فتاة،لا بل طفلة .
لم يتعدى عمرها السبع سنوات تهرب من بيتها من وراء امها و اخواتها،ترمح بعيدا بسرعة شديدة حتى تساوت مع تلك المظاهرة حيث تجمع سيدات فلسطين فقط و امامهم ببضعة امتار مظاهرة الرجال.
نكزت تلك الفتاة بخفة فتاة أخرى قد تبلغ الثامنة عشر من عمرها،التفتت الفتاة لها.
"احمليني"قالت الفتاة الصغير لتومئ لها و تحملها حيث تجلس بمؤخرتها على كتفاها.
"نموت نموت و تحيا فلسطين"اخذت تهتف الصغيرة ليهتف ورائها السيدات.
"يا فلسطين نحن معك ليوم الدين"هتفت مرة أخرى تليها صيحات الرجال الذين هاجموا الضباط الاسرائليين بتلك الصخور الضعيفة امام أسلحتهم و مدافعهم الساحقة.
اخذت السيدات تفعل المثل،بينما نزلت تلك الفتاة و ركضت بأتجاه المستعمرة الذي يقتنها الاسرائليين و كان لا يقف أمامها الا ضابط واحدا منهم.
"ابتعدي"قال الضابط لها و رفع بندقيته اتجاهاها.
"الله يطلق لعنته عليكم ايها الشياطين"صاحت بثقة بوجهه ليصرخ بها"سأقتلك إن لم ترحلي.
"انتم قتلة على اي حال،سيأتي اليوم الذي سأقتلكم جميعكم بيدي تلك"صاحت بصوتها الطفولي.
عمر الضابط بندقيته و كاد يطلق عليها الرصاص على الفتاة التي تقف بكل ثقة امامه و بدون خوف حتى اتت فتاة من وراء الضابط.
"عمي"صاحت الفتاة ثم أكملت"توقف لا تقتلها".
"انها من الاعداء يجب أن تموت"قال و ركز السلاح أمامها مرة أخرى.
"و انا قلت لا،سأخبر ابي بأنك كدت تقتل امي"صاحت بتحذير لينظر للفتاة الفلسطينية بحقد ثم ابتعد عنهما.
"مرحبا"قالت الفتاة من المستعمرة بأبتسامة لتنظر لها الاخرى بغضب"لا تحادثيني انتي مثلك مثلهم إسرائيلية لعينة سينتقم الله منك".
"لا اقبل منك ذلك ثم انني يهودية لا اقبل تلقيبي بالاسرائيلية ليس لدي ذنب انهم اخذوني رغما عني من وطني"قالت فتاة المستعمرة بغضب لتنظر لها الاخرى بشك ثم لانت ملامحها .
"آبرا"قالت الفتاة الفلسطينية معلنة عن اسمها لتنطق الاخرى بأبتسامة"راشيل".
دور صوت طلقات الرصاص بصوت اعلى و اقرب"هيا هيا اهربي سريعا"قالت راشيل لتهرب آبرا بخوف عائدة لمنزلها سريعا و هي مغطاة بالأتربة و تمسك بيدها علم بلدها العزيزة فلسطين،بينما اتجهت راشيل لخيمة والدتها سريعا بسبب اقتراب الطلقات و اندفاع الأهالي الفلسطينية.
دخلت آبرا منزلها لتنهض والدتها بقلق سريعا نحوها.
"اين كنتي آبرا؟!"صاحت والدتها بغضب مصطنع حتى تخفي قلقها عليها.
"كنت بالمظاهرة"قالت بقوة .
"الا تفهمين قد يقتلوك و افقدك"قالت الام بقلق لتقول البنت بقوة"على الاقل سأموت فداء الوطن".
"شون تعال و تكلم مع اختك تلك"صاحت الام و رحلت ليأتي شون ذا السبعة عشر عام.
"لما تفعلين ذلك آبرا،نحن نخاف عليك كثيرا انتي صغيرة ايضا جدا،حتى انا الرجل لم افعلها اتعلم لما؟!لأنني اخاف ان اتركك انتي و امي بدون مأوى"قال شون بحنان و انخفض لمستوى آبرا.
"لقد قتلوا ابي و لن استسلم"
"جهز جنودنا البريطانيين لمساعدة الجنود الإسرائيليين"