الفصل السادس عشر

1.7K 94 6
                                    

بينما بدأت الشمس تتلاشى في الأفق بدا الظلام القرمزي المتداخل مع اللون الأزرق كأنه يغلف هذا الكون, بدأ تور بالمشي مع ريس و أوكونور و إيلدين نزولاً على الدرب الذي يؤدي إلى داخل الغابة في براري ويلدز. لم يقف تور على أيّ حافةٍ في حياته من قبل. الآن أصبحوا أربعتهم فقط, إيريك بقي بجانب المخيم, وعلى الرغم من المشاحنات التي بينهم, أحس تور أنهم بحاجة إلى بعضهم البعض أكثر من أيّ وقت مضى. كان عليهم الاعتماد على نفسهم, بدون إيريك. قبل أن يفترقوا أخبرهم إيريك بأنه ليس هناك حاجةٌ للقلق وأنه سوف يبقى في المركز وسيسمع نداءهم إذا احتاجوا إليه وسيكون هناك.

هذا أعطى تور بعض الثقة الآن.

بينما كانت الغابة تحاصرهم, بدأ تور بالنظر حوله إلى هذا المكان الغريب, أرض الغابة مغطاةٌ بالشوك وبالفواكه الغريبة. كانت فروع العديد من الأشجار متداخلة مع بعضها وقديمةً جداً, وكانت هذه الأشجار تلمس بعضها البعض وقريبةً جداً من بعضها لذلك اضطر تور في كثير من الأحيان إلى الانحناء لتجنبها. كان لديهم في المكان الشوك بدلاً من أوراق الأشجار وكان يوجد في كلِّ مكان. كانت النباتات المعترشة متدليّةً في المكان, وارتكب تور خطأً عندما حاول أن يبعد إحدى العروش المتدلية أمام وجهه, فقد اكتشف أنّ ذلك ثعبان وليس نبات. عندها صاح تور عالياً وقفز من المكان في الوقت المناسب.

توقع تور من الآخرين أن يضحكوا عليه, ولكنهم أيضاً كانوا متأثرين بخوفهم. كلّ ما كان حولهم هو ضوضاءٌ الحيوانات الغريبة. بعض الأصوات كان منخفضةً ومبحوحاً, وبعضها كان عالي النبرة ويشبه الصياح. بعضها كان صدىً متردداً من بعيد وبعضها الآخر بدا قريباً بالتأكيد. جاء الشفق سريعاً بينما كانوا جميعاً قد توجهوا عميقاً داخل الغابة. شعر تور أنّهم من الممكن أن يصبحوا كميناً سهلاً بأي لحظة.  وبينما كانت السماء تصبح مظلمة, أصبح تور يجد صعوبة في الرؤية, حتى في رؤية  رفاقه. أحكم تور قبضته على السيف حتى ابيضت أصابعه, بينما كان يمسك مقلاعه بيده الأخرى. والفتية الآخرين فعلوا ذلك ايضاً.

أراد تور أن يكون قوياً وشجاعاً وواثقاً بنفسه, كما يجب أن يكون الفارس الحقيقي, وكما أمره إيريك أن يكون. كان يفضّل الموت الآن على أن يعيش بقية حياته يواجه الخوف دائماً. رفع تور رأسه وسار بجرأةٍ إلى الأمام, وقام أيضاً بزيادة سرعة سيره ومضى أمام البقية ببضعة أمتار. كان قلبه يخفق بشدّة ولكنه شعر كما لو أنه يواجه مشاعره.

"من أجل ماذا نقوم بالدرويات بالتحديد؟" سأل تور.

حالما قال ذلك, شعر أنّه من الممكن أن يكون سؤالاً غبياً وتوقع أن يسخر منه إيلدين على الفور.

ولكن لم يقابل شعوره هذا سوى الصمت. ألقى نظرةً على البقية ورأى لمعان عينيّ إيلدين وأدرك أنه خائفٌ أكثر. هذا أعطى تور على الأقل بعض الثقة. كان تور أصغر منه حجماً وسناً ومع ذلك لم يستسلم لخوفه.

السعي من اجل البطوله ( من سلسلة طوق الساحر للمؤلف مورغان رايس )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن