انطلق صوت عواء مخيف تقشعر له الابدان خوفا معه انطلقت سمفونية الارواح الغاضبة و الاشباح الشريرة معلنة معها فتح باب الظلام و قدوم رفيق جديد
لكن هذا القادم لم يستطع سماعهم للأسف ولم يعلم بوجودهم حتى , بعد مرور مدة طويلة فتح عينيه ببطئ ونهض من تلك الارضية الباردة لكنه رغم ذلك لم يشعر باي برد لأنه بدأ يسترجع نفسه شيئا فشيئا و بدأت عينيه تسترجعان بريقهما لكنه لم يستطع أن يرى شيئا بسبب الظلام الشديد
و لم تكن لديه الفرصة في الاستمتاع بسكينته فقدت هاجمته رائحة عفنة رائحة قوية لم يشم في حياته قط مثلها ,رائحة الموت رائحة كئيبة لا يستطيع ان يصفها احس بغثيان شديد لكنه قاومه و حاول معرفة المكان الذي فيه وكيف وصل اليه
اخر ما يتذكره هو أكله العشاء مع عائلته و الذهاب للنوم , هل تم اختطافه لكن ما الذي سيستفيده شخص ما من اختطاف شخصية تافهة مثله حتى المتسولين عندما يرونه في الشارع لا يرمقونه بنظرة بل احيانا يعتبرونه من صنفهم فهو مجرد طالب بسيط من اسرة بسيطة يتقاتل مع الحياة
حاول طرد تلك الافكار من راسه و التركيز في المهم فليس المهم الان يعرف كيف وصل بل يعرف أين هو و محاولة الخروج و ظن انه في غرفة مغلقة بسبب الظلام الشديد لكن سرعان ما ضحضت شكوكه بسبب سطوع ضوء عليه و عندما رفع رأسه الى السماء صدم بقمر عملاق لا يدري اين كان يختبئ طول الوقت لكن ضوءه ساعده على رؤية مكانه
يبدو انه في بين جدارين عملاقين يفصل بينهما مسافة 4 أمتار يشكلان رواق طويل لا يستطيع رؤية اخره
رجع الى سؤاله كيف وصل الى هنا لكن يبدوا ان هذا سيظل لغزا حاليا
هل هو مقلب بمجرد تفكيره في هذا اصبح قلبه مليئا بالأمل و التوقعات حاول لمس الجدار و ضربه لكنه صلب جدا و لا يمكن أن يكون خشب او حائطا مزيفا
بدأت تنزل معنوياته لكنه امسك أمله متشبتا به و جرى و ظل يجري متطلعا ان يكون هناك مخرج لكن الواقع المرير كان هو الأمواج التي تجرف معها كل شئ
و مازالت تبدوا نهاية الرواق طويلة أتته رغبة في البكاء الشديد لكنه تحملها و اكمل طريقه فلا جدوى للبكاء و الجلوس الان فلا شئ غير التحرك يجدي في مثل هذه الحالة
رغم ان اغلب الناس كانوا ليبدوا بالبكاء و يرثوا مصيرهم لكنه مختلف فبسبب عيشه في عائلة فقيرة فهو متعود على مصائب و تحديات القدر و بسبب هذا رغم المشاكل التي كانت في محيطه لم يلجأ مرة للهروب و بسبب هذا وصل الى ما وصل اليه اليوم طالب جامعي بنتيجة متميزة , لكن كل احلامه غسلها هذا المكان الغريب فرغم امتلاكه لارادة حديدية
لكن يبدو انها لن تتجاوز الحدود البشرية فصانع هذا المكان يبدوا انه صنع المكان لتحطيم كل شئ
و كيف لا يصاب بانهيار عصبي بعد ان وجد الطريق تتفرع الى اثنين بعد مشيه لمدة طويلة فرغم عدم امتلاكه وسيلة لتحديد الوقت لكنه حدد الوقت الذي قضاه في البحت نصف يوم , فقط كم هي مساحة المكان ؟
لكنه قاوم, اختار أحد المسارين و أكمل مسيره لكنه صدم مجددا و هذه المرة بمسارات اكثر
في تلك اللحظة لم يستطع البقاء على حاله انهار في اللآرض و بدأ بالبكاء الصراخ كالأحمق ,و بعد مدة استطاع الهدوء فيبدو ان البكاء قد اراحه و بدأ محاولة تحليل الوضع مجددا يبدوا ان هذا المكان أشبه بالمتاهة و يبدوا ان الطريق ستتفرع مجددا
لا بد ان هناك علامات تقوده للمخرج فنهض يفحص جدران المسارات لكنه لم يستطع ايجاد اي شئ بسبب الظلام و عدم وضوح الرؤية بسبب الضوء القليل وفور تذكره الظلام صعق و فتح فمه كأحمق
بعد قضاءه مدة طويلة في المشي لم يكن لديه احساس بالوقت لكن رغم ذلك يجب ان تظهر الشمس الان و نورها لكنه يبدوا حلما هو ايضا فالقمر لم يتزحزح من مكانه و الظلام مازال على حاله يبدو ان هذا المكان يحمل غرائب وألغاز اكتر مما كان يظن
و بالحديت عن الغرائب لماذا لا يحس بالجوع و العطش وحتى التعب رغم قيامه بمجهود بدني ؟ و لا يحس ايضا بأي لا برودة او سخونة يحس فقط بكابته غير هذا لا يحس بأي شئ كأن الزمن متوقف
هل انا ميت ؟ عندما وصل الى هذا بدأ يرتعد و يهتز و لم تعد رجلاه تستطيعان تحمله فسقط مجددا
هل هذا هو الجحيم هل هذه حياة ما بعد الموت كلها اسئلة راودت دهنه لم يحتمل التفكير فيها و حمل يده الى صدره ليبحت عن نبض لكنه لم يسمع أي شئ بقي يحاول مذهولا و مصعوقا لم يتقبل الحقيقة و بدأ يضرب جسده كالمجنون
أنت تقرأ
الهاوية
Fantasyالصراع بين الخير و الشر, بين العدل و الظلم , بين الأمل و اليأس كلها اوجه لعملة واحدة لكن في الاخير لا شئ واحد يهم غير النجاة