ممر مظلم

156 9 5
                                    

كانت هوتارو قد دخلت غرفتها وتختبئ في إحدى زوايا الغرفه بين خزانة ملابسها والجدار وهي تضم ساقيها لصدرها وتخبئ رأسها بينهما سمعت صوت الباب يُفتح وخطوات أحدهم، إنها تقترب أكثر فأكثر، ضمت نفسها أكثر وهي ترتجف من الخوف وتحبس شهقاتها

~~~

فتحت عينيها على مصرعيهما وتجمدت وهي تشعر به يقف أمامها بل وتسمع شيئاً ما يقطر على الأرض، ما إن تخيلت أنها دماء والدتها تقطر من سيفه حتى بدأت تبكي بشدة

"ارفعي رأسكِ حالاً" قالها آسـو بحدة وهو ينظر إليها بخبثرفعت رأسها ببطئ والدموع قد اتخذت مجراها على خديها المحمرّين بشدة باااارد جداً، كان نصل السيف الذي على جانب عنقها الأيسر بارد جداً ابتسم بخبث وقال "هل أنتِ خائفة؟!"
حركت رأسها من بين شهقات بكاءها وأمأت بــ نعم

أبعد السيف عنها وأمسك بشعرها وأخذ يجرها معه بشده وبلا رحمة خرجا من المنزل وهو لا يزال يجرها خلفه من شعرها الطويل ثم ألقى بها على جثة والدتها صرخت وأخذت تضرب وجه أمها الملطخ بالدماء وتصيح، فقد شُل لسانها تماماً ولم تعد تقوى على الكلام جلس من خلفها وأمسك بشعرها من جديد وسحبها نحوه وقال بحدة "هكذا يجب أن تري والدتك، هكذا يجب أن تريها حتى يمتلأ قلبكِ بالحقد والكراهية، فالتشتعلي غيظاً وغضباً يافتاة"
تركها و وقف من جديد ثم أخرج سيفه ورفعه ليضرب به جثة هانا
"لااااااااااااااااااااااااا أرجوكَ لا، توقف ما الذي تفعله ..."لم تكمل جملتها وقد ضرب بالسيف على عنق هانا، فانفصل رأسها عن جسدها وبدأ الدم يتدفق بشكل أكبر، وقد أصبح ثوب هارو الأبيض يقطر سائلاً أحمر لكثرت الدماء التي تدفقت من جسد هانا، كانت تنظر إلى هذا المنظر الفظيع والمثير للشمئزاز وعيناها تذرفان الدموع دون أن تشعر حتى ندت منها صرخة مدوية سقطت إثرها على الأرض.
أنها والدتها، جزء من روحها تموت أمامها وتتقطع هكذا وبكل بساطة
 ظلام دامس لم تعد ترى شيئاً، وقعت على الأرض مغشياً عليها لكن عيناها مفتوحتان، وتراقبان دماء والدتها المتدفقة

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد 19 سنة بورنمث مقاطعة دورست جنوب بريطانيا

  ~~~

(ترررررررررررررررن)رن منبه الساعة السابعة و النصف صباحاً، في تلك الغرفة الكئيبة ذات اللون الرمادي القاتم أخرج يده من أسفل البطانية ثم أخذ المنبه وقذف به على الأرض وعاد ليكمل نومه مرت عدة ثوان حتى أبعد الغطاء عن وجهه ببطئ و نظر للنافذة كانت الشمس مشرقة، وقد تخللت أشعتها إلى الغرفه من وراء الستار الشفاف أغمض عينيه وعقد حاجبيه بانزعاج ثم أزاح الغطاء عنه و نهض..

 كان يرتدي سروال فضفاض ذو لون أسود، وقميص بلا أكمام بلون أبيض وقف و اتجه للحمام ثم دخل ليستحم أمسك بالقميص على وشك خلعه لكنه توقف وظل يحدق بنفسه في المرآة شعر برغبة في تحطيمها بقبضته لكنه أقلع عن هذه الفكرة مرت عدة دقائق حتى خرج من الحمام كان يرتدي زي المدرسة ومنشفة بيضاء حول رقبته قميص أبيض أزراره العلوية مفتوحة، وسترة سوداء اللون تركها دون أن يغلق أزرارها بالكامل، و عليها شعار المدرسة من اليسار و ربطة عنق ذات لون أحمر قاتم جعلها مرتخية حول عنقه وبنطال أسود كان الزي رائعاً لكن طريقة ارتداء ذاك الشاب له جعلته يبدو مهملاً

من أنتَ ؟ | ? Who Are Youحيث تعيش القصص. اكتشف الآن