وحيدٌ يقف ببنيته الهشة الصغيرة أمامه.
حرقة عميقة اجتاحت صدره الهضيم.
ها قد أضحى من المنسيين، من زمن العابرين.
طفل لم يتجاوز العاشرة من السنين.يقف بصمت أمام من بقي له في هذا الجحيم،
ينتظر منه كلمة، حرفا أو حتى أنين،
لكن هيهات، هيهات لمن عثى عليه الزمن ومحق أثمن ما يحمله عابر السبيل في رحلة الحياة.هيهات لمن فنيت كل ذكرياته، بهيجة كانت أو شقية، لمن جعله من الناسين، من المغيبين.
نسي أفراحه وأحزانه، نسي همومه وأشغاله، حتى أنه نسي جيرانه وأحبابه.
ليبقى خرفاً. كل مايهتم له فقط هي تلك البالية بين يديه المجعدتين، قبعة عثى عليها الزمن كما فعل بصاحبها..تأمله الصبي بوحدة قارسة جمدت عروق روحه المنكسرة بخيبة. هو يزوره كل يوم لكنه أبداً لم يسده اهتماماً، كل ما تركز عليه عسليتي هذا الأشيب هي تلك القبعة.
يلاطفها، ينظفها، يحاورها، يتأملها، يبتسم لها!
وكل ذلك يجري أمام غيرة تولدت في قلب يتيم سرقت قبعة مهترئة قلب جده الناسي، لتغرورق عيني هذا الطفل بدموع مالحات وقد كره تلك القبعة..
كره اهمال جده له، كره وحدته الباردة، كره كل شيء.
غيرته أضحت أكبر من قبل، تلك القبعة تأخذ كل اهتمام عائلته الوحيدة وتصرفه عنه ليبقى هو وحيدا كسراب منعدم الوجود، تألم قلبه وضاق صدره لتستنطق كرزيتاه بصوت متحشرج محقون بغصة وقد وتمنى من أعماق روحه :
"ياليتني كنت قبعة.."
________________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بإذن الله سأشارك بهذه في مسابقة ماذا لو؟| المرحلة الثالثة لAyham_asha عوضا عن قصة [أنصت إلي] لأن الأخيرة معقدة قليلا وتحتاج وقتا طويلا لن يكفيها بضعة أيام .[بيلي] ستكون فصلا واحدا فقط -ون شوت-
قراءة ممتعة 🌟
وبالتوفيق للجميع❤
RawanAlfar
أنت تقرأ
بيلي || Billy
Short Story"ياليتني كنت قبعة..". هذه كانت أمنية بيلي حفيد صانع القبعات الخرف، فهل ستتحقق له؟ #ملاحظة: الون شوت خاصة بالمتابعين، قم بعمل متابعة واستمتع بمزيج ساحر من الفنتازيا و التراجيديا معا.. 《#8 في التصنيف التراجيدي. الموافق 10 أغسطس 2018》 قصة خيالية أقدمها...