5

2K 29 0
                                    


الفصل الخامس

عبست ليزا في صورتها في مرآة خزانة الثياب التي امامها ، لقد قال لها كين انها جميلة جداً وبالغة الأنوثة ولوت شفتيها . من المؤكد انها لا تبدو صبيانية الشكل ، وتساءلت عما إذا كان كين يكلف نفسه عناء إلقاء نظرة عليها لو انها لم تكن جميلة .

أخذت تجيل نظراتها في غرفة النوم هذه ، كانت الملآات واكياس الوسائد من قماش الساتين احمر اللون . اما اللحاف فكانت الوانه مختلطة ما بين الأخضر البحري والأصفر و البنفسجي والقرمزي والأزرق ... ثم الأحمر، وكانت السجادة ملائمة لذلك جداً بلونها الأخضر القاتم ، كما كان التلفيزيون أسود اللون .

وتأوهت ليزا ، هناك شيء واحد يمكن ان يقال بالنسبة إلى كين ، وهو انه ليس من صفاته الضعف أو التردد أو انعدام الحيوية ، خصوصاً عند صنع قراراته ، ولا ي ذوقه في ديكور المنزل ، فحيويته تلمس كل شيء ، وعلى ليزا ان تعترف بأنها في وجوده ، تشعر بالحيوية أكثر من أي وقت آخر في حياتها ، أو مع أي شخص آخر ، وانتاولت معطفها المنزلي الحريري الليلكي اللون تضعه على جسمها ، ومن ثم خرجت من الغرفة .

لم يسمعها تهبط السلم ، فالسجادة السميكة كانت تمتص صوت وقع خطواتها ، وقفت ليزا عند العتبة بين المطبخ وغرفة الطعام واخذت تراقبه ، محاولة ان تكتشف شخصيته الحقيقية .

صفق باب الثلاجة بعد ان اخرج منها بعض اللحم المثلج وألقى به على الحوض ، ثم اتبعه بشيء من الخضر و البصل ، ثم اقفل درج الثلاجة برفسة من قدمه وكذلك باب الثلاجة ليلقي بعد ذلك بالخضر في الحوض أيضاً ، فقد كان من عادة كين تقشير البصل تحت الماء المتدفق .

كانت كل حركة منه تشير إلى توتره . لم تكن الأمور تسير على مايرام اثناء عطلة الأسبوع هذه ، وكان واضحاً انه يرغب في عودة حلوته الناعمة الرقيقة ليزا ، وليست هذه المرأة السليطة اللسان والتي كانت تفسد كل شيء.

كان يبدو متعباً للغاية ، فقد كانت عيناه غائرتين ، كما كان الخطان حول فمه أعمق من العادة ، كان عمل كين شاقاً مجهداً ، فقد كان يدير اعماله وحده تقريباً ، ولا شك ان الأسابيع الثلاثة الأخيرة كانت ثقيلة عليه ، لابد انه لا يشعر برغبة في الطهي والذي يدفعه إليه إما الجوع الشديد أو الكبرياء ، أو ليتباهى بذلك امامها ، أو الثلاثة اسباب معاً .

سألها دون اكتراث :" هل يكفي اللحم ، أم اصنع لك شيئاً آخر ؟"

لم تستطع ان تحتمل مثل هذا الوضع ، ربما عليها ان تذهب الآن ... ولكنها كانت وعدته بأن تمضي معه العطلة الأسبوعية .

قالت له :" لماذا لا نذهب إلى مطعم ليشيو ؟ فهو قريب من هنا ، وأنت دوماً تحب الطعام الذي يقدمه ."

كان هذا الطعم الايطالي مفضلاً لديه . ربما بإمكانهما ان يسترخيا هناك امام وجبة فاخرة ، وقد يريحهما المشي في برودة الليل من هذا التوتر المسيطر عليهما . شعرت بالإرتياح وهي ترى موافقة كين على ذلك .

* ~*~ النمر المخملي ~*~*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن