني لها شيئاً ، كان يفعل مايريد حينما يريد ، اما ما تريد هي فلم يكن له أي اعتبار ، فإذا لم تتفق رغباتها مع رغباته فهناك سوء حظها .

لقد منحت كين ماريوت سنة من عمرها ، وهذا اكثر مما يستوجب تقريرهما مصير حبهما هذا ، والأسوأ من ذلك هو ان بقاءها معه قد حرمها من فرصة التعرف الى شخص أفضل وإنشاء علاقة أسعد تعترف بوجود ناحيتين منها .

ثلاثة أسابيع من الصمت كانت بمثابة القشة الأخيرة التي قصمت ظهر البعير ، كما يقال ، ثلاثة أسابيع طويلة بطيئة مملة مردت دون ان يفكر كين فيها أو يرغب في قضاء عدة دقائق في حديث شخصي معها ، وهذا عيّن يالضبط ماهو موقعها من نفسه وفي حياته ، وكانت هي تدرك سبب كل هذا ، فما دامت لا تمنحه ما يريد ، فهي لا تستحق ، بالنسبة إليه ، ان ينفق وقته عليها .

كل يوم كان يمر دون كلمة من كين ، كان يثبت من عزمها على إنهاء علاقتها به ، حتى الآن عندما تذكر وجودها ، إذا به يتصل بها في أوقات العمل والذي يمنع الحديث بينهما على المستوى الشخصي .

وهذا لا يعني ان كين كان من عادته ان ينغمس في أحاديث شخصية طويلة ، واذا كان سيحدث مثل هذا ، فإن ليزا تعلم جيداً انه لن يكون في الهاتف .

ورغم هذا كله فمجرد سماعها صوته هز قرارها هذا ، فكل المنطق الذي في العالم لم يستطع ان يلغي حقيقة ان كين قد جعلها تشعر بنفسها وانسانة غير عادية كما لم يفعل ذلك رجل من قبل ، وبينما كان ذهنها يتخبط بين الأسباب التي تجعلها تطلب منه ان يغرب عن وجهها ولو إلى الجحيم ، إذا بكل عصب في جسدها يتوتر ، منتظراً أن تراه مرة أخرى .

وكان هو يقول :" اعتقد ان كل شيء سينتهي هنا عصر هذا اليوم ، يا ليزا." وكان التعب يبدو في صوته ، ثم تابع يقول :" ان بإمكاننا ان نمضي طوال العطلة الاسبوعية معاً ، انني غير واثق بعد من موعد الطائرة التي سأستقلها من ملبورن ، ولهذا اظن من الأفضل ان نجتمع في شقتي ."

* ~*~ النمر المخملي ~*~*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن