الفصل الثالث والعشرون

1.4K 76 0
                                    

فتح ماكجيل عينيه وهو عاري الثياب, مستيقظاً على طرق عنيفٍ على الباب وتمنى على الفور لو أنّه لم يستيقظ بهذه الطريقة. كان رأسه يؤلمه بشدّة وأشعة الشمس المزعجة تنحدر على وجهه عبر نافذة القلعة المفتوحة, ثمّ أحس بوجهه الذي كان مغروساً داخل غطاءه المصنوع من جلد الغنم. كان يحاول تذكر ما حصل بارتباك, لقد كان في البيت في قلعته, وحاول أن يستجمع في ذاكرته ما حصل الليلة السابقة. لقد كان يتذكر الصيد وذهابهم إلى الحانة بعده, ثمّ الشرب كثيراً. وبطريقةٍ ما عاد إلى هنا.

ألقى نظرةً في المكان ورأى زوجته الملكة وهي نائمةٌ بجانبه تحت غطاء السرير وتستيقظ ببطء.

جاء صوت طرق الباب مرةً أخرى, صوت صفق مطرقة الباب الفظيع.

"من يمكن أن يكون؟" سألته الملكة وهي منزعجة.

تساءل ماكجيل عن نفس الشيء. ثمّ تذكر على وجه التحديد تنبيهه للحراس ألّا يقوموا بإيقاذه وخصوصاً بعد الصيد. سيدفعون ثمناً باهظاً لفعلتهم هذه.

ربما كان المسؤول المالي الخاص به من أجل مسألةٍ ماليةٍ أخرى.

"أوقفوا هذا الضجيج اللعين!" صاح ماكجيل أخيراً وهو يجلس على طرف السرير ويسند مرفقيه على ركبتيه واضعاً إحدى يديه على رأسه. مرّر يديه على شعره ولحيته الغير مغسولة ثمّ على وجهه محاولاً إيقاظ نفسه. الصيد والشرب كان قد أثّر كثيراً فيه, فهو لم يكن نشيطاً كالمعتاد. لقد أثرت السنوات الطويلة عليه كثيراً, لقد كان مستنفذ القوى. وفي هذه اللحظة قرر أنّه لن يشرب مرةً أخرى.

وبجهد كبير استطاع أن يدفع نفسه ويقف على قدميه مرتدياً عباءته فقط. مشى في الغرفة بسرعة بقدميه المثقلتين و وصل إلى الباب أخيراً أمسك بمقبض الباب وفتحه إلى الخلف.

كان يقف هناك قائد الجند الأكبر, بروميتش, ويحيط به اثنان من مساعديه. حنى الجنود رؤوسهم احتراماً له ولكن القائد ظلّ يحدق بوجهه وتعلو وجهه نظرةٌ كئيبة, كان ماكجيل يكره أن يرى هذه النظرة على وجهه فذلك يعني دائماً أخباراً سيئة. كانت هذه اللحظة تشبه اللحظة التي يكرهها عندما أخبروه أنّه أصبح الملك. لقد تذّكر اليوم الرائع الذي قضاه بالأمس في الصيد, لقد ذكّره ذلك بأيام شبابه عندما كان صغيراً وخالياً من الهموم, وخصوصاً عندما قضى الليلة الماضية بعيداً في الحانة. والآن استيقظ بهذه الطريقة الفظّة, لقد أذهب ذلك من عقله كل الأشياء الرائعة التي حصلت البارحة.

"مولاي, أنا أعتذر لإيقاظك بهذه الطريقة," قال بروميتش.

"يجب عليك أن تعتذر, يفضّل أن يكون الأمر مهماً." صاح ماكجيل بغضب.

السعي من اجل البطوله ( من سلسلة طوق الساحر للمؤلف مورغان رايس )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن