I

8.1K 461 71
                                    




















كوِبّ من الشاي الساخنْ يّتُوِسط كفُه المختُلَجَه. حدقتيهِ كانتا متُمركزتان نحو التلفاز، يشاهدُ الاخبار المملةِ.

أعتقَد أن والدُه سيّكوِن كالعادة في دار القَمار يقَوم بّـ تبذير المالِ ليعود للمنزلِ مُفُلساً.

ٱلمنزل كان هادئ, معَتُمٌ, ضوء التلفاز كان الشيء ألوحيد الذي أَبلَجَ بشرة الشاب الشاحبةِ.

" أحرقَت النيران المبنى كُلياً, مما أسفر عن أصِابة ستين شخصاً وِمقَتُل عشرين ٱخرين ،المجرم لا يزالُ حياً، يخطط لهدفُه التالي, الشّرطة تُبّذل قَصِارى جَهدُها لإيجَاد أي شئ يتُعلقَ به." 

شَفتاهُ تقَسمت قليلاً لـ بيتسم بـالذاعة, قَهقَهة وِجدت مخرجاً من بَينْ شفتيهِ الكرزيّة.

كان سيهون أحد زملائهِ في المدرسة، شابٌ رَزِيّن لم يكن احد يّعرفُ عَنهُ الكثيرّ, لوهان كان قريباً من اصدقائهِ وِحسب, وِمع ذلك, هو لم يفشل في مُلاحظة نظرات ألشابِ نحوهُ, ولكن هو لم يعر أي اهتمام لـ هذِهِ التَحديقاتِ في الماضي وِالان بات يفُكر فِيها وِبـ دقائق التيّ كّانْ يُبددُها سيهون في مراقبتهِ.

وِتسائل عما إذا سيكونُ هدفَ سيهون ألتالي. المجرم قد يَقَتُل بلا سبب ،وذَلِك لان أغلب ألمجرمينْ يّقَتُلون للتسلية فقَط وِيّجَدُوِنها كـ ٱلهوِايّة, اوِ لعبّة و لوهان حاول أن لا يوِقَع نَفسَهُ بّـ خطر قَدُر الإمكان. الشوارع لم تعد مكاناً ٱمناً للعبّوِر بعد ألان. هناك أحد هوِلاء مجَرميّن مطلوِبين والمعروفِ بـ ّهم في جَميّع ٱنحاء العالمِ, وهو بّطريقَهِ لتدميّر الامة. لوهان كان خائِفاً على حياتهِ ,حياة عشيقَهِ وربما حياةُ وِالدهِ المتُرنح الذي لا يّملك احدٌ غيره.





وِ بّـ حلوِل الصِبّاح, أصِوِاتُ الطيّوِر وِهيّ تُرّنمم كانت الوِحيّدة في مسمعه , بلجَة الصِباح تتسلل خلال ثقَوِب الستائر الضَئِيلة في الحجَرَة الخاصِةِ بّه.

لوِهان استغرقَ وِقَتاً لـ اخراجَ الاطعمة من الثلاجَة لـ يّصِنع لنفسه وِلوِالدهِ الغاف الافطار, على رغم ان رجَلٌ في الخمسيّناتِ من عمرهِ، هو لن يّستُيّقَظ حتى وِقَت الظهيّرةِ.



قام لوِهان بّـ وِضع الصِحوِن فُوِقَ ٱلمنضدةِ الخشبية لـ يأخذ مقَعدۂُ بـ صِمت. لايزال لدُيه بعض الوِقت حتى بدء عمله في المقَهى لـ ذا هوِ بّـدأ بّنتاول الطعام بـ طمَأْنينة, وفُجَاءة التفكيّر بّوِالدُتهِ الراحلة وِجَدت طريقَاً لـ عقَله, أبتسٱمةٌ رُسمت على شفتهِ. تمتمَ
, " افتُقَدُها ".

" افتُقَدُها كثيّرٱً ".

لم يّستطع أحدٌ ٱلامساك بّـ الشّخصِ الذيّ نهب حياة وِالدة لوِهان, هم أكدُو أن القَاتل قام بّـ الانتحار والبعض قَال انه كان ثملاً في ذاك ٱلوِقت. وِلكن الجَزء الذيّ تُوِفى حقاً بعد رحيلها كان قلبُ الشاب الصِغير. فـ هوِ لم يستطع إيجاد القَاتل وِ وِالده لم يكلف عناء البحث مُطلقَاً غير ِتبذير كُل ما تركت وِالدةُ الشاب في دار القَمار, الحانات, وِنوِداُيّ التعريّ للحصِوِل على بعض العاهرات المتُعطشّاتِ للمال حوِله.


مرت دقائق كثيرة ولوهان غارقٌ بـ تفكير, أنتهد بعدها وأكمل تناول الطعام. عمله ُالجَزئيّ لم يكن ذوِ اهميّه وِلكن كافياً لـ سدُ ٱحتُيّاجَاتهِ اليوِميّة, على رُغم عمله فيّ مقَهى فـ هو يحصِل على المال ٱيضا من عشيقَهِ الثريّ, ذاتُ الشخصّ الذيّ لايزالُ يواعدهُ لسنينْ. رغم كون لوِهان على علم بـ ما يّحدُث مع ٱلاخر بغيابهِ,  هو لاحظ علامات القَبل, وِلم يُغفل عنه الروِائح الغريبة العالقَة بهِ. قَلبةُ لم يتحمل ذلك حتى وِبّعد ترك والدته له, اصِبّح الامر اصِعبّ. لم يتبقَى سوِى القَليل من ٱحبتهِ ولكن لوهان احب حياتهُ كثيراً.




جلسّ لوهان على ألاريكةِ الواسعة في غرفةَ المَعيشة, يشاهدُ ذات القناةِ, يَحتسي مشَروبهُ, وكالعادةِ ذات ألاخبارِ والكلمات تُقال لنفسِّ المُجرم, لـينهظ ويودع هذا اليّومِ و يكونْ على استِعّداد لأستقبالِ الغِد. وضعَ رأسهُ على وسادةِ لـ يتهدَ بـ يأئسٍ قبل أن يُغلِق عينيهِ وينام.

كُل شيءٍ بدا كالمُعتادِ ولكِنْ بعض الاشياءِ كانت مُختلفةً. هو لأحظ ذلِك, وأحس بهِ في نومهِ.

أستيقظ لوهان لِـ تُرحبّ به أضواءٌ ساطعة فـ يقوم بأغلاقِ عينِه مرةً أخرى. يُعاود فتحها بعد أن قامت أطرافهُِ الصغيرةِ بتركّ تمسيداتٍ على جفنِ مُقلَتهِ بِرقة.


ألسريرُ كانْ أَمْلَدٌ ,دافىءٌ و طَنْانٌ بَعضْ الشيئ. الحُجرَة ألتي تواجدَ فِيها كانت كبيرة, كبيرةٌ للغايةِ. يُمكن القول أنها بِـ لكاد بحجمِ منزلهِ. و أَرِيجُ رَدْهَةِ كان عذبةٌ, أشبهُ بِـ ريا الفِردوس, طاهِرٌ وحلوّ." هَل أنا في الجنةِ؟" سأل نفسهُ. يدهُ قامت بتفحصِ ملابِسهِ, فـ كانت ذاتُ الملابسِ ألتي قامَ بـِ أرتدائها ليلةّ الأمس.
" أنا لم أمت أذاً؟ " 
هو قرر أن ينتظر قلِيلاً, جالسٌ على ذاتِ النيعم, تاركٌ مقَلتُه تتفحصِ الحجَرة, هوِ لم يسبقَ له أن توِاجَد في أماكن فخمةٍ, اوِ واسعةٍ كـ هذۂِ الردهة من قَبّل, حتى وِبّعد أن توِاجَد في منزل عشيقَة ذات مرة. سمع فجاءةً صوتُ البابِ يُفتح, لـ تُتجَه انظارۂُ نحوِ القَادم. أرجلٌ مَدِيدةُ القامةِ, يحتضُنْها بذلةٌ سوداءٌ داكِنْة, جسدٌ مُسترجلّ تُعانقُ ذاتْ البذلةِ جسدهُ بِشكلٍ مثاليّ.

ارتعش جسدهُ بقوة.



كان سيّهوِن, المجَرم الذيّ تِتوقَ ٱلدُوِلة لأمساك بّه. أقَتربّ قَليّلاً من لوِهان لـ يتراجَع لوِهان للخلف بّـ إِرْتعَاب ,ظهرهُ أصِتطدم بّـ لوِح الامامي للسرير, تاركٌ أرجَلهُ تهتز بّـ ذعر من تلقَاء نفسها.

" أيّاك وِأن تخاف منيّ."

نبّرة صِوِتُه كانت دمِثةٌ, وِلكن غّليظةٌ ٱكثر من السابّقَ. فـ هوِ ازاد طوِلاً ,جَسده اصِبّح أكثر عرضاً وِضخامةً, وِنبّرة صوتهِ أصبحتّ أكثر غّلاظة وِٱلتيّ جَعلت من جَسد الصِبّيّ يرتعشُ أكثر.

In the arms of terror.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن